كشف الشاب اليمني محمد أحمد الأسدي الذي أفرج عنه من معتقل غوانتانامو مؤخرا أن محققا أميركيا هدد بإرساله إلى إسرائيل إذا لم يتكلم أو يدلي بمعلومات مطلوبة منه. وأوضح أن المحققين بالمعسكر "كانوا يهددوننا بإرسالنا إلى دول عربية إذا لم نتعاون مع التحقيق". وقال الأسدي في فعالية بمقر منظمة هود للدفاع عن الحريات والحقوق في صنعاء "مورست ضدنا صور الإهانة والإذلال الجسدية والنفسية، وقد تطاول الأمر إلى الاعتداء على مقدساتنا وشعائر ديننا". سامي الحاج وتطرق في حديثه إلى لقائه بمصور قناة الجزيرة سامي الحاج, قائلا إنه التقى به قبل خروجه من السجن بأربعة أشهر، وكان "يعتمد على ماشية طبية لإصابته بتمزق في الرباط الصليبي في إحدى ركبتيه وقال لي إنهم رفضوا علاجه، وعلاج كثير من إخواننا المعتقلين". وأشار الأسدي إلى أن سجاني المعسكر "لم يمنعوا أحدا من تقديم الشكاوى المرضية لكنهم منعوا أصحابها من الدواء الضروري واكتفوا بتقديم المسكنات لجميع الحالات. وفي حال استدعاء أي حالة لعملية جراحية يقوم الأطباء الأميركيون بإتلاف الأعضاء كبترها أو خلع الأسنان السليمة". وكمثال على ذلك "قاموا بتخدير مجموعة جرحى أثناء نقلهم من معتقل قندهار إلى غوانتانامو وبتروا -دون موافقتهم- بعض الأعضاء كالأيادي والأرجل وكان بالإمكان معالجتها". مسلسل الإهانات وقال الأسدي "إن إدارة غوانتانامو امتهنت المصحف الشريف أمام أنظارنا بتمزيقه ورميه في مراحيض دورات المياه، وكانوا يقومون بإعاقتنا عن صلاتنا ومعاقبتنا أثناء ذلك، وإدخال قوات الشغب علينا وضربنا ومعاقبتنا في الانفراديات بمنعنا من الآذان وحلق لحانا بالقوة وتفتيش مصاحفنا وعوراتنا، وكان ذلك يجري على مدار السنة ويشتد ويزداد في شهر رمضان الكريم". وكان بين من حضر الفعالية والد عصام حميد الجائفي الذي أفرج عنه من غوانتانامو قبل عيد الأضحى، لكنه ما زال معتقلا في سجن الأمن السياسي بصنعاء، مناشدا الرئيس علي عبد الله صالح باعتباره "أبا لكل اليمنيين" الإفراج عنه وأربعة زملاء آخرين. وأضاف والد عصام في تصريح للجزيرة نت أن ابنه لا يعرف أفغانستان ولا باكستان ولا تنظيم القاعدة "وإنما في يوم ما تشاجرت معه وكان عمره 18 سنة، فهرب ولم أعلم عنه شيئا إلا بعدما نشر اسمه بإحدى الصحف ضمن أسماء المعتقلين اليمنيين في غوانتانامو، وليس لدي علم من أين اعتُقل، من داخل اليمن أو في الخارج". البريء والمذنب من جانبها أكدت الباحثة والمحامية الأميركية شادي مختاري للجزيرة نت أنه يجب إغلاق معتقل غوانتانامو لأنه يخالف الكثير من الأعراف والقوانين المتعلقة بحقوق الإنسان, خاصة أن هناك سجونا سرية وتمارس على نزلائها أعمال تعسفية, وسيكون "من الأسلم إرسال المعتقلين للمحاكمات على أساس تحديد من المذنب ومن البريء، حتى لا يؤخذ الجميع بجناية المذنب". بدوره قال المحامي خالد الآنسي للجزيرة نت إن منظمة هود تستعد لتنظيم فعاليات احتجاجية ضد بقاء المعتقلين في غوانتانامو ومنها مظاهرة سلمية رمزية تضم قادة الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني أمام السفارة الأميركية بصنعاء. وأوضح الآنسي أن أهمية هذه المظاهرة تنبع من جهة "الأطر المشاركة فيها.. لأننا نعرف أن تسيير مظاهرة شعبية ستقمع من قبل الأجهزة الأمنية".