وزير سابق يكشف عن الشخص الذي يمتلك رؤية متكاملة لحل مشاكل اليمن...من هو؟    "سبحان الله".. جمل غريب ب"رقبة صغيرة" يثير تفاعلا في السعودية    "مساومة جريئة تُفاجئ الحوثيين: نجل قاضٍ يُقدّم عرضًا مثيرًا للجدل للإفراج عن والده"    الدوري الايطالي: يوفنتوس يتعثر خارج أرضه ضد كالياري    نادي المعلمين اليمنيين يطالب بإطلاق سراح أربعة معلمين معتقلين لدى الحوثيين    المهرة: شجاعة لا مثيل لها.. رجال الإنقاذ يخوضون معركة ضد السيول ينقذون خلالها حياة مواطن    مبنى تاريخي يودع شبام حضرموت بصمت تحت تأثير الامطار!    رئيس الاتحاد العربي للهجن يصل باريس للمشاركة في عرض الإبل    شبوة.. جنود محتجون يمنعون مرور ناقلات المشتقات النفطية إلى محافظة مأرب    تظاهرات يمنية حاشدة تضامنا مع غزة وتنديدا بالفيتو الأمريكي في مجلس الأمن    شروط استفزازية تعرقل عودة بث إذاعة وتلفزيون عدن من العاصمة    اليمن تأسف لفشل مجلس الأمن في منح العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة مميز    لماذا يموتون والغيث يهمي؟    - بنك اليمن الدولي يقيم دورتين حول الجودة والتهديد الأمني السيبراني وعمر راشد يؤكد علي تطوير الموظفين بما يساهم في حماية حسابات العملاء    تعز.. قوات الجيش تحبط محاولة تسلل حوثية في جبهة عصيفرة شمالي المدينة    الممثل صلاح الوافي : أزمة اليمن أثرت إيجابًا على الدراما (حوار)    خطوات هامة نحو تغيير المعادلة في سهل وساحل تهامة في سبيل الاستقلال!!    بن بريك يدعو الحكومة لتحمل مسؤوليتها في تجاوز آثار الكوارث والسيول    الإنذار المبكر بحضرموت يطلق تحذيرا هاما للساعات القادمة    المانيا تقرب من حجز مقعد خامس في دوري الابطال    الحوثيون يفتحون مركز العزل للكوليرا في ذمار ويلزمون المرضى بدفع تكاليف باهظة للعلاج    الجنوب يفكّك مخططا تجسسيا حوثيا.. ضربة جديدة للمليشيات    لحظة بلحظة.. إسرائيل «تضرب» بقلب إيران وطهران: النووي آمن    العثور على جثة شاب مرمية على قارعة الطريق بعد استلامه حوالة مالية جنوب غربي اليمن    مسيرة الهدم والدمار الإمامية من الجزار وحتى الحوثي (الحلقة الثامنة)    تشافي وأنشيلوتي.. مؤتمر صحفي يفسد علاقة الاحترام    الأهلي يصارع مازيمبي.. والترجي يحاصر صن دوانز    بعد إفراج الحوثيين عن شحنة مبيدات.. شاهد ما حدث لمئات الطيور عقب شربها من المياه المخصصة لري شجرة القات    اقتحام موانئ الحديدة بالقوة .. كارثة وشيكة تضرب قطاع النقل    طعن مغترب يمني حتى الموت على أيدي رفاقه في السكن.. والسبب تافه للغاية    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    إنهم يسيئون لأنفسم ويخذلون شعبهم    نقطة أمنية في عاصمة شبوة تعلن ضبط 60 كيلو حشيش    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    طاقة نظيفة.. مستقبل واعد: محطة عدن الشمسية تشعل نور الأمل في هذا الموعد    شقيق طارق صالح: نتعهد بالسير نحو تحرير الوطن    نقل فنان يمني شهير للعناية المركزة    ريال مدريد وبايرن ميونخ يتأهلان لنصف نهائي دوري ابطال اوروبا    تنفيذي الإصلاح بالمحويت ينعى القيادي الداعري أحد رواد التربية والعمل الاجتماعي    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    قبل قيام بن مبارك بزيارة مفاجئة لمؤسسة الكهرباء عليه القيام بزيارة لنفسه أولآ    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    آية تقرأها قبل النوم يأتيك خيرها في الصباح.. يغفل عنها كثيرون فاغتنمها    "استيراد القات من اليمن والحبشة".. مرحبآ بالقات الحبشي    غرق شاب في مياه خور المكلا وانتشال جثمانه    بن بريك يدعو لتدخل إغاثي لمواجهة كارثة السيول بحضرموت والمهرة    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    10 أشخاص ينزحون من اليمن إلى الفضاء في رواية    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    أبناء المهرة أصبحوا غرباء في أرضهم التي احتلها المستوطنين اليمنيين    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ضحايا الاشتباه، والصدف، والأقدار..رحلة "الجهاد" والضياع في معتقلات "الإرهاب" الأميركية
غوانتانامو .. معتقل يمني بامتياز ..يصورون السجناء عراة.. ويتحرشون بهم جنسياً..انخفض عدد السعوديين إلى 13 معتقلاً.. وأفرج عن جميع الأوروبيين.. واليمنيون قابعون!!.
نشر في مأرب برس يوم 19 - 01 - 2008

"غوانتانامو".. الاسم المرعب الذي رسخته الولايات المتحدة في عقول العالم ليصبح منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر بديلاً عن الديمقراطية التي طالما تغنت بها.. هو اليوم أشبه بمعتقل لليمنيين، حيث بات معظم قاطنيه من اليمنيين مقارنة مع ما تبقى فيه من جنسيات أخرى.
فهمي سالم العساني من مواليد المكلا-حضرموت 1977م لم يتوقع أن الحادث الذي تعرض له أواخر العام 1999 سيوصله إلى معتقل غوانتانامو بعد أحداث سبتمبر بأشهر قليلة ولم يكن هذا حاله لوحده بل شمل المصير ذاته يمنيين كثراً قادتهم أقدارهم أو حظوظهم إلى حيث لا يتوقعون إطلاقاً وهم ينتمون إلى وطن لا يدري عنهم شيئاً إلا من رسائل تصل إلى ذويهم تخبرهم أنهم أحياء.. أموات .. فهناك لا فرق بين الحياة والموت.
حتى المرضى وقود لغوانتانامو
أواخر العام 1999 تعرض فهمي العساني لحادث مروري مخلفاً له بعض الكسور والرضوض، لكنه تعالج منها، مع الوقت اكتشف أنه مصاب بشرخ في الجمجمة بين الحاجبين تستدعي عملية باهظة الثمن لا يستطيع والده المتقاعد منذ 94 والمقطوع معاشه دفع تكاليفها ولا والدته التي تعمل كاتبة في وزارة التجارة بحضرموت على تدبر جزء من المبلغ للعملية، وراتبها بالكاد يكفيهم الكفاف في عائلة فيها البنات ما زلن يدرسن في المدارس والجامعة.
"فهمي" يدرس بجامعة حضرموت – كلية الحاسوب- مستوى أول، معفي من الجيش بسبب وعكاته الصحية المتكررة، إلى أن عرضت إحدى الجمعيات خدماتها في شهر يوليه/2001 بتسفير فهمي إلى باكستان لإجراء العملية بتكاليف أقل، ونتيجة مضمونة.. لم يكذب والده ووالدته الخبر، ولم يمانعا من سفر ابنهما إلى باكستان.
سافر الطالب المريض في شهر أغسطس في العام نفسه إلى باكستان، وبعد شهرين وقعت أحداث ال 11 من سبتمبر، ومن ثم العمليات الأميركية وما رافقها من ملاحقات أميركية في باكستان، حيث جرى تسليم فهمي للأميركيين على أنه ينتمي إلى تنظيم "القاعدة"، حينها اختفت أخباره عن أهله في اليمن، ولم يعرفوا أين ذهب ابنهم، يحاولون استجداء الأخبار لكن لا أثر.. أتت رسالة عن طريق الصليب الأحمر مفادها (أنا بخير.. وسلمني الباكستانيون للأمريكان، وأنا معتقل في "غوانتانامو" بكوبا).
"لم نكن نعرف يعني أيش "غوانتانامو" وأين هو.. مشاعرنا كانت مختلطة بالفرح لأنه بخير معتقل في مكان لا يدري إلا الله كيف هو". وأضافت عبير الطالبة بكلية الحاسوب بجامعة حضرموت "لم يكن ما حصل لأخي فهمي في الحسبان أبداً".
سألتها كيف تعامل معك معارفك وأصدقاؤك في الجامعة عند معرفتهم أن أخاك معتقل؟
ردت: البعض فقط يعرف أن أخي معتقل، لكن حقيقة أنا ما أتحملش أحد يكلمني في هذا الموضوع أبداً، لأنه يحز في نفسي كثيراً".
وفي شهر أكتوبر/2004 بعث والده سالم سعيد العساني خطاب مناشدة لرئيس الجمهورية علي عبد الله صالح يطالبه فيها بالتدخل والمطالبة بالإفراج عن المعتقلين اليمنيين في "غوانتانامو" ومنهم ابنه "فهمي" قائلاً: "سيدي الرئيس.. إنني أعتبر مذكرتي هذه كبلاغ ومناشدة للتدخل بالإفراج عن أبنائنا، وأبسط مثال الصحفيان الفرنسيان اللذان قلبا الدنيا على عقب، وأوروبا بأكملها تحركت للإفراج عنهما.. فلماذا ليس للمواطن اليمني اعتبار؟!".
مضيفاً: "أبناؤنا المعتقلون في قاعدة "غوانتانامو" منذ 2001 كنا نتلقى منهم رسائل، إلا أنه ومنذ فترة طويلة انقطعت أخبارهم عنا".
وتؤكد والدة فهمي أن آخر رسالة كانت مؤرخة ب شهر إبريل/2006، والتي وصلت لهم قبل أسبوعين فقط عن طريق البريد العادي.
وتشير والدة فهمي إلى أن عدد معتقلي "غوانتانامو" من حضرموت وحدها 11 معتقلاً، ظروف أسرهم مأساوية اقتصادياً واجتماعياً فبعض المعتقلين أمثال المعتقل سليمان عوض باعقيل، توفيت والدته ولحق بها أخوه هذا العام، وأخوه الثاني يعاني من مرض عضال ولا يعرفون عن أخيهم شيئاً منذ اعتقاله، وعند اتصالنا بهم لأخذ بعض المعلومات منهم ردت أخته ثريا، وعند بدء حديثنا معها انهارت باكية وقالت لي: "أيش باتقدموا لهم؟" ولم تكمل حديثها، واعتذرت مني وأغلقت سماعة الهاتف لعدم استطاعتها إكمال الحديث عن ظروف اعتقال أخيها سليمان إلا بكلمات بسيطة جداً قائلة: "ذهب لباكستان لتعلم القرآن ثم سُلم لأمريكا لتسجنه في "غوانتانامو"، ولم تضف شيئاً.
يخرجون من غوانتانامو ليدخلوا سجون الأمن السياسي
يكابد نحو (107) معتقلين يمنيين مآسي الاعتقال القهري "بجوانتانامو"، والبعض ما يزال مفقوداً منذ حرب أفغانستان، والمرسلون إلى اليمن 13 معتقلاً فقط ، تم إطلاقهم من "غوانتانامو" على دفعات.. أولهم (وليد محمد شاهر القدسي) الذي أرسل إلى اليمن في إبريل 2004 ليدخل سجن الأمن السياسي، ويفرج عنه بعد سنتين، أي في مارس 2006.
وتعرض كرامة خميس فور عودته من "غوانتاناموا" في سبتمبر 2005 للمحاكمة بتهمة الاتجار بالمخدرات، وبعد تبرئته أُفرج عنه في فبراير 2006.
أما الدفعة التي سلمت إلى اليمن في ديسمبر 2006 فكانت مكونة من 6 معتقلين أولهم (محمد الأسدي) الذي أُفرج عنه بعد أسبوع فقط من احتجازه في الأمن السياسي، بعد تدخل السلطات الأميركية للإفراج عنه بعد طلب محاميه ذلك إثر خطأ أُرتكب من قبل محامي وزارة الدفاع الأميركية عندما لم ينفذ أمر المحكمة الأميركية بأن عليه إبلاغ محامي الأسدي بإطلاق سراحه قبل 30 يوماً من إطلاقه، لذلك طلب محامي الأسدي أن يفرج عنه من السجن اليمني مقابل ذلك الخطأ.
أما علي حسين التيس، وعصام الجائفي فتم الإفراج عنهما في 6/12/2006، وأُفرج عن زميلهما محسن العسكري في مارس 2007، وحُوكم توفيق صابر المروعي بتهمة التزوير، وأُفرج عنه بعد ذلك، إضافة إلى المعتقل صالح الزوبة الذي يعاني مرضاً في القلب، وتم إجراء عملية جراحية له في غوانتانامو (وفشلت) وأٌفرج عنه من قبل الأمن السياسي في يونيه الماضي/2007.
وضمت الدفعة الرابعة من المعتقلين في "غوانتانامو" والذين سلموا إلى اليمن في 6/2006 (فواز نعمان حمود مهدي، من مواليد السعودية.. هاني عبده مصلح شعلان، صادق محمد سعيد، علي محسن صالح فقعان من مواليد قطر..) وتم اعتقالهم في سجن الأمن السياسي وأفرج عنهم في 5 أكتوبر 2007.
علي محمد ناصر الكازمي الذي كان يعمل طباخاً لأسامة بن لادن، كان آخر المعتقلين المرسلين من "غوانتانامو" إلى اليمن، وأعيد في 29 سبتمبر 2007، وأُفرج عنه بعد أن قضى فترة وجيزة في سجن الأمن السياسي بصنعاء..
المنظمات الدولية والمعتقلون
في عام 2004 قضت محكمة أميركية بحكم تاريخي بأن معتقل "غوانتانامو" يخضع للقوانين الأميركية، وبالتالي يحق للمعتقلين رفع دعاوى قضائية على الحكومة أمام المحاكم الأميركية وليس كما تقول الولايات المتحدة أن المعتقل تحت السيادة الكوبية، بعد ذلك بدأت المرافعات أمام المحاكم في حق سجناء "غوانتانامو" من اليمنيين وغيرهم ممن يسعون للحرية، كما أقرت الإدارة الأميركية قوانين جديدة مثل قانون (الأدلة السرية) والذي يحتفظ بملفات السجناء ولا يعطي الحق للمحامين بالاطلاع عليها وبناء مرافعات الدفاع من خلالها، ثم جاء بعد ذلك قانون (اللجان العسكرية).
وكانت عقدت عدة مؤتمرات دولية في اليمن لمناقشة قضايا المعتقلين في غوانتانامو، أولها في أبريل 2002 ونظمته منظمة العفو الدولية ومنظمة "هود"، وآخر في يونيو 2005، وفي المؤتمر الثالث والذي عقد أيضاً في صنعاء في يناير 2006، بحضور المحامين الأميركيان عن المعتقلين في "غوانتانامو" قابلوا لأول مرة بعض أسر المعتقلين.. فيما كانت عقدت قبلها مؤتمرات مماثلة في البحرين ولندن لنفس القضية.
ومن المقرر أن تنظم الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات "هود" ومنظمة ريبريف البريطانية مؤتمراً بصنعاء خلال يومي 9-10 يناير الجاري لمناقشة أوضاع المعتقلين اليمنيين في غوانتانامو، وسيشارك في المؤتمر عدد من المحامين الأمريكيين في مركز الحقوق الدستورية بالإضافة إلى أسر المعتقلين وأعضاء مجلس النواب وخطباء وأئمة المساجد الرئيسية، كما سيناقش المؤتمر عدداً من القضايا وإعداد خطة للمطالبة بسرعة عودة المعتقلين اليمنيين إلى وطنهم أسوة بغيرهم من السعوديين والجنسيات الأخرى، وفي ختام المؤتمر سيعقد مؤتمر صحفي لإطلاع الرأي العام المحلي والعالمي على التطورات الأخيرة في قضية معتقلي غوانتانامو..
غوانتانامو واليمنيون
يقول المحامون الأميركيون بضرورة "تدخّل الحكومة اليمنية والضغط الشعبي من أجل اليمنيين المعتقلين في "غوانتانامو"، وإلا فإن القضية ستأخذ مدى أطول".
وتكمن أهمية هذه التصريحات في أن المعتقلين اليمنيين في "غوانتانامو" والذين تجاوز عددهم (107) معتقلين يشكلون الأغلبية مقارنة مع من تبقى في المعتقل، بعد أن كان المعتقلون السعوديون في وقت من الأوقات نحو (500) معتقل، وأصبحوا الآن لا يتجاوزون ال 60 معتقلاً بعد أن عملت الحكومة السعودية على الإفراج عن الغالبية منهم، وفيما يخص المعتقلين الأوروبيين فقد تم الإفراج عنهم جميعاً، وغالبية المعتقلين الأفغان أفرج عنهم (مع أنهم أساس القضية)، أما البحرين والأردن فقد أفرجتا عن معتقليهما حال وصولهم إلى المطار بعد استجواب روتيني لم يتجاوز الساعة، فيما المعتقلون اليمنيون ال (13) الذين أعيدوا من "غوانتانامو" قضوا في السجون هنا لفترات متفاوتة أقلها أسبوع، والبعض سنتان، وآخرهم لم يفرج عنه بعد، ومنهم من خضع للمحاكمة أمام محكمة متخصصة في قضايا الإرهاب..
وتؤكد مصادر تابعة لوزارة الدفاع اليمنية نقلاً عن دراسة بحثية أن 95% من معتقلي اليمن بغوانتانامو قُبض عليهم في أفغانستان وباكستان عقب سقوط حكومة طالبان لم يكن لهم علاقة بالعمل العسكري مع تنظيم القاعدة، وجاء في الدراسة ذاتها أن هؤلاء اليمنيين كانوا يعملون كمدرسين للغة العربية والقرآن الكريم في أفغانستان مقابل أجر شهري يصل إلى 100 دولار للمتزوجين، و50 دولاراً لغيرهم..
الأوضاع الأسرية للمعتقلين
تقول أم أحد المعتقلين ل "الغد": "الناس هنا محتاجة أبناءها، أحوالنا الاقتصادية صعبة، مر رمضان والعيد، وسيأتي العيد الثاني ما أحد يدق علينا الباب يقول لنا أيش تحتاجوا، ولو كنا تابعين لمنظمة وإلا أي جهة متنفذة ما كان هذا حالنا أبداً"..
أسر كثيرة فقدت عائلها وكان أبناؤهم أو أخوانهم قبل اعتقالهم في "غوانتانامو" مصدر رزقهم في مهن وحرف مختلفة، وكان بعضهم يعملون في الأجهزة الحكومية وتم قطع معاشاتهم، فيما لا يزال أهل هؤلاء المعتقلين عرضة للمضايقة والمراقبة مما ولّد لديهم حالات الخوف والقلق دعت البعض للتبرؤ من أبنائهم.
ويضيف الناشط الحقوقي بمنظمة "هود" عبد الرحمن برمان: "من خلال الملاحظة وجدت مواقف أمهات وأخوات المعتقلين في البحث ومتابعة قضايا أقربائهم أقل ما يقال عنها أنها شجاعة، وهذا التجاوب من الأهالي ساعد المحامين في رفع الدعاوى أمام المحاكم الأميركية، مثل قضية هائل عزيز الميثالي المرفوعة أمام المحاكم الأميركية وتتابعها معنا أمه وأخته".
وللمعتقلين في سجن باغرام نصيب
أمين محمد البكري مواطن يمني يبلغ من العمر 38عاماً، اختفى في بانكوك العاصمة التايلندية في 31/12/2002، وكان وصل إلى تايلاند قبل تاريخ اختفائه بأربعة أيام فقط لإتمام صفقة تجارية بصفته مدير مؤسسة متخصصة باستيراد وتجارة الأحجار الكريمة.
بذلت أسرته جهوداً مضنية في البحث لدى السلطات التايلندية دون نتيجة سوى الحصول على تأكيد بأن أمين محمد البكري وصل بانكوك في 27/12/2002، وكان يقطن في فندق (ناراي) حتى صباح 31/12/2002، وبعد أكثر من عام على هذا التاريخ وفي شهر يناير 2004 تلقت أسرته الرسالة الأولى بواسطة الصليب الأحمر الدولي تفيد بأنه موقوف في قاعدة "باغرام" الأميركية بأفغانستان، وتأكد مصيره من خلال رسالة بعثها المعتقل عبد السلام الحيلة سربت عبر المحامين ذكر فيها أنه التقى بأمين البكري في معتقل "باغرام" قال البكري في رسالته: "أنا تاجر يمني من أبناء يافع يدعى أمين البكري، معتقل في سجن "باغرام"، وذلك في العام 2003 بشكل سري".
المعتقل الآخر هو (فادي أحمد المقالح) معتقل في أفغانستان، وكانت منظمة حقوقية أميركية تدعى "مؤسسة العدالة الأميركية" تولت الدفاع عن المعتقلين اليمنيين هناك "فادي المقالح وأمين البكري" في قاعدة "باغرام" البوابة الأميركية في أفغانستان من خلال عرائض أمام القضاء الأميركي للإفراج عنهما حتى 10/7/2007، حيث دعم قاضٍ فدرالي بواشنطن حق فادي المقالح بالسعي للحرية، وهو أول حكم في قضية رفعت نيابة عن معتقل أجنبي في سجن أميركي خارج الولايات المتحدة أوفي خليج "غوانتانامو".
وتقول محامية المعتقل فادي المقالح: "كثير من أفراد العائلات جاءوا إليّ، هم يقولون أن هناك مشاكل في "باغرام" أسوأ من تلك الموجودة في "غوانتانامو".
أشارت إلى أن "العسكريين والمعتقلين السابقين وصفوا ظروف السجن في "باغرام" بأنها أسوأ بكثير من "غوانتانامو"، وأنه لا يخضع لمعاهدة جنيف".. مضيفة أن المقالح الذي يبلغ عمره الآن 25 عاماً لم يكن أبداً جزءاً من قوى معادية للولايات المتحدة، أما المعتقل الثالث فهو خالد المقطري الذي لا يعرف عن ظروف اعتقاله أي شيء، سوى أنه معتقل في أحد السجون السرية الأميركية في أفغانستان، ويرجح أنه معتقل في "باغرام".
شهادات حية على التعذيب داخل المعتقل الأمريكي
"الإساءات التي يتعرض لها المعتقلون في أي سجن أميركي باتت معروفة، وتتمثل ما ظهر منها بالإهانة الدينية أولاً وقبل كل شيء، وبعض الأشياء التي كان يتعرض لها بعض الأخوة من الإهانات الجسدية سواء بالتعذيب الجسدي أو النفسي" مضيفاً "ما زلت غريباً في هذه الأرض وكأنني مولود من جديد".
هكذا اختصر صادق محمد سعيد المعتقل السابق في "غوانتانامو" رحلة عذابه الطويلة التي استمرت 6 سنوات كاملة.
ويضيف محمد الأسدي حقائق عن جحيم "غوانتانامو" الذي قضى فيه 5 سنوات عاش خلالها صنوف المعاناة الإنسانية: "لم يعذبونا في غرف التحقيق بجلد ظهورنا أو خلع أظافرنا، ولكنهم إذا ما احتاجوا إلى ذلك استعانوا بجلادي بعض السجون العربية وغير العربية بإرسال المعتقلين إلى تلك البلاد، وتهديد من لم يتم إرساله بنفس المصير إذا هو لم يردد وراءهم ما يريدون منه، وأنا واحد من أولئك الذين هددوا، حيث قال لي أحد المحققين الأميركيين مهدداً "إذا لم تتكلم فسوف نقوم بإرسالك إلى (إسرائيل) وهناك لا توجد حقوق للإنسان مثل التي هنا (أي في غوانتانامو).
وتحدث الأسدي عن منع أصحاب الشكاوى المرضية من الدواء الضروري، حيث اقتصرت على تقديم المسكنات لجميع الحالات، وعندما تستدعي أي حالة لعملية جراحية يقوم الأطباء الأميركيون في المعتقل بإتلاف الأعضاء كبترها أو خلع الأسنان السليمة بدلاً من المريضة، أو تمزيق أجساد المرضى من دون علاج، بل أنهم قاموا بتخدير مجموعة من الجرحى أثناء نقلهم من قندهار إلى "غوانتانامو".
وأشار الأسدي "المعتقل السابق" إلى أن الأطباء كانوا يحاولون إقناع أي مريض يحتاج إلى عملية جراحية لإجرائها "لتدريب بعض الأطباء الجدد" ومن تلك الحالات ما تعرض له المعتقل اليمني المفرج عنه صالح الزوبة (65عاماً) والمريض بالقلب، حيث تم الضغط عليه مراراً ليجري عملية الصمام، ووافق فعلاً وخضع للعملية، ولكنه بعد أن قام من العملية قال أنه لم ير في غرفة العمليات مثل تلك الدماء التي كانت على ملابسه وعلى الأرضية كما رآها في غرفة العمليات مؤكداً أن العملية فشلت..
"سند الكازمي" أحد معتقلي اليمن بغوانتانامو، كشفت جانباً من معاناته والانتهاكات التي يتعرض لها في حديث ل"الغد" المحامية الأميركية (مارتا راينز) أستاذة القانون في كلية الحقوق بجامعة فوردهام، لدى زيارتها صنعاء العام الماضي، حيث أوضحت أن الكازمي تعرض للضرب الشديد إحدى المرات على أيدي ما يسمى "قوات التدخل السريع أو قوات الطوارئ" عندما أرادت إحدى المجندات الأميركيات إجباره بالقوة على نزع بطانية لستر عورته أثناء دخوله الحمام، وقالت إن الكازمي تحدث عن هذه الواقعة لزملائها المحامين عندما زاروه بعد أيام من الواقعة..
وأبلغ ثلاثة معتقلين يمنيين منظمة العفو الدولية بأنهم احتُجزوا في عزلة لمدة تتراوح بين 16 شهراً و18 شهراً في ثلاثة مراكز تديرها الولايات المتحدة، على ما يبدو، في مواقع غير معلومة. وتشير حالاتهم إلى أن حالات الاحتجاز المماثلة لم تقتصر على عدد صغير من المعتقلين كما كان يُعتقد من قبل.
حالة مصور قناة الجزيرة
ونوه محمد الأسدي إلى حالة سامي الحاج المعتقل السوداني مصور قناة الجزيرة، الذي التقى به قبل مغادرته المعتقل ب 4 أشهر، وهو يعتمد في المشي على مشاية طبية لإصابته بتمزق في الرباط الصليبي في إحدى ركبتيه، وقال له "الحاج" أنهم رفضوا علاجه.
ويشير الأسدي إلى أن علاج كثير من المرضى المعتقلين في "غوانتانامو" متعلق بالتحقيق والمحقق.
كرامة خميس هو مواطن يمني ومعتقل سابق، أُعيد من غوانتانامو في 22 أغسطس 2005، أوضح في مقابلة مع منظمة العفو الدولية كيف سافر لأفغانستان ضمن عصابة لتهريب المخدرات، حيث احتجزه زعماء تجارة المخدرات كضمان لإتمام الصفقة، وعندما غزت القوات الأميركية أفغانستان وصف كيف أن خاطفيه الذين خافوا من اكتشاف أمرهم لاذوا بالفرار وتركوه هو وغيره من (الضامنين) وقد تقطعت بهم السبل بالقرب من الحدود الباكستانية – الأفغانية، وهنا -كما يقول- قبض عليه مواطنون باكستانيون وباعوه إلى القوات الأميركية التي احتجزته أولاً في قاعدة "باغرام " ثم قندهار، ونقلته بعد ذلك إلى "غوانتانامو"، وخلال اعتقاله يؤكد كرامة: "تعرضت للركل والضرب بالهراوات ووجهي مغطى، وقد جردت من ملابسي أنا ومجموعة من المعتقلين الآخرين ووضع بعضنا فوق بعض على شكل كومة، بينما كان المسئولون الأميركيون الذين يرتدون الزي العسكري الكامل يسخرون منا ويلتقطون الصور لكومة أجسادنا العارية".
مضيفاً أنه في إحدى المرات أُخذ إلى غرفة "الدش" للاستحمام، حيث حاول الحراس إيذاءه جنسياً، وعندما دفعهم بعيداً عنه دخل عشرة حراس إلى الغرفة وانهالوا عليه بالضرب قبل نقله إلى زنزانة انفرادية اُحتجز فيها ل 25 يوماً وهو عار من ملابسه".
وقال: "إنه هدد بنقله إلى مصر أو الأردن، وقيل له أنه سيتعرض للتعذيب هناك"، مؤكداً تعرضه لتهديدات لفظية من قبل المحققين الأميركيين الذين هددوه: "لدينا وسائل وأساليب أخرى يمكننا استخدامها إذا لم تتكلم".
رحلات جوية تحت الرادار
وكانت منظمة العفو الدولية أصدرت في 5/4/2006 تقريراً يفضح عملية سرية تم بموجبها اعتقال أشخاص أو خطفهم ونقلهم واحتجازهم سراً أو تسليمهم إلى دول تعرضوا فيها للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة. ويصف التقرير كيف أن السي آي إيه استخدمت شركات طيران خاصة وشركات وهمية للحفاظ على سرية رحلات "الترحيل السري". يبين تقرير خارج مجال الرادار : الرحلات السرية إلى التعذيب و'الاختفاء' أن السي آي إيه استغلت ممارسات الطيران التي تقتضي لولا ذلك إبلاغ هيئات الطيران برحلاتها. ويعدد التقرير عشرات الوجهات حول العالم التي هبطت فيها الطائرات المرتبطة برحلات "الترحيل السرية" وأقلعت منها - ويدرج أسماء شركات طيران خاصة لديها تصريح بالهبوط في القواعد العسكرية الأمريكية حول العالم.
وقد سجلت منظمة العفو الدولية قرابة 1000 رحلة جوية ترتبط مباشرة بالسي آي إيه، استخدمت معظمها المجال الجوي الأوروبي؛ وهذه عبارة عن رحلات جوية قامت بها طائرات يبدو أنها تُشغل بصورة دائمة من جانب السي آي إيه عبر شركات وهمية. وفي فئة ثانية، هناك سجلات لحوالي 600 رحلة أخرى قامت بها طائرات تأكد أن السي آي إيه استخدمتها على الأقل بصورة مؤقتة.
تقرير المنظمة الذي يقع في 30 صفحة أورد أن الدول العربية استضافت طائرات ال CIA ( ( 141 مرة عبر مطاراتها، إما لتحميل سجناء سريين، أو لتسليمهم لهذه الدول، أو ربما للتوقف في إطار برنامج الرحلات الطويل الذي كان يتنقل بين أفغانستان وباكستان إلى الشرق الأوسط، ومن ثم إلى أوروبا، وبالتالي إلى خليج غوانتنامو أو إلى الولايات المتحدة، وأحيانا كان هذا المسار يتنقل عبر إفريقيا ولا سيما شرق أفريقيا حيث جيبوتي التي وصفها الجنرال جون أبي زيد العام الماضي في شهادته أمام الكونغرس الأمريكي بأنها قدمت دعما لا محدود مع الولايات المتحدة.
المنظمة قالت أن نصيب الأردن من الرحلات السرية للدول العربية كان الأكبر، ووصل إلى الثلث تقريبا برصيد ( 40 ) رحلة. فيما سجلت (101) رحلة للدول العربية الأخرى، وجاءت على النحو التالي: الجزائر (14)، البحرين (2)، العراق (14)، الكويت (10)، ليبيا (21)، المغرب (17)، الإمارات (13)، مصر (16)، قطر (2)، السعودية (2). ويلفت التقرير إلى عدد من حالات الاعتقال السري في بعض الدول حول العالم، ومنها الأردن، حيث يشير التقرير إلى عدد من الحالات اخترنا منها فقط ما يخص اليمنيين.
يمنيون في رحلات استجواب حول العالم
1) المعتقل (حسن بن عطاش) وهو يمني الجنسية وعمره عند اعتقاله لم يتجاوز (17 عاما) واعتقل في باكستان كما ورد في التقرير الذي أشار إلى أن المعتقل نقل إلى أفغانستان لمدة أسبوع، ومن ثم جرى نقله للأردن.
ويلفت التقرير إلى أن المعتقل قال انه «عذب بشدة أثناء استجوابه في الأردن»، وان التحقيق معه تركز حول نشاطات شقيقه «وليد» الذي يقول التقرير إن الرئيس بوش صرح بأنه «قاتل خطير»، ويقول التقرير أن أمر حسن انتهى إلى نقله إلى غوانتنامو في شهر 3/2004.
2) المعتقلان اليمنيان محمد صلاح باشمله، وصلاح محمد سالم، اللذان اعتقلا في اندونيسيا ومن ثم جرى نقلهما إلى الأردن في شهر 10/2004 وبعد فترة من «الاستجواب والتعذيب» تم نقلهما إلى أفغانستان بحسب التقرير.
2 - خالد بن العطاش - يمني (القاعدة):
يمني الجنسية وهو عضو رئيسي في القاعدة منذ عام 1998 حتى تم اعتقاله عام 2003.
ولد لعائلة شارك عدد من أفرادها في الجهاد، فوالده كان مقربا من أسامة بن لادن وعدد من إخوانه سافر إلى أفغانستان للتدريب والقتال في تسعينيات القرن الماضي. اثنان منهم استشهدا هناك، بينما يقبع أخوه حسن في غوانتانامو منذ عام 2004.
وصل أفغانستان في عام 1995 وتدرب في عدد من المعسكرات بعد عودة أسامة بن لادن إلى أفغانستان.
وفي عام 1996 عمل حارسا شخصيا لبن لادن كما شارك في القتال ضد قوات التحالف وفقد ساقه اليمني في إحدى المعارك عام 1998، ثم استعمله بن لادن كوسيط مع عبد الرحمن الناشري قائد القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وشارك في التخطيط للهجوم على المدمرة الأمريكية كول.
وفي 1999 اختاره بن لادن ليكون أحد منفذي هجمات سبتمبر، ولكنه اعتقل في اليمن في ذلك العام أثناء محاولته الحصول على فيزا للسفر إلى الولايات المتحدة.
بعد خروجه من السجن بفترة بسيطة واصل العمل مع بن لادن حيث شارك في اختيار منفذي هجمات سبتمبر.
ثم انتقل إلى أفغانستان حيث شارك في تأمين الدفاع عن منطقة "تورا بورا". وبعد سقوط نظام طالبان هرب إلى باكستان وعمل وسيط اتصال بين قيادة القاعدة وشبكتها في السعودية حتى تم اعتقاله هناك في عام 2003.
- رمزي بن الشيبة - يمني (القاعدة):
ولد في جنوب اليمن عام 1972 وحاول الهجرة للولايات المتحدة مرتين إلا أنه فشل، وسافر إلى ألمانيا في عام 1996 وتم رفض طلبه للجوء فعاد لليمن مرة أخرى، ثم عاد في عام 1997 إلى ألمانيا كطالب، وهناك التقى بعدد من منفذي هجمات سبتمبر، بينهم محمد عطا.
وسافر معهم في عام 1999 إلى أفغانستان حيث التقى بأسامة بن لادن وتم الاتفاق معه على خطة تنفيذ الهجمات. ثم عاد إلى ألمانيا في عام 2000 وقبل نحو أسبوع من الهجمات غادر ألمانيا ووصل أفغانستان بعد 4 أيام من الهجمات وبعد انهيار نظام طالبان هرب إلى باكستان. يعتقد في تورطه بشكل مباشر في هجمات سبتمبر، وظل قائدا فعالا في القاعدة لحين اعتقاله في عام 2002 من قبل السلطات الباكستانية.
أدرج مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي اسمه على قائمة المطلوبين بعد عدة أسابيع من هجمات سبتمبر، ورصد 25 مليون دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات تفيد في اعتقاله.
عبد الرحيم الناشري - سعودي من أصل يمني (القاعدة):
تعتبره واشنطن مدير عمليات القاعدة في الجزيرة العربية قبل اعتقاله في عام 2002، حيث تقول إنه تلقى تدريباته في المتفجرات وله خبرة في العمليات الانتحارية، كما أدار خلايا في قطر والسعودية والإمارات واليمن وهو العقل المدبر والمدير المحلي لتفجير المدمرة الأمريكية "يو إس إس كول" باليمن في عام 2000، وهو ما أودى بحياة 17 بحارا أمريكيا. وأصدرت محكمة يمنية عقوبة الإعدام بحقه غيابيا لدوره في تفجير المدمرة.
ولد الناشري في مكة المكرمة عام 1965 حيث شارك في حركة خطاب في الشيشان وطاجيكستان وتدرب في مخيم خالدان بأفغانستان في عام 1992. وبعد عودته من طاجيكستان حارب مع طالبان في كابول وجلال آباد في عام 1997.
أين إسماعيل الريمي؟!..
(إسماعيل علي أحمد الريمي) اسمه مدرج ضمن القائمة التي أصدرتها السلطات اليمنية بأسماء المعتقلين اليمنيين في معتقل "غوانتانامو".
لكن عائلته لم تتلق أي تأكيد بأنه موجود فعلاً في "غوانتانامو" ولم تتلق أي اتصال منه، وتشكل التكهنات في أوضاع كهذه حول إمكانية وجود إسماعيل والمختفين أمثاله في "غوانتانامو" مجرد إشارة واحدة، ولكنها تبقى بدون إطار رسمي سواء من جانب السلطات اليمنية أو الأميركية.
إسماعيل الريمي كان عمره 30 عاماً عندما اختفى بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، وهو متزوج ولديه طفلان (عبد الله 10 سنوات، ومحمد 6 سنوات) وكان يعمل في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة منذ 1999.
وآخر مرة تحدث فيها مع عائلته كانت على الهاتف قبيل أحداث سبتمبر، وناقش معهم خطط عودته إلى اليمن، ولم تُسمع عنه أخبار منذ ذلك الوقت.. وبعد مضي 6 أشهر على المكالمة الهاتفية رأى اسم شقيقه إسماعيل منشوراً في وسائل الإعلام المحلية ضمن قائمة المعتقلين اليمنيين "بغوانتانامو"، وعندما اتصلت العائلة باللجنة الدولية للصليب الأحمر قيل لها أنه "بغوانتانامو"، غير أنها لم تتلق أية ردود على الرسائل التي بعثت بها إلى "غوانتانامو".
هنا يبرز السؤال
أين سيكون إسماعيل الريمي؟.. هل هو معتقل في قاعدة "باغرام" العسكرية الأميركية أم في سجن أميركي سري آخر في مكان غير معلوم حتى الآن؟!.
من الإمارات إلى "جوانتانامو" عبر كابول
حُرم المواطن اليمني سند علي يسلم الكازمي من حريته بعيداً عن ساحة الحرب على الإرهاب، وبعيداً في (التوقيت الأمني) عن الغزو الأميركي لأفغانستان، حيث اعتقل الكازمي في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2003، وسجن 9 أشهر دون محاكمة، وعُذّب.. وحسب ما قاله المحامي، فإن الولايات المتحدة عمدت إلى نقل سند من الإمارات إلى أفغانستان، حيث استجوبه محققون أميركيون وعذبوه جسدياً ونفسياً في ما أسماه (سجن الظلام) سيء السمعة التابع لوكالة المخابرات الأميركية ( CIA ) خارج كابول. بعدها أحيل سند الكازمي لمعتقل "جوانتانامو"، حيث لا يزال هناك حتى اليوم دون تهمة أو أي جرم، ودون محاكمة عادلة ترتجى..
وفي رسالة من محامي سند الكازمي أكد فيها: الإمارات العربية المتحدة كانت على علم بجنسية سند اليمنية، وبدلاً من تسليمه وإعادته لوطنه يسَّرت تسليمه سرياً إلى عهدة الولايات المتحدة.. مضيفاً: "من المؤكد أن الولايات المتحدة لم تكن لتقعد غير مكترثة لو أن مواطناً أميركياً سجن وأسيئت معاملته إساءة شديدة، ونقل سرياً من بلد لآخر.. وتحدث المحامي عن دور مركز التدريب على العدالة الدولية في العمل على إطلاق سند قائلاً: إننا نعمل كناشطين بصفة محامين أميركيين لسند الكازمي لكشف حقائق اعتقاله في الإمارات وإحالته غير المشروعة إلى عهدة الولايات المتحدة، وما يرتكز عليه الاستمرار في اعتقاله ب"جوانتانامو"، وهي رواية امتدت فصولها أكثر من أربعة أعوم، نحن كمحامين نمثله ضمن النظام القضائي الأميركي، لكن هذا التمثيل ليس إلا جزءاً واحداً فقط من العمل الواجب تأديته"..
وكما يقول المحامي " حتى الآن لم نستلم رداً لطلب رسمي بأن تحقق اليمن في التسليم غير المشروع لأحد مواطنيها من بلد إلى آخر".. مؤكداً على أن تسليم الإمارات لسند الكازمي إلى الولايات المتحدة هو تسليم مخالف للقانون وأمر لا يجوز إهماله، ولا بد من المساعدة على ضمان عودة المعتقلين سالمين لأوطانهم وعدم تكرار مثل هذه التصرفات في المستقبل..
سند الكازمي متزوج وأب ل 4 أطفال، هم (فاطمة 13 سنة، وعلي 11 سنة، ومريم 10 سنوات.. وأصغرهم عبد الله وعمره 7 سنوات) سافر والدهم إلى الإمارات ولم يتجاوز عمر عبد الله السنتين.. تتحدث "أم علي" زوجة سند ل " الغد " عن ظروف سفره من اليمن إلى الإمارات قائلة: "بعد أحداث (كول) في عدن والاعتقالات التي حدثت بعدها كان زوجي خائفاً من الاعتقال، مع أنه ليس له أي علاقة بأي شيء، لكن الاعتقالات ما كانت لتفرق بين مذنب وبريء، وخطرت له فكرة السفر إلى الإمارات ليبحث عن عمل، خاصة أن عنده بيتاً وأولاد أيضاً، فكان لدي أخ في الإمارات يعمل إمام مسجد، أسرته هناك.. تعشم زوجي خيراً أنه سيلاقي شغل بسهولة، وكنا نتواصل مع بعض بالتلفون، وبعد سفره بشهرين انقطعت أخباره، ولم يكن هناك أي اتصالات حتى مع أخي في الإمارات، بعدها بفترة طويلة جاءني اتصال من الإمارات وتفاجأت أنه زوجي، وكانت فترة المكالمة بسيطة لم يتكلم فيها، وأنا كنت جالسة أسأله وينك؟ وليش ما تتصل؟!، وانتهت المكالمة.. بعدها بأسبوع اتصل مرة ثانية وفهمت أنه مسجون في الإمارات، وقال لي أنه سجن من مطار الإمارات مباشرة، آخر اتصالين في سنة 2003 تقريباً عندما كنت أكلمه في التلفون كان يردد أدعوا لي إني ما أروحش "غوانتانامو".. بعدها انقطعت أخباره نهائياً ولم نتواصل معه منذ أربع سنوات"..
وتضيف: "في نفس الفترة التي اعتقل فيها زوجي في الإمارات أعتقل أخي ورحل مع عائلته من الإمارات إلى اليمن، وظل في سجن الأمن السياسي بعد ترحيله من الإمارات، لما أتى أخي من الإمارات بعدها تواصلت مع منظمة "هود" لتتأكد أن زوجي ليس مسجوناً في اليمن، وذلك عندما وصلتني رسالة عبر الصليب الأحمر الدولي مكتوب فيها "أنا بخير، أنا في سجن باغرام التابع للقاعدة العسكرية الأميركية خارج كابول" ثم بعدها بفترة قصيرة نقل من باغرام إلى معتقل "غوانتانامو"..
سألت أم علي: كيف تعاملت مع أولادك وهم صغار في ظل غياب زوجك؟
أجابت: أنا كنت أقول لهم بابا مسافر، وفي الأعياد والمناسبات وأعياد ميلادهم كنت أجيب لهم الهدايا وملابسهم وأقول لهم هذي بعثها بابا لكم.
-ولما كبروا؟
*بصراحة خفت أحد يقول لهم أبوكم معتقل أو يقول لهم كلمة تجرحهم فقررت أن أقول لهم أن أبوهم معتقل لأنه ما كان أمامي أي خيار آخر.
-وردود أفعالهم؟!
*فاطمة وعلي تأثرا كثيراً، لأنهم فاهمين يعني أيش معتقل ومسجون.. بس مريم وعبد الله لسه.
-كيف تعيشون وتتدبرون أموركم؟
*في الأول كان أهلي معارضين إني أشتغل، لأنه أولادي كانوا صغار وكانوا يقولوا لي أرعي أولادك أحسن، بس الآن أنا أشتغل بصراحة أفضل من أن أنتظر معونة أحد، أعتمد على نفسي أفضل.
يمني تهمته المصور الخاص ل "بن لادن"
غادر علي حمزة البهلول محافظة الحديدة، حيث يسكن متوجهاً إلى باكستان بغرض علاج أحد أبنائه، وظل في باكستان، وعندما ضاق به الحال هناك غادر باكستان باتجاه أفغانستان بحثاً عن عمل لتحسين حالته المعيشية بعد نصيحة أحد زملائه، وذهب لأفغانستان مع قرب الحرب هناك، ولكن الباكستانيين قبضوا عليه وسلموه للأمريكيين بحجة أنه من تنظيم القاعدة.
اختفت أخبار علي عن أسرته ولم تعلم عنه شيئاً، وبعد الحرب عادت أسرته لليمن وظلوا في صنعاء حوالي 5 أيام للتحقيق، بعدها توجهوا إلى محافظتهم (الحديدة)، وبعد عودة أسرته بحوالي شهر ونصف استلمت رسالة منه يقول فيها أنه في معتقل "غوانتانامو".
أخبار (علي) منقطعة عن أسرته منذ عام 2002 بعد انقطاع الرسائل التي كان يرسلها وهو في المعتقل. يقول والده حمزة البهلول: "أن آخر رسالة استلمها من ابنه كانت في شهر ذي القعدة قبل الحرب، وبعدها انقطعت عنا الرسائل التي كان يرد عليها عن طريق البريد".
-هل عرفتم ما هي تهمته؟
*الاتهام الذي تم توجيهه لولدي أنه المصور الخاص لأسامة بن لادن، على الرغم من أن علي لا يحب التصوير وليس له علاقة بذلك، لكن هذا الاتهام سهل على الأمريكان أن يوجهوه لأي شخص حتى يعتقلوه.
-كيف تعرفون أخبار علي؟
*لا يمكننا التواصل مع ولدي (علي) إلا عن طريق الأخبار فقط حتى الحكومة لم تبلغني رسمياً بوجود ولدي في "غوانتانامو"، فهو لم يرسل لنا طول مدة اعتقاله إلا 9 رسائل، وقال في إحداها أن الباكستانيين سلموه لأمريكا غدراً دون أي مسوغ قانوني، وهو لم يرتكب أي جريمة.
ويضيف الوالد حمزة البهلول: "علي يتمتع بحسن السلوك والسمعة الطيبة ويحب ممارسة الرياضة وخاصة كرة القدم والسباحة".
على حمزة البهلول متزوج وأب ل4 أطفال، أصغرهم لا يعرفه، وكان يعمل محاسباً في شركة للأسماك، كان يجيد اللغة الإنجليزية ويحب القراءة والشعر، وهو أيضاً خريج قسم علمي بتقدير امتياز وحاصل على دبلوم في علوم الحاسوب.
عمليات استدراج مخابراتية
1- اعتقال عبد السلام الحيلة
تفاصيل حالة اعتقال عبد السلام علي الحيلة تعود إلي عملية مخابراتية معقدة شاركت فيها المخابرات المصرية وربما بتواطؤ بعض عناصر المخابرات اليمنية وبتنسيق مع الاستخبارات الأمريكية حين سافر في 19 أيلول 2002م إلى القاهرة بناء على طلب من شركة المقاولون العرب التي كان يرتبط معها ببعض الأعمال التي كانت تنفذها في اليمن، وبعد خمسة أيام من وصوله القاهرة انقطعت الاتصالات معه تماما، ولم نسمع عنه أي شيء، وقمنا حينها بالمطالبة لمعرفة مصيره وذلك عبر الحكومة اليمنية التي تواصلت مع السلطات المصرية، ولكن المصريين قالوا إنه غادر إلى باكو عاصمة أذربيجان فوق طائرة أميركية.
وكانت المعلومات متضاربة لمدة عامين حول مكان تواجد الحيلة, فالسلطات المصرية كانت تقول انه غادرها إلي أذربيجان , فيما كانت تؤكد مصادر يمنية ان السلطات المصرية سلمته للأمريكان الذين نقلوه إلي قاعدة أميركية في تركيا ومن هناك اخذ إلى قاعدة جوانتانامو الكوبية حيث يعتقل مئات من اسري حركة طالبان الأفغانية وعناصر تنظيم القاعدة. إلى أن تأكد مكان وجوده بغوانتامو من خلال رسالة بعث بها الحيلة إلى الرئيس اليمني وسلمت للسفير اليمني في إسلام آباد عبر الصليب الأحمر الدولي، وذلك في سبتمبر 2004م. وخاطب فيها الرئيس قائلاً أنه معتقل في قاعدة باغرام قرب كابول، وذلك بعد خطفه من القاهرة في سبتمبر 2002م، ويؤكد له أنه لم يرتكب أي شيء، كما قال إنه وأولاده وأمواله وعائلته في اليمن هم في ذمته ( أي الرئيس ) ، وطالبه بالعمل على الإفراج عنه وجميع المعتقلين اليمنيين الذين كانوا بجانبه ، وكانت تسريبات مخابراتية قالت أن عبد السلام الحيلة يشتبه بأنه قام بتوفير وثائق سفر يمنية مزورة وتذاكر طيران لإسلاميين غادروا اليمن إلي بلدان أوربية وخصوصا سويسرا. وتقول مصادر أخري ان الحيلة ضابط مخابرات يمني زرعه الأمن في أوساط الجماعات الإسلامية الموجودة في اليمن للحصول علي معلومات هامة عنهم , كما انه شارك في تجهيز آلاف المجاهدين اليمنيين والعرب الذين ساهموا في دحر القوات السوفييتية من أفغانستان.
وقد قال محاموه بعد إطلاعهم على قائمة الاتهامات الأمريكية ولقائهم مع عبد السلام وزيارتهم لعائلته بصنعاء انه أوفر الناس حظاً للخروج من غوانتنامو إذا وجد ضغطاً حكومياً وشعبياً من اليمن ، لأنه لا اتهامات جدية ضده ولا إثباتات أو دلائل ، وخاصة أنه ليست له علاقة بأي أشخاص يشتبه بعلاقتهم بالقاعدة .
2- اختطاف الشيخ المؤيد ومرافقه زايد
الرئيس صالح بحث موضوع المؤيد مع روبرت مولر مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي في صنعاء العام الماضي أثناء مباحثاتهما للتعاون اليمني الأمريكي في مجال مكافحة الإرهاب , حيث طلب الإفراج عن الشيخ المؤيد ومرافقه وتسليمهما إلي اليمن .
الرئيس صالح أكد معرفته الشخصية بالشيخ محمد المؤيد وأنه "إنسان عنده فرن يؤكّل فقراء ويجمع تبرعات من الناس ومن الحكومة ويؤكّل ناس فقراء" وقال في تصريحات له إبان زيارته الأخيرة لألمانيا أنه طالب بإطلاق سراح الشيخ المؤيد ومرافقه ولفت إلي ما يردده الأمريكان بشان أن المؤيد يدعم حماس فأكد " قلنا لهم الحكومة اليمنية تدعم حماس , خذوا النظام واعملوا فيتو علينا , لأننا نحن ندعم حركة حماس , وحماس من وجهة نظرنا غير إرهابية، وحينها كان قد وجه قبل زيارته جمهورية ألمانيا بسفر المستشارين القانونيين إسماعيل أحمد الوزير – وزير العدل السابق – وعبد الله أحمد غانم - وزير الشئون القانونية السابق- إلى برلين لمتابعة قضية الشيخ محمد علي المؤيد ومرافقه محمد محسن زايد حيث انضما إلى فريق المحامين الألمان المكلف بالدفاع عن الشيخ المؤيد ومرافقه، كما قاما بالعمل على توضيح الأمر للجانب الألماني وتقديم الدفوع القانونية اللازمة لإثبات براءة الشيخ المؤيد ومرافقه. الشيخ محمد المؤيد بعث برسالة إلي الرئيس علي عبد الله صالح ناشده فيها بألا ينسى قضيته، وطالبه بالاستمرار في التحرك للضغط علي الألمان من أجل الإفراج عنه ومرافقه , مبديا استعداده للمثول أمام أي محكمة في العالم باستثناء الولايات المتحدة لأنها في تصوره كيف تكون " الخصم والحكم " في نفس الوقت .
وأشار في رسالته الي حجم المعاناة التي يلاقيها قائلا للرئيس " عشرة أشهر و أخوكم في حبس التوقيف , حبس اللسان وحبس العيون وحبس الأرجل ..حبس بكل ما تعنيه الكلمة " وأضاف " إليكم بعد الله الشكوى من الضيق الذي نلاقيه والفراق الذي نجده والألم الذي ينزل بنا وقد جعلك الله رئيسا لنا فكن لها كما هو معهود فيك " .
قصة اعتقاله ومرافقه
كان الشيخ محمد المؤيد عضو مجلس الشورى (اللجنة المركزية) بحزب التجمع اليمني للإصلاح قد تعرض إلى عملية استدراج مخابراتية لاعتقاله في فرانكفور


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.