قُتل ما لا يقل عن 20 مسلحاً باشتباكات عنيفة بين المتمردين الحوثيين ومسلحين معارضين في محافظة حجة شمال غرب اليمن . وأبلغت مصادر محلية متعددة صحيفة الاتحاد السعودية إن اشتباكات اندلعت بين المتمردين الحوثيين ومقاتلين قبليين، ينتمون لحزب “الإصلاح” الإسلامي المعارض، في مديرية كُشَر شرق محافظة حجة، على بعد 123 كم شمال غرب العاصمة صنعاء، مشيرة إلى أن الاشتباكات التي اندلعت، الاثنين الماضي، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين. وأوضحت المصادر ذاتها أن الاشتباكات اندلعت على خلفية مهاجمة المتمردين الحوثيين مركزاً لتعليم القرآن في بلدة عاهم بمديرية كُشَر المحاذية لمحافظة عمران التي يسيطر الحوثيون على أجزاء كبيرة منها منذ 2009. وقال مدير عام مديرية كُشَر، يحيى المساوى، ل”الاتحاد” إن “الاشتباكات بين الحوثيين والإصلاحيين” توقفت أمس الأول، ولكن ليس بوساطة محلية أو تدخل من جانب السلطات، لافتاً إلى أن 3 من “الأهالي” قتلوا بهذه الاشتباكات. ونفى المسؤول المحلي علمه بحصيلة الضحايا الذين سقطوا في صفوف جماعة الحوثي المتمردة على الحكومة المركزية في صنعاء منذ 2004، والتي تتخذ من محافظة صعدة (شمال) معقلاً رئيسياً لها. لكنه رجح الأنباء التي تحدثت عن سقوط نحو 20 قتيلاً في صفوف المتمردين الحوثيين، مؤكداً أن المتمردين فشلوا في السيطرة على بلدة عاهم أو احتلال أي مرتفع جبلي في المديرية. واتهمت مصادر محلية في حزب الإصلاح، نظام الرئيس صالح بالسعي إلى تفجير الموقف عسكرياً بين “الحوثيين” و”الإصلاحيين”، في هذه المحافظة المطلة على البحر الأحمر. وأشارت إلى أن صالح، الذي يواجه منذ يناير احتجاجات شعبية تطالبه بالتنحي، “يسعى إلى نشر الفوضى” في البلاد، من خلال تسليم محافظات شمالية إلى جماعة الحوثي، وتسليم محافظات جنوبية لتنظيم “القاعدة” المتطرف، و”الحراك الجنوبي” الانفصالي. وحزب الإصلاح الذي يمثل الغطاء السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، يدعم بقوة موجة الاحتجاجات المناهضة لصالح، والتي تساندها جماعة الحوثي. ولفتت تلك المصادر إلى أن “الحوثيين” تمكنوا خلال الفترة الماضية من السيطرة على نحو 4 مديريات في محافظة حجة”، المكونة من 31 مديرية، والتي يبلغ عدد سكانها نحو مليون ونصف المليون نسمة. وتوقعت أن “تسقط محافظة حجة بأيدي المتمردين الحوثيين في غضون شهر”، وهو ما يشكل انتصاراً نوعياً لجماعة الحوثي، كون هذه المحافظة تمتلك ميناء في بلدة ميدي الساحلية. وذكر موقع “مأرب برس” الإخباري المستقل، والموالي للاحتجاجات المناهضة للنظام الحاكم، إن “الحوثيين” استخدموا في قتالهم للإصلاحيين “أسلحة تابعة للحرس الجمهوري”، وهو الفصيل الأقوى تسليحاً في الجيش الوطني، والذي يشرف عليه، العميد الركن أحمد علي صالح، نجل الرئيس اليمني. وأكد الموقع وصول “تعزيزات عسكرية إلى مديرية كُشَر “لدعم الحوثيين”، موضحاً أن التعزيزات أرسلت من لواء عسكري، يقوده نجل الرئيس اليمني الأصغر، الملازم خالد، الذي تخرج في أكاديمية سانت هيرست البريطانية. إلا أن وزارة الدفاع اليمنية نفت أمس الأربعاء، ما وصفتها ب”مزاعم كاذبة عن استخدام الحوثيين أسلحة تابعة للحرس الجمهوري في مواجهات مع مواطنين” في مديرية كُشَر بمحافظة حجة. وقال مصدر عسكري بالوزارة، إن “تلك الأخبار لا أساس لها من الصحة”، مؤكدا أن وزارة الدفاع وقيادة الحرس الجمهوري “لا يمكن لهما السماح لأي كان باستخدام أسلحة منتسبي الحرس في الاعتداء على المواطنين ومهاجمة قراهم وتشريدهم من منازلهم سواء كانوا الحوثيين أو غيرهم من العناصر الخارجة عن القانون”. قتل مسلحان قبليان ودمرت آليات عسكرية في مواجهات اندلعت بين قوات من الجيش اليمني وقبائل مسلحة معارضة، في منطقة أرحب شمال العاصمة صنعاء. وذكرت أنباء أن المسلحين القبليين، المؤيدين للاحتجاجات الشبابية، تمكنوا فجر أمس الأول، من الاستيلاء على 5 مواقع “إستراتيجية” في جبل الصمع، الذي يحتضن ألوية عسكرية مناصرة للرئيس صالح. وأسفرت المواجهات بين الجانبين عن مقتل اثنين من المسلحين القبليين، الذين تمكنوا من تدمير عدد من الآليات العسكرية، بينها مدرعتين “بي إم بي”، فضلاً عن الاستيلاء على آليات أخرى. وتسعى المعارضة اليمنية المسلحة، منذ مايو الماضي، إلى السيطرة على الألوية العسكرية المرابطة في منطقة أرحب، في سبيل تحرير المدخل الرئيسي الشمالي لصنعاء من قبضة القوات الموالية للرئيس صالح.