بدأ ممثلون عن السلطة والمعارضة في اليمن "السبت، مفاوضات مباشرة بالعاصمة صنعاء، بحضور مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر، وذلك للمرة الأولى منذ يوليو الماضي. وتهدف المفاوضات بين الطرفين إلى التوصل لصيغة نهائية للآلية التنفيذية الخليجية، لإنهاء الأزمة اليمنية المتفاقمة، منذ أكثر من 10 شهور، على خلفية الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط النظام الحاكم. فيما تحدثت مصادر حكومية عن طلب لتأجيل جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة اليمنية المقررة غداً الاثنين لإفساح المجال أمام مفاوضات نقل السلطة، متوقعة إقرار صيغة نهائية للآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية خلال “4 أيام”. وقال نائب وزير الإعلام اليمني، عبده الجندي ل”الاتحاد” ، إن اجتماعاً ضم ممثلين عن حزب المؤتمر الشعبي الحاكم وائتلاف “اللقاء المشترك” المعارض، عُقد السبت بصنعاء، نافياً الأنباء التي تحدثت عن مغادرة وفد من السلطة إلى الرياض، بمعية المبعوث الدولي. وأشار إلى أن الاجتماع “ناقش آلية المبادرة الخليجية”، لحل الأزمة اليمنية المتفاقمة على وقع احتجاجات شعبية مطالبة بإنهاء حكم الرئيس علي عبدالله صالح. من جانبه، قال الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الحاكم، سلطان البركاني، ل”الاتحاد”، إن الاجتماع ناقش الصيغة النهائية للآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، متوقعاً أن تستمر الاجتماعات بين الطرفين، وبحضور المبعوث الدولي، والوسطاء الدوليين والخليجيين، “4 أيام”. وأضاف بقوله “بعد 4 أيام سيغادر وفدا السلطة والمعارضة إلى الرياض للتوقيع على الآلية التنفيذية” للمبادرة الخليجية، التي قدمها وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي أواخر أبريل، والتي تمنح الرئيس اليمني حصانة من المحاكمة وتسمح له بالاحتفاظ بثروته. وتعليقاً على أنباء تحدثت عن تأجيل جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن، والمقررة غدا قال البركاني “طُلب تأجيل الجلسة لإفساح المجال أمام مفاوضات نقل السلطة”. وكان من المقرر أن يقدم جمال بن عمر إلى المجلس غداً تقريره حول تجاوب الأطراف اليمنية المتصارعة للتسوية السياسية، وفق المبادرة الخليجية، من أجل إنهاء الأزمة التي تكاد تعصف باليمن. وتقول المعارضة إن صالح يطالب بتعديلات على المبادرة تسمح له فعلياً بالاحتفاظ بمعظم السلطات خلال فترة انتقالية حتى إجراء انتخابات جديدة وهو مطلب يرفضه المحتجون الشباب. وقال البركاني إن صالح “سيبقى في منصبه لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة” دون أن يحدد موعد هذه الانتخابات. إلى ذلك، قال الناطق الرسمي باسم “اللقاء المشترك” محمد قحطان ل”الاتحاد”، إن عبد الوهاب الآنسي أمين عام حزب الإصلاح الإسلامي، أبرز مكونات الائتلاف المعارض، “لا يزال موجوداً في الرياض” من أجل لقاء وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفصيل. وأشار قحطان إلى أنه كان من المقرر أن يلتقي وفد من المعارضة اليمنية بالفيصل الأحد الفائت، إلا أن تواجد الأخير خارج البلاد حال دون ذلك. ونفى علمه بطلب تأجيل انعقاد جلسة مجلس الأمن المقرر غداً. وكانت صحيفة “أخبار اليوم” اليمنية، المقربة من القائد العسكري المنشق اللواء علي محسن الأحمر، نقلت عن مصادر دبلوماسية خليجية أن الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن “تناقش إمكانية تأجيل انعقاد جلسة مجلس الأمن الخاصة باليمن” إلى 28 نوفمبر الجاري. وأشارت الصحيفة إلى أن سفراء الاتحاد الأوروبي بصنعاء “اشترطوا” تأجيل الجلسة مقابل “جدية النظام اليمني في التوقيع على المبادرة الخليجية” التي لا يزال صالح يرفض التوقيع عليها. من ناحية أخرى، أفاد مصدر دبلوماسي خليجي بأن دول مجلس التعاون تدعم المساعي التي يبذلها المبعوث الدولي لإخراج اليمن من أزمته الراهنة، مؤكداً ضرورة أن يدرك النظام اليمني أن تأجيل جلسة مجلس الأمن “مرهون بتوقيع الرئيس على المبادرة الخليجية ونقل السلطة” إلى نائبه الفريق عبدربه هادي. وأضاف “في حال تعثرت جهود بن عمر ولم تفضِ إلى توقيع المبادرة ونقل السلطة، فإن عواقب ذلك ستكون وخيمة جداً”.