تعرض قطاع شركات التأمين في اليمن لخسائر كبيرة في ظل الاضطرابات التي تشهدها البلاد منذ عشرة أشهر وما خلفته من ركود اقتصادي في قطاعاتها كافة . وانخفض حجم الأقساط التأمينية الى ما نسبته 75 بالمائة نتيجة تلك الاضطرابات في ظل استمرار الاحتجاجات التي يشهدها اليمن منذ بداية فبراير الماضي للمطالبة باسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح الذي يحكم البلاد منذ 33 عاما . وتشتكي شركات التأمين من ان هناك سحوبات كبيرة من قبل طالبي التأمين وسط مخاوف من توقف عدد منها في حال استمرار الأزمة . وبحسب احصائية لاتحاد التأمين اليمني ، يبلغ معدل انفاق الفرد على التأمين في اليمن 2.5 دولار ، في حين ان معدل انفاق الفرد على التامين في الدول المجاورة في اليمن يصل الى 500 دولار (الدولار الامريكي الواحد يعادل 240 ريالا يمنيا). ويبلغ عدد الشركات العاملة في البلاد ، بحسب ادارة الشركات بوزارة الصناعة والتجارة اليمنية ، 15 شركة تأمين فقط . وتوقع مختصون توقف عدد من تلك الشركات في حال استمرت الأزمة الحالية . وقال نائب رئيس الاتحاد اليمني للتأمين مجيب عبدالجبار ردمان ، لوكالة أنباء (شينخوا) ، ان حجم الأقساط التأمينية انخفض الى ما نسبته 75 بالمائة نتيجة الاضطرابات التي تشهدها البلاد. وأضاف ردمان أنه تم تسجيل خسائر كبيرة في قطاع التأمين في اليمن وتعرضت الشركات لاهتزازات كبيرة ، كما تراجع فتح الاعتمادات المستندية وقلت حركة الاستيراد بسبب ارتفاع القيم التأمينية . وأوضح أن البنوك التجارية في اليمن رفضت مؤخرا فتح اي اعتمادات للتجار ورجال الاعمال وهو ما تسبب في ايقاف حركة الاستيراد . وأشار الى أن المعيدين للتأمين في الخارج يرفضون حاليا قبول التأمين على الممتلكات نظرا للاوضاع السيئة التي تعيشها اليمن . وحذر من أن استمرار الأزمة القائمة يعني ان معيدي التأمين في الخارج سينسحبون من اليمن نهائيا ، وهذا يعني توقف شركات التأمين شبه كليا عن ممارسة مهامها . ولفت ردمان الى أن السوق التأمينية في اليمن أصلا هي سوق ناشئة وستعيدها الاحداث الحالية للوراء ، مشيرا الى ان معدل انفاق الفرد على التامين في اليمن 2.5 دولار ، في حين ان معدل انفاق الفرد على التأمين في الدول المجاورة في اليمن يصل الى500 دولار . وأوضح أن المخرج الوحيد والآمن حاليا لايقاف الخسائر امام شركات التامين يتمثل فقط في خروج البلاد من الازمة الراهنة . من جهته ، قال محمد عبدالصمد الدبعي المسئول في الشركة اليمنية العامة للتامين ان هناك اضرارا لحقت بالشركة جراء الازمة الراهنة التي تعصف بالبلاد منذ اشهر . وأضاف الدبعي لوكالة انباء (شينخوا) " وضع البلاد بشكل عام سئ ، وقطاع التأمينات تأثر بما هو قائم من تطورات جراء الاحداث الجارية "، مشيرا الى ان الشركة تأثرت نتيجة لذلك . وبين ان هناك عملية سحب للتأمينات كبيرة من قبل المؤمنين، فيما قلت حركة الاستيراد ونقل البضائع بشكل كبير مما أدى الى الحاق خسائر مادية بشركات التأمين في البلاد بشكل عام . وتقول الحكومة اليمنية ان شركات التأمين تعرضت لخسائر كبيرة ، وانها بصدد تقديم تسهيلات اضافية في محاولة للمحافظة على اتزان القطاع . وقال ابراهيم السيانى مسئول شركات التأمين في الحكومة اليمنية لوكالة انباء (شينخوا) ان قطاع التأمين تعرض لخسائر كبيرة نتيجة الازمة الراهنة التى تعصف بالبلاد منذ اشهر . وأوضح السيانى ان الحكومة اليمنية تعمل جاهدة على تنفيذ العديد من البرامج لتلافي المزيد من الخسائر التي يتعرض لها قطاع التأمين في البلاد . وأشار الى أن الحكومة تنفذ حاليا برنامجا لمنح شركات التأمين المزيد من التسهيلات لتتمكن من تجاوز ازمتها والمضي قدما للقيام بمهامها .