بعد أن تراجع أكثر من أربع مرات ، نزع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في هذه اللحظات قفازات يديه و وقع على المبادرة الخليجية ليتنحى بذلك عن منصبه بعد 10 أشهر من الاحتجاجات التي شهدتها بلاده لمطالبته بتسليم السلطة بعد 33 عاما من الحكم . وتم التوقيع على المبادرة في مراسم تم الإعداد لها في العاصمة السعودية الرياض حضرها العاهل السعودي وولي عهده و سفراء مجلس التعاون الخليجي و المبعوث الأممي جمال بن عمر و سفراء واشنطن و الاتحاد الأوروبي إضافة إلى قيادات السلطة و المعارضة اليمنية نقلت مباشرة على قنوات التلفزة . ويأتي التوقيع وسط حالة من التوتر و التصعيد العسكري للقوات الموالية للرئيس صالح في العاصمة صنعاء ومدينة تعز ، حيث أفادت الأنباء بسقوط جرحى في قصف استهدف ساحة الحرية و الساحات المجاورة لها . كما تجددت الاشتباكات في حي الحصبة و صوفان المجاور لها بين القوات الموالية للرئيس صالح و أنصار الزعيم القبلي صادق الأحمر . و أفاد شهود عيان بسماع دوي انفجارات عنيفة في المنطقة . و بمجرد أن يوقع صالح على المبادرة الخليجية تنتقل السلطة لنائبه عبد ربه منصور هادي . وكان قال مصدر رئاسي يمني إن صالح سوف يبقى بشكل دائم في المملكة العربية السعودية بعد أن يوقع على المبادرة الخليجية اليوم الأربعاء . ودعا العاهل السعودي في كلمة مقتضبة له قبيل التوقيع الأطراف اليمنية إلى فتح صفحة جديدة و نبذ الخلافات و الوفاء بالعهود . من جهته وصف عبد اللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي مراسم التوقيع باللحظة التاريخية مثمنا جهود كل الاطراف إلى جانب جهود القيادة السعودية ووزراء مجلس التعاون الخليجي وسفراء امريكا و الاتحاد الاوروبي وروسيا و المجتمع الدولي كل اليمنيين . وعقب أن وقع صالح وقعت قيادات المعارضة بصفتهم قيادات المجلس الوطني لقوى الثورة السلطة على آلية المبادرة التنفيذية . وغاب عن مراسم التوقيع نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي ، دون أن تعرف أسباب ذلك ، على الرغم من كونه من سيقود المرحلة الانتقالية . وغادر صالح صباح اليوم البلاد متوجها إلى العاصمة السعودية الرياض ، كما تبعه نائبه وقيادات السلطة و المعارضة ، وذلك بعد توصلهما الى اتفاق سياسي توافقي بناءا على المبادرة الخليجية واستنادا إلى دعوة مجلس الأمن الدولي . وأكد بن عمر , خلال مؤتمر صحفي عقده قبيل مغادرته الى الرياض للمشاركة في احتفالية التوقيع ,التزام الرئيس علي عبد الله صالح الذي قال انه مكن من بدء العملية الانتقالية، مثمنا في نفس الوقت بالدور الذي لعبه نائب الرئيس وممثلوا المؤتمر الشعبي العام والمجلس الوطني مما "مكننا من انجاز هذا الاتفاق، وكذا ترحيبه بدور مجلس التعاون الخليجي ودول الأعضاء في مجلس الأمن لإنجاح هذا الاتفاق . وقال بن عمر ان المجتمع الدولي ومجلس الامن سوف يستمران في مراقبة ودعم العملية السياسية وسيتخذ القرارات اللازمة والضرورة لكل من يعرقل هذا الاتفاق الذي يخول نائب الرئيس بالصلاحيات اللازمة لتنفيذ بنود المبادرة الخليجية وآلية تنفيذها وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في فترة زمنية لا تزيد عن تسعين يوما لحظة التوقيع على المبادرة وآليتها . وعبر بن عن سعادته البالغة عن التوصل الى الاتفاق على عملية الانتقال السياسي في اليمن بناء على مبادرة مجلس التعاون الخليجي واستنادا لدعوة مجلس الامن الدولي في قراره رقم 2014م لعام2011م، مؤكدا ان الاتفاق هو بمثابة خطوة مهمة بالنسبة للشعب اليمني لحل الأزمة السياسية في اليمن والانتقال ببلدهم نحو مستقبل أفضل . وذكر المبعوث ان الفترة الانتقالية التي تمتد لعامين سيتم فيها تشكيل حكومة وفاق وطني وعقد مؤتمر حوار وطني شامل يشارك فيه مختلف الأطياف بما فيها الحراك الجنوبي والحوثيين والأحزاب والنساء والشباب من اجل رسم مستقبل اليمن. وسيتم كما يقول بن عمر عملية مراجعة الدستور يشارك فيه ممثلين عن كافة مناطق اليمن ومكونات المجتمع اليمني وسيكون أمام الناشطين السياسيين فرصة تنظيم أنفسهم في أحزاب سياسية والتنافس وفق شروط متساوية في الانتخابات التي ستعقد نهاية المرحلة الانتقالية التي تستمر عامين . وبين ان حكومة الوفاق الوطني المقبلة ستنخرط فورا في حوار مع الشباب في الساحات للحصول على دعمهم لمشاركة حقيقية ونشطة في العملية السياسية، وان الاتفاق يعد لبنة هامة للحفاظ على وحدة وامن واستقرار اليمن وسيادة اراضية وتعافي اقتصاده وستتولى إعادة الإعمار. وقال " أؤكد لجميع الشباب اليمني أن مطالبكم أوجدت الزخم الذي قاد إلى التغيير في اليمن وأن الباب بات مفتوحا أمام تغيير سياسي حقيقي في البلاد ان عليكم ياشباب اليمن ان تستثمروا هذه الفرصة التاريخية بمسؤولية لتساهموا بفاعلية في مستقبل اليمن يقع على عاتقكم ". وشدد بن عمر نيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة على الالتزام القوى للأمم المتحدة لمواصلة دعمها لعملية انتقالية التي يقودها اليمنيون . ودعا المبعوث الاممي كافة الأطراف اليمنية لاحترام تعهداتها في الاتفاق ووقف كافة اعمال العنف فورا والتوقف عن اية استقزازات اخرى والعمل معا بنية طيبة نحو التنفيذ الكامل للاتفاق .