زار مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن، الذي ساعد في التوصل إلى اتفاق نقل السلطة في البلاد، الأحد، مدينة تعزجنوب البلاد، التي كانت قد شهدت مؤخرا اشتباكات بين القوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح ومنافسيه المسلحين. والتقي جمال بن عمر، على نحو منفصل، محافظ تعز، حمود الصوفي، وعائلات الأشخاص الذين قتلوا في الهجمات التي تم إلقاء المسؤولية عنها على عاتق الحرس الجمهوري بقيادة نجل صالح. يذكر أن تعز، ثانية كبريات المدن اليمنية، محور الاحتجاجات ضد حكم صالح منذ انطلاقها في منتصف شهر فبراير (شباط) الماضي. وقبل وصول المبعوث، جمع النشطاء وثائق عن جرائم مزعومة ارتكبتها قوات صالح ضد المحتجين المطالبين بالديمقراطية لتسليمها له، وذلك حسبما ذكرت مصادر المعارضة وبعد تعز وصل ابن عمر إلى عدن في إطار جولته التي يراقب فيها تنفيذ الاتفاق الذي وقعته السلطة والمعارضة لنقل السلطة في العاصمة السعودية الرياض. تأتي زيارة ابن عمر بعد يوم على أداء حكومة مؤقتة جديدة برئاسة زعيم المعارضة محمد باسندوة اليمين الدستورية أمام القائم بأعمال الرئيس عبد ربه منصور هادي. وبموجب اتفاق نقل السلطة الذي تم التوقيع عليه في السعودية الشهر الماضي، يتعين على صالح، الذي حكم اليمن على مدار 33 عاما، أن يتنحى مقابل تمتعه بالحصانة من المحاكمة. كانت حكومة الوفاق الوطني قد أدت اليمين الدستورية أمام نائب الرئيس اليمني السبت وعقدت أول اجتماعاتها برئاسته. وقد رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتشكيل حكومة وفاق وطني في اليمن، داعيا الأطراف كافة إلى البدء بعملية سياسية يشترك فيها جميع اليمنيين. وقال بان، في تصريح نقله المتحدث باسمه، مارتن نيسيركي: «إن الأمين العام يدعو الأفرقاء كافة إلى العمل بهدف البدء بعملية تشاركية تعطي جميع اليمنيين، بمن فيهم النساء والشباب، موقعا في مستقبل البلاد». وأضاف: «هذا الأمر سيكون ضروريا لوضع البلاد على طريق إعادة السلام والاستقرار ولبناء أسس انتعاش اقتصادي». يُشار إلى أن حكومة الوفاق الوطني تولت مهامها السبت لإدارة مرحلة انتقالية صعبة في اليمن؛ حيث الجيش منقسم و«القاعدة» منتشرة بشكل كبير والاقتصاد على وشك الانهيار بعد أكثر من 10 أشهر من الاحتجاجات ضد نظام الرئيس علي عبد الله صالح. يُشار إلى أن حاملة جائزة نوبل للسلام، الناشطة اليمنية توكل كرمان، أعربت، السبت، عن الأسف لعدم تمكنها من الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في اليمن في فبراير 2012. وقالت كرمان، في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» بعد تسلمها جائزة نوبل للسلام في أوسلو: «أريد أن أكون مرشحة والناس تريدني أن أترشح، كما يريدون أيضا أن يكون هناك مرشحون آخرون». وتابعت: «لو ترشحت لنجحت. لكن هل يُسمح لي بأن أترشح؟». ومن المقرر إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في فبراير 2012 لاختيار خلف للرئيس الحالي علي عبد الله صالح الذي وافق الشهر الماضي على التنحي عن منصبه استنادا إلى اتفاق تم التفاوض بشأنه في إطار مجلس التعاون الخليجي، إلا أن الاتفاق يقضي بأن يكون هناك مرشح وحيد هو نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي على أن تكون ولايته لمدة سنتين.