مع انطلاق الثورة اليمنية ضد نظام الرئيس علي عبدالله صالح في فبراير/شباط الماضي، رفع المتظاهرون شعار “لا حزبية ولا أحزاب، ثورتنا ثورة شباب” . ومع انضمام أحزاب المعارضة المتمثلة في تكتل أحزاب اللقاء المشترك، تصدرت هذه الأحزاب المشهد الثوري والسياسي وذهبت إلى مفاوضات مع نظام صالح أفضت إلى تقاسم السلطة والدخول في حكومة وفاق وطني برئاسة المعارضة، وفقاً لنصوص المبادرة الخليجية . واليوم يسيطر على شباب الثورة شعور بخيبة الأمل ويقولون إن أحزاب المعارضة خذلتهم وخانت دماء الشهداء وتضحيات الشعب اليمني الذي يتطلع إلى تغيير شامل . المؤكد أن حالة من عدم الثقة نشأت بين شباب الساحات وأحزاب اللقاء المشترك، دفعت بناشطين للدعوة إلى تأسيس حزب أو أحزاب سياسية لشباب الثورة تكون مهمتها استكمال النضال لإسقاط النظام بكل رموزه وتحقيق أهداف الثورة كاملة وتقديم المتورطين في القتل للمحاكمة . لكن هذه الفكرة لا تجد قبولاً لدى شباب الثورة، وسط مخاوف من الفشل وتكرار تجربة أحزاب الثورة المصرية التي لم تحقق أي تقدم في الانتخابات المصرية . رئيس المركز الإعلامي بساحة التغيير في صنعاء حمزة الكمالي يخشى إنشاء أحزاب هزيلة وضعيفة على غرار الحركات والائتلافات الثورية التي تكونت بداية الثورة وأصابت الجميع بصدمة على حد تعبيره . ويؤكد حمزة ل”الخليج”: “أنا أرى انه ليس الآن وقت تشكيل الأحزاب، حتى يتحقق الاستقرار السياسي ومن ثم قد نبدأ في تشكيل أحزاب جديدة إذا اقتضت الضرورة ذلك، ما نحتاجه الآن من وجهة نظري هو مكون ثوري برؤية سياسية جديدة وبفكر ليبرالي يستقطب جميع الأطياف الشبابية” . ويوافقه الرأي الناشط في ساحة الحرية بتعز غازي السامعي الذي يقول: “في اعتقادي لسنا بحاجة في هذا التوقيت لإنشاء أحزاب سياسية، ما نعانيه ليس نقصاً في الأحزاب وأعدادها وإنما نعاني غياب الرؤية لدى هذه الأحزاب” .