منعت نقطة أمنية نصبها عناصر من تنظيم القاعدة مدخل مدينة الكود ألاف المتظاهرين في مسيرة " الكرامة " الراجلة من الدخول الى محافظة أبينجنوباليمن واطلقت الرصاص الحي عليهم بالاضافة الى زرع عبوات ناسفة على قارعة الطريق امامهم لتخويفهم بتهديدهم بتفجيرها في حال تجاوز احدهم النقطة . وقال مشاركون في المسيرة ان عناصر القاعدة المتسلحين بالرشاشات و" الار بي جي" اشترطوا لدخول الأهالي الى ديارهم في مدن زنجبار والكود والمسيمير وغيرها التي شردوا منها منذ مايو الماضي اثر المواجهات بين قوات من الجيش اليمني وعناصر من القاعدة عشرين رهينة من المشاركين في المسيرة وانسحاب قوات الجيش المتمركزة على بعد مائة متر منهم وضمانة عدم إطلاق النار من قبل الجيش , ما حدى بمئات من المشاركين الى الاعتصام أمام النقطة فيما رجع الاخرون الى عدن خشية تهور تلك العناصر . وكان ألاف من نازحي محافظة ابين في محافظتي عدن ولحج يساندهم عشرات من ابناء عدن ولحج قد نظموا مسيرة راجلة من عدن وقطعت أكثر من خمسين كيلو مترا لكسر الحصار المفروض على المنطقة منذ مايو الماضي بعد سيطرة مسلحين من القاعدة على مدن زنجبار والكود وغيرها وهروب سكانها وتجاوزوا النقاط الأمنية التي نصبها الجيش والأمن على طول الطريق والتي قام افرادها بالترحيب بالمسيرة باطلاق الاعيرة النارية في الهواء . نص الرسالة الصادرة عن المسيرة : انقضت سبعة اشهر منذ تهجير سكان مدن زنجبار والكود وغيرهما من مناطق محافظة أبين جراء الحرب بين قوات الحكومة والمسلحين من ( أنصار الشريعة ) تلك الحرب الغامضة في أسبابها وفصولها . أن ما يتكشف اليوم من أوراق عن خلفيات ( سقوط) زنجبار يؤكد تأكيدا قاطعا عن تواطئ في أجهزة الأمن والجيش والحرس الجمهوري والأمن المركزي بما يدل إن هناك اتفاقا بموجبة هربت القوات الأمنية قبل بدء المعركة ما يعني إن زنجبار لم تسقط وإنما سلمت . انه لمن غير المعقول والمنطق إن تعجز قوات الحكومة طوال سبعة اشهر بما تمتلك من عدة وعتاد بما فيها الطيران عن إعادة السيطرة على تلك المناطق وتحريرها . وعليه : من منطلق المعاناة التي يتجرعها أكثر من مائة ألف مهجر من ديارهم في مأساة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً , فأننا ندعو المجتمع المحلي والإقليمي والدولي بكل قواه الخيرة المحبة للسلام والداعية والراعية لحقوق الإنسان إلى الضغط على السلطات اليمنية لحسم الموقف في أبين وإخراج المسلحين منها وعودة أهلها إليها . إننا نطالب بتحرير حقيقي لمناطق أبين يتمثل على ارض الواقع بما يؤمن عودة المهجرين ( النازحين ) إلى ديارهم بسلام وأمان بعيدا عن الانتصارات الوهمية التي تسوقها المكاسب الإعلامية الزائفة كما حدث يوم 11سبتمبر الماضي بالإعلان عن تطهير زنجبار أو مؤخرا بالإعلان عن فتح الطريق من عدن إلى أبين . انه لمن المؤسف حقاً أن تظل قضية أبين تواجه هذا الصمت المخزي من قبل منظمات المجتمع المدني والأحزاب ووسائل الإعلام محليا وخارجيا وكأنها نبته شيطانية لا ينبغي النظر إليها أو التعامل معها . أيها الآخرون : فقط نقول لكم تذكروا فضائل أبين عليكم وجمائل أهلها وأدوارهم معكم في السراء والضراء .. وكونوا معهم – برد الجميل- ولو بأضعف الإيمان تصديقا لحديثه عليه الصلاة والسلام ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده وان لم يستطع فبلسانه وان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الإيمان ) إننا نعلن بأننا سوف نواصل فعالياتنا الاحتجاجية السلمية حتى تتحقق مطالبنا في تحرير مناطقنا وعودتنا إلى ديارنا . وبعدها لكل حادث حديث حول فتح ملفات الحرب وأسبابها والمتواطئين فيها وتهجير الناس من ديارهم . صادرة عن المسيرة السلمية لنازحي أبين 31 / ديسمبر 2011