اعتبر الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد أن أصدق تعبيراً على نجاح مرشح المعارضة في الانتخابات الرئاسية السابقة المهندس فيصل بن شملان وخسارة علي صالح في انتخابات 2006هو اندلاع ثورة التغيير الشبابية السلمية التي تأبى أن يكمل صالح فترته المزورة لتأخذ الحقيقة الشملانية مسارها الأصيل - حسب تعبيره. ووصف ناصر- خلال مداخلته الهاتفية في ندوة الفقيد فيصل بن شملان مساء أمس في ساحة الحرية بكريتر- التفاف الجماهير حول بن شملان أنه كان بمثابة استشراف للمستقبل ومحاولة لرد الاعتبار للوحدة وللديمقراطية وللحياة الكريمة. وأضاف ناصر" إننا عندما نقف في حضرة بن شملان إنما نقف في حضرة من أسهم في صياغة أبجدية هذا التغيير، مؤكداً أنه بالصمود والاستمرار في الساحات سيخرج الوطن من عنق الزجاجة إلى آفاق الدولة المنشودة". وأضاف: لقد كان الفقيد الكبير بن شملان ضالة اليمنيين التواقين للتغيير والحكم الرشيد في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي أظهر خلالها شجاعة نادرة وندية في المنافسة. وقال : لقد كان المرحوم بن شملان مثالاً للمواطن الصالح والمسوؤل الناجح، ولم يكن صراع فقيد الوطن الكبير مع المرض سوى نزراً بسيطاً في بحر صراعه الطويل، مكافحاً في صفوف المناضلين في سبيل تحقيق الثورة في الجنوب، ومرابطاً في مسيرة بناء الدولة، وقيادياً وإدارياً مقتدراً في كل المهام التي أوكلت إليه والمناصب التي تبوأها والتي كان فيها مثالاً للكفاءة والنزاهة قبل الوحدة وبعد الوحدة التي حمل معانيها الحقيقية التي أساء إليها هذا النظام أيما إساءة. ولفت إلى استقالة بن شملان من وزارة النفط في وقت كان يجري فيه السباق وراء النفط والعمولات والثراء من خلال المخصصات غير المشروعة، مشيراً إلى أن موقف الفقيد الكبير بن شملان يذكره بصديقه ورفيقه الدكتور فرج بن غانم الذي استقال من رئاسة الحكومة، وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ اليمن، لأن استمراره كان يتعارض مع قناعاته ومبادئه وقيمه وأخلاقه - حد قوله. وأضاف انه وبرحيل مهندس التغيير فيصل بن شملان فقد اليمنيون أنموذجاً يُحتذى به، لرجل تمسك بمصالح شعبه وبمبادئه النبيلة في ظروف عصيبة القابض فيها على المبادئ الكريمة كالقابض على الجمر، في ظل استشراء الفساد والعبث والفوضى، مؤكداً أن بن شملان جسّد الحكمة اليمانية التي لم نعد نلمح إلا شبحها المقيم الذي تريد هذه الثورة المشتعلة اليوم استعادتها كواحدة من الصفات التي التصقت باليمنيين وفقاً لوصف الرسول الأكرم (صلى الله عليه وسلم) : "أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوباً وألين أفئدة.. الإيمان يمان والحكمة يمانية". ونوه إلى أن سجل بن شملان الناصع قيض له السبيل لأن يشكل محور التوافق الوطني لخوض المنافسة التاريخية الأقوى في الانتخابات الرئاسية عام 2006م والتي أظهر خلالها شجاعة نادرة، ولئن التفت الجماهير وهي تهتف له ولبرنامجه الانتخابي، فإنها ومن خلاله كانت تهتف للمستقبل وتنشد رد الاعتبار للوحدة وللديمقراطية وللحياة الكريمة. وكان ناصر قد حيا جموع الشباب في الساحات وصمودهم في ثورة التغيير السلمية.