سيطر مسلحون من تنظيم «القاعدة» الارهابي على مدينة في وسط اليمن امس، من دون مقاومة تذكر، مقتربين بذلك من العاصمة، بعدما عزّزوا وجودهم في جنوب البلاد وجنوبها الشرقي. واعلنت مصادر متطابقة ان نحو الف مسلح بقيادة طارق الذهب، شقيق زوجة الامام انور العولقي الذي لقي مصرعه في غارة اميركية في 30 سبتمبر الماضي، شنوا ليل الاحد هجوما على رداع في محافظة البيضاء، وتبعد مسافة 130 كلم جنوب غربي صنعاء. وقال مسؤول محلي ان المسلحين اطلقوا نحو مئة محتجز في السجن، بينهم عناصر في «القاعدة»، بعد اشتباك مع الجيش أودى باثنين من عناصره، مشيرا الى انها كانت المقاومة الوحيدة بوجه «القاعدة» في المدينة التي لا يتجاوز عدد سكانها 40 الف نسمة. وتؤشر سيطرتهم الى امكان التحكم بمفاصل الطريق الاستراتيجية التي تربط بين العاصمة والجنوب والجنوب الغربي. وقال مسؤول في محافظة البيضاء ان «القاعدة سيطرت على المدينة وباتت القوة المهمينة فيها»، مؤكدا انسحاب القوات الحكومية الى قواعدها وحل مكانها مسلحو «القاعدة» وخصوصا في نقاط التفتيش. من جهته، ذكر احد اعيان القبائل «لم تكن هناك معارك تذكر فالهجوم بدا ليل الاحد وسيطر المقاتلون على المدينة قبل الفجر». وسيطر المسلحون على مقر الشرطة حيث استولوا على مركبتين محملتين مدافع رشاشة. واكد اعيان من القبائل ان مسلحي «القاعدة» شنوا الهجوم بقيادة طارق الذهب. واضافوا ان المسلحين اعلنوا الطاعة والولاء للذهب معترفين به «اميرا» على المنطقة. يشار الى ان شقيقا للذهب اسمه نبيل ما يزال يقبع في السجن بعد ان سلمته السلطات السورية الى اليمنيين اثر عودته من احدى رحلاته «الجهادية» الى العراق، حسب مصادر قبلية. وقال اعيان من القبائل انهم حذروا «السلطات مرارا» من ان «القاعدة» تنشط في المدينة لكنهم لم يلقوا اذانا صاغية. ويسيطر مسلحو «القاعدة» منذ نهاية مايو على زنجبار كبرة مدن محافظة ابين وبلدات اخرى مجاورة وكذلك على بعض النواحي في محافظة شبوة المجاورة، وتشن القوات الموالية للنظام وتلك المنشقة عنه حملة على مسلحي التنظيم بمساعدة قبائل مناهضة. من جهته، دعا الزعيم القبلي طارق الفضلي المؤيد للاسلاميين في زنجبار، السلطات الى «تبني حل سياسي وسلمي مع القاعدة». وقال: «لم يعد امام الدولة اليوم سوى حل مشكلتها مع القاعدة سلميا وسياسيا كون الحسم العسكري غير مجد لانهم صاروا قوة لا يستهان بها ولديهم الامكانات فالسلطة لم تحقق شيئا في زنجبار». وتساءل: «اين قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة التي يرأسها ابناء علي عبدالله صالح؟ لماذا لا تأتي لتطهير زنجبار؟ أليست مدربة على مكافحة الأرهاب؟ الم ينفق عليها ملايين الدولارات لهذه المهام»؟ واكد ان «القاعدة تفرض سيطرتها على مناطق عدة ويتعاملون معها كامارة اسلامية. فهي تفرض الامر الواقع في ابينوشبوة وغيرها ويطبقون احكام الشريعة الاسلامية». وتابع الفضلي: «تم الترحيب بعودة السكان الى زنجبار وتحدث معهم جلال بلعيد (ابو حمزة) أمير التنظيم وستلتزم الجماعة بتوفير احتياجاتهم الاساسية مقابل ان يلتزموا بالشريعة». واكد: «توافد المئات من مقاتلي القاعدة من جميع بقاع العالم الى أبين، فهناك اميركيين وفرنسيين في صفوفهم اما العرب فحدث ولا حرج خصوصا السعوديين». يذكر ان اشتباكات بالاسلحة الرشاشة تدور على خطوط التماس بين «القاعدة» وقوات الجيش في الضواحي الشرقية والشمالية لزنجبار.