نزح مئات الأسر اليمنية من منازلها جراء استمرار القتال بين مقاتلي جماعة الحوثي الشيعية، ورجال القبائل المعارضين لها، في محافظة حجة، شمال غرب صنعاء. وقال مسؤول يمني محلي ل”الاتحاد”، إن أكثر من 500 أسر نزحت من مديرية “كشر”، شرق محافظة حجة الساحلية المحاذية للملكة العربية السعودية، جراء استمرار القتال بين جماعة الحوثي ورجال القبائل. وقال مسؤول يمني محلي ل”الاتحاد” إن أكثر من 500 أسر نزحت من مديرية “كشر”، شرق محافظة حجة الساحلية المحاذية للملكة العربية السعودية، جراء استمرار القتال بين جماعة الحوثي ورجال القبائل. واتهم مدير عام مديرية “كشر”، أحمد القشيبي، المقاتلين الحوثيين بفرض حصار محكم على المديرية من جهتي الشرق والغرب، مشيرا إلى “وضع مأساوي” يعانيه السكان المحليين، خصوصا مع “انعدام المواد الغذائية الأساسية”. وقال إن المواجهات بين الطرفين استمرت، أمس الجمعة، لليوم الخامس على التوالي، خصوصا في منطقة “عاهم”، وأنها أسفرت عن سقوط عدد من الجرحى، وذلك غداة مقتل تسعة من “الحوثيين” في هذه المعارك، حسبما أفادت وكالة رويترز، نقلاً عن مصدر حوثي. وناشد القشيبي المنظمات الإنسانية المحلية والدولية “مد يد العون” للسكان المحليين، الذين نزح بعضهم إلى مديرية “خيران المحرق” المجاورة، مشيراً إلى أن السلطات المحلية في مدينة حجة، عاصمة المحافظة، قدمت مساعدات أولية “متواضعة” تمثلت في 50 خيمة. ودعا المسؤول المحلي الحكومة الانتقالية إلى وقف “عداون” الحوثيين على الأهالي، معتبراً أن جماعة الحوثي، التي خاضت، خلال الأعوام الماضية، ست حروب ضد القوات الحكومية ، “ليس فوق القانون”. وقد تزامنت المواجهات في محافظة حجة مع مواجهات أخرى بين “الحوثيين” وأنصار الحركة السلفية المتشددة، في مديرية كتاف، بمحافظة صعدة “شمال” المعقل الرئيس لجماعة الحوثي، المتمردة على الحكومة المركزية في صنعاء، منذ عام 2004. وقالت مصادر صحفية متعددة، إن المواجهات في “كتاف”، أسفرت عن سقوط تسعة قتلى في صفوف “الحوثيين”، الذين اغتالوا في كمين مسلح زعيماً قبلياً محلياً موالياً للجماعة السلفية، التي تتخذ من بلدة “دماج” مركزا رئيساً لأنشطتها الدعوية، منذ منتصف ثمانيات القرن الماضي. من جهتها، اتهمت جماعة الحوثي من وصفتها ب”عناصر مرتزقة” مدعومة من الخارج، بشن “عدوان” عليها داخل امتدادها الطبيعي في محافظة صعدة. وقال الناطق الرسمي باسم “الحوثيين”، محمد عبدالسلام، ل”الاتحاد”: “نحن نصد عدوان عناصر مرتزقة، بعضها من جنسيات عربية وأجنبية، تستهدفنا داخل امتدادنا الطبيعي”، مشيراً إلى بعض هذه العناصر تنتمي إلى حزب الإصلاح الإسلامي المعارض، أبرز مكونات ائتلاف “اللقاء المشترك”، الشريك الرئيسي لحزب “المؤتمر”، في حكومة “الوفاق الوطني”. وفيما يتعلق بالمواجهات في محافظة حجة، اعتبر عبدالسلام أن أغلب أهالي مديرية “كشر”، يناصرون جماعة الحوثي، كونهم يعتنقون المذهب الزيدي الديني. وقال: “نحن ندافع عن وجودنا بطريقتنا الخاصة”، مجدداً رفض جماعة الحوثي لاتفاق نقل السلطة، الذي ترعاه دول مجلس التعاون الخليجي، والذي ينظم لعملية انتقال سلمي للسلطة في هذا البلد، المضطرب، منذ أكثر من عام، على وقع مطالب شعبية برحيل الرئيس علي عبدالله صالح.ولفت إلى أن “الحوثيين” سيقاطعون الانتخابات الرئاسية المبكرة، المزمع إجراؤها يوم 21 فبراير المقبل، “لأنها توافقية ونتائجها معروفة سلفا، مشيراً في الوقت ذاته إلى جماعته “لن تتدخل في شؤون السلطات المحلية”، في إشارة إلى السماح بإجراء هذه الانتخابات في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي.