سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نزوح آلاف المدنيين جراء القتال بين «الحوثيين» والقبائل في حجة.. والمحتجون الشباب يحتفون بنهاية حكم الرئيس اليمني الحوثيون يتهمون الاصلاح بالمشاركة بالحرب التي يشنها السلفيين في حجة
احتفى عشرات الآلاف من أنصار الحركة الاحتجاجية الشبابية، أمس الجمعة، بنهاية حكم الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، الذي دام أكثر من 33 عاماً، فيما نزح مئات الأسر اليمنية من منازلها جراء استمرار القتال بين مقاتلي جماعة الحوثي الشيعية، ورجال القبائل المعارضين لها، في محافظة حجة، شمال غرب صنعاء. واحتفى أنصار الحركة الاحتجاجية الشبابية المناهضة للنظام، أمس الجمعة، للأسبوع ال49 على التوالي، بما اعتبروها نهاية حكم صالح وأسرته للبلاد. وطالب المتظاهرون، الذين احتشدوا في أغلب المدن اليمنية، وهم يرفعون شعار "من نصر إلى نصر"، بضرورة "تحقيق أهداف الثورة الشبابية كافة"، متعهدين بالوفاء للقتلى الذين سقطوا خلال موجة الاضطرابات التي رافقت احتجاجاتهم المستمرة منذ منتصف يناير الماضي. كما أكدوا ضرورة "توحيد الصف" بين مكونات الحركة الاحتجاجية كافة، من أجل "بناء يمن جديد". وقد اتفقت الأطراف الموقعة على اتفاقية "المبادرة الخليجية"، أواخر نوفمبر، بالعاصمة السعودية الرياض، على ترشيح نائب الرئيس اليمني الحالي، عبدربه منصور هادي، في هذه الانتخابات، لخلافة صالح لمدة عامين انتقاليين. ويزور صالح (70 عاماً)، حالياً الولاياتالمتحدة لغرض العلاج من إصابته في هجوم غامض استهدف قصره الرئاسي، جنوبصنعاء، مطلع يونيو الماضي. وقال صالح، الذي غادر صنعاء الأحد الماضي، إنه سيعود أواخر الشهر المقبل، لتنصيب نائبه رئيساً لليمن، الذي أصيب بالشلل معظم فترات عام 2011 بسبب احتجاجات ضد حكمه المستمر منذ يوليو 1978. من جانب ، قال مسؤول يمني محلي ل"الاتحاد"، إن أكثر من 500 أسر نزحت من مديرية "كشر"، شرق محافظة حجة الساحلية المحاذية للملكة العربية السعودية، جراء استمرار القتال بين جماعة الحوثي ورجال القبائل. وقال مسؤول يمني محلي ل"الاتحاد" إن أكثر من 500 أسر نزحت من مديرية "كشر"، شرق محافظة حجة الساحلية المحاذية للملكة العربية السعودية، جراء استمرار القتال بين جماعة الحوثي ورجال القبائل. واتهم مدير عام مديرية "كشر"، أحمد القشيبي، المقاتلين الحوثيين بفرض حصار محكم على المديرية من جهتي الشرق والغرب، مشيرا إلى "وضع مأساوي" يعانيه السكان المحليين، خصوصا مع "انعدام المواد الغذائية الأساسية". وقال إن المواجهات بين الطرفين استمرت، أمس الجمعة، لليوم الخامس على التوالي، خصوصا في منطقة "عاهم"، وأنها أسفرت عن سقوط عدد من الجرحى، وذلك غداة مقتل تسعة من "الحوثيين" في هذه المعارك، حسبما أفادت وكالة رويترز، نقلاً عن مصدر حوثي. وناشد القشيبي المنظمات الإنسانية المحلية والدولية "مد يد العون" للسكان المحليين، الذين نزح بعضهم إلى مديرية "خيران المحرق" المجاورة، مشيراً إلى أن السلطات المحلية في مدينة حجة، عاصمة المحافظة، قدمت مساعدات أولية "متواضعة" تمثلت في 50 خيمة. ودعا المسؤول المحلي الحكومة الانتقالية إلى وقف "عداون" الحوثيين على الأهالي، معتبراً أن جماعة الحوثي، التي خاضت، خلال الأعوام الماضية، ست حروب ضد القوات الحكومية ، "ليس فوق القانون". وقد تزامنت المواجهات في محافظة حجة مع مواجهات أخرى بين "الحوثيين" وأنصار الحركة السلفية المتشددة، في مديرية كتاف، بمحافظة صعدة "شمال" المعقل الرئيس لجماعة الحوثي، المتمردة على الحكومة المركزية في صنعاء، منذ عام 2004. وقالت مصادر صحفية متعددة، إن المواجهات في "كتاف"، أسفرت عن سقوط تسعة قتلى في صفوف "الحوثيين"، الذين اغتالوا في كمين مسلح زعيماً قبلياً محلياً موالياً للجماعة السلفية، التي تتخذ من بلدة "دماج" مركزا رئيساً لأنشطتها الدعوية، منذ منتصف ثمانيات القرن الماضي. من جهتها، اتهمت جماعة الحوثي من وصفتها ب"عناصر مرتزقة" مدعومة من الخارج، بشن "عدوان" عليها داخل امتدادها الطبيعي في محافظة صعدة. وقال الناطق الرسمي باسم "الحوثيين"، محمد عبدالسلام، ل"الاتحاد": "نحن نصد عدوان عناصر مرتزقة، بعضها من جنسيات عربية وأجنبية، تستهدفنا داخل امتدادنا الطبيعي"، مشيراً إلى بعض هذه العناصر تنتمي إلى حزب الإصلاح الإسلامي المعارض، أبرز مكونات ائتلاف "اللقاء المشترك"، الشريك الرئيسي لحزب "المؤتمر"، في حكومة "الوفاق الوطني". وفيما يتعلق بالمواجهات في محافظة حجة، اعتبر عبدالسلام أن أغلب أهالي مديرية "كشر"، يناصرون جماعة الحوثي، كونهم يعتنقون المذهب الزيدي الديني. وقال: "نحن ندافع عن وجودنا بطريقتنا الخاصة"، مجدداً رفض جماعة الحوثي لاتفاق نقل السلطة، الذي ترعاه دول مجلس التعاون الخليجي، والذي ينظم لعملية انتقال سلمي للسلطة في هذا البلد، المضطرب، منذ أكثر من عام، على وقع مطالب شعبية برحيل الرئيس علي عبدالله صالح.ولفت إلى أن "الحوثيين" سيقاطعون الانتخابات الرئاسية المبكرة، المزمع إجراؤها يوم 21 فبراير المقبل، "لأنها توافقية ونتائجها معروفة سلفا، مشيراً في الوقت ذاته إلى جماعته "لن تتدخل في شؤون السلطات المحلية"، في إشارة إلى السماح بإجراء هذه الانتخابات في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي. من ناحية أخرى، أصيب جنديان ومدني، فجر أمس الجمعة، في هجوم شنه مسلحون، يشتبه بارتباطهم بتنظيم القاعدة، على نقطة تفتيش في منطقة العريش، بمدينة عدن الساحلية، كبرى مدن جنوب اليمن. وقالت مصادر محلية ل"الاتحاد"، إن مسلحين من تنظيم القاعدة هاجموا نقطة تابعة لقوات الأمن المركزي، مرابطة في منطقة العريش، التي تضم معسكرات ومراكز حيوية هامة، مشيرة إلى أن الهجوم أسفر عن إصابة جنديين ومدني. المصدر: الاتحاد عقيل الحلالي