عززت السلطات في اليمن من اجراءاتها الأمنية استعدادا للانتخابات الرئاسية المبكرة فيما وقعت أعمال العنف في الفترة الأخيرة استهدفت عددا من اللجان والمراكز الانتخابية لا يستبعد محللون وقوع المزيد منها يوم الاقتراع بدوافع "سياسية" للتأثير على العملية الانتخابية. وتجري انتخابات نقل السلطة في اليمن بعد غد الثلاثاء بمرشح توافقي بناء على المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية،بعد احتجاجات اندلعت مطلع فبراير 2011 ، للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح والذي يحكم البلاد منذ 33 عاما. وعلمت وكالة أنباء ((شينخوا)) من مصادر أمنية مطلعة ، أن تعزيزات للجيش والأمن بدأت منذ يوم أمس السبت بمساندة اللجان الأمنية المكلفة بحماية مقار اللجان الانتخابية في عدد من المحافظات والمدن خاصة الشرقية والجنوبية ، في ظل تزايد أعمال العنف وتوقعات باستهداف اللجان. وقال مسئول محلي في محافظة حضرموت ، شرقي البلاد ، ل ((شينخوا)) ان تعزيزات أمنية وعسكرية كبيرة وصلت اليوم إلى عدد من المقار الانتخابية بهدف حمايتها ، وتحسبا لأي أعمال عنف. وفي عدن ، كثفت الأجهزة الأمنية من تواجدها بالقرب من المقار الانتخابية ، كما انتشرت نقاط تفتيش أمنية وعسكرية في المدينة تحسبا لأي هجمات ، بحسب مصادر صحفية. وأعلنت الأجهزة الأمنية اليمنية أمس ضبط "خلية إرهابية" مكونة من خمسة أشخاص كانت تستهدف مراكز انتخابية بمحافظة عدنجنوب البلاد. وقالت الأجهزة الأمنية ، ان التحقيقات الأولية مع عناصر الخلية الإرهابية أظهرت أنهم كانوا في طريقهم لتفجير العبوات الناسفة في بعض الدوائر الانتخابية بهدف خلق حالة من الهلع والخوف في صفوف المواطنين سعيا للتأثير على إقبال الناخبين ومحاولة إفشال الانتخابات الرئاسية في بعض المراكز الانتخابية بالمحافظة. ويوم الأربعاء الماضي ، قتل رئيس اللجنة الإشرافية للانتخابات ورئيس اللجنة الأمنية وأربعة جنود في محافظة البيضاء في هجوم شنته عناصر مسلحة يعتقد بانتمائها لتنظيم القاعدة. كما شن مسلحون أمس السبت هجوما على مقر اللجنة الانتخابية بمحافظة لحججنوب شرق صنعاء مما أسفر عن إصابة شرطيين ومسئول محلي. وقلل رئيس اللجنة الأمنية في اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء في اليمن القاضي سبأ الحجي ، من خطورة أعمال العنف التي سبقت موعد يوم الاقتراع ، مؤكدا أنه تم تعزيز أمن عشر محافظات يمنية بعدد من الأطقم العسكرية لمواجهة أي أعمال محتملة قد تستهدف اللجان الانتخابية. وأوضح الحجي ل ((شينخوا)) أن أعمال العنف حاليا محدودة ، وهي تحدث في كل دول العالم ، وليست مقلقة ، ولدينا استعدادات لمواجهة أي أعمال عنف قد تعكر أجواء الانتخابات. وتابع "اللجنة الأمنية مستعدة لأي طارئ". وأشار الحجي الى أن اللجنة العسكرية للأمن والاستقرار في البلاد أكدت كذلك تهيئة الأجواء الآمنة أمام جمهور الناخبين اليمنيين. وأكد الحجي أن اللجنة أعدت خطة أمنية متكاملة لتأمين جميع اللجان والدوائر الانتخابية،حيث استعانت بأكثر من 103 آلاف من الضباط والجنود من الوحدات الأمنية والعسكرية لتأمين الانتخابات. ولايستبعد محللون وقوع مزيد من أعمال العنف يوم الاقتراع بعد غد هي في الغالب برأيهم ذات دوافع "سياسية". وقال احمد الزرقة المحلل السياسي اليمني والمختص بشئون القاعدة، ان العنف الموجه ضد الانتخابات "سياسي" وهناك أطرف بالتأكيد ستلجأ للعنف للحد من المشاركة الانتخابية. وأوضح الزرقة ، في مقابلة مع ((شينخوا)) أن احتمالات أن تقوم عناصر القاعدة بمهاجمة المراكز الانتخابية يوم الاقتراع ضعيفة خاصة مع وجود تعزيزات أمنية كبيرة وعدم إجراء انتخابات في مناطق التنظيم في أبينجنوبي البلاد مثلا. وتابع " هناك أطراف أخرى لها مصالح أكبر من عدم إقامة تلك الانتخابات مثل الحراك الجنوبي (مطالب بانفصال الجنوب عن الشمال) أو مناصري الرئيس علي عبدالله صالح ، ولذا فالعنف الموجه ضد الانتخابات هو سياسي ". وأشار الزرقة الى أن " الحراك الجنوبي يرى الانتخابات ونجاح المشاركة في الجنوب إخفاقا لجهوده الرامية لفك الارتباط ، وبالتالي سيحاول البعض اللجوء للعنف وقد تقع عمليات ارهابية ضد أي مركز انتخابي للحد من المشاركة الانتخابية" . وأضاف " بالتأكيد ستكون هناك حوادث أمنية لكنها لن تكون بالحجم المقلق". وفي السياق ، قال المحلل العسكري اليمني حامد أبو البدرين ، ان أعمال العنف "بدافع سياسي" محتملة اثناء العملية الانتخابية. وأضاف أبو البدرين ل ((شينخوا)) هناك أعمال عنف بدوافع متعددة قد تواجه الانتخابات الرئاسية المقبلة ، لكن الدافع "السياسي" هو الطاغي. وتابع" معطيات مواقف بعض القوى الموجودة في الساحة ، تؤكد وقوع أعمال عنف تجاه الانتخابات، بدافع سياسي يهدف لاعاقة أو عرقلة الانتخابات. واستدرك قائلا "المساعي التي تبذل حتى الآن من قبل الراعين للمبادرة الخليجية لإقناع الجماعات المعارضة للانتخابات بالعدول عن قراراتها السلبية والمشاركة أو على الأقل ترك الآخرين يعبرون عن حقهم الديمقراطي، قد تحول دون وقوع أعمال عنف بشكل كبير". وأعلنت عدة قوى يمنية معارضتها للانتخابات الرئاسية المبكرة ، كجماعة المتمردين الحوثيين ، والحراك الجنوبي المطالب بانفصال الجنوب عن الشمال ، بالإضافة إلى عدد من شباب ساحات الاعتصامات في البلاد. وقالت اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء في اليمن اليوم ان أكثر من 12 مليونا من الناخبين اليمنيين سيدلون بأصواتهم بعد غد الثلاثاء في الانتخابات الرئاسية المبكرة لاختيار المرشح التوافقي عبدربه منصور هادي رئيسا للجمهورية. وذكر بيان صادر عن اللجنة ، حصلت ((شينخوا)) على نسخة منه، أنه تم استكمال كافة الترتيبات الأمنية والفنية والقانونية لاستقبال الناخبين ومباشرة عملية الاقتراع. ودعت الحكومة اليمنية جميع الناخبين للمشاركة في الانتخابات "كواجب وطني". وأعلنت وزارة الخدمة المدنية والتأمينات أن يومي الاثنين والثلاثاء إجازة رسمية بمناسبة يوم الاقتراع والتصويت للانتخابات الرئاسية ، حسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ). ودعت الوزارة جميع الناخبين الى التوجه لمراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم والمشاركة فيها "كواجب وطني."