صوت اليمنيون أمس، في انتخابات يأمل كثيرون ان تمنحهم بداية جديدة لكن انقساما في القوات المسلحة بين أقارب الرئيس السابق علي عبد الله صالح ولواء منشق يهدد بإفساد الانتقال السياسي ويدفع اليمن إلى الحرب. وما تزال مدينة صنعاء منقسمة بين الجانبين، اذ يسيطر رجال قبائل مسلحون ووحدات عسكرية منشقة على أحياء بكاملها، ويرفضون التراجع مبررين وجودهم بإمكانية تشبث صالح بالسلطة من وراء الستار. ويقول قادة في المعارضة يحرصون على دفع عملية الانتقال السياسي، إن المواجهة العسكرية مؤقتة، وإنها ستحل نفسها بنفسها حين ترفع يد صالح عن البلد. وقال محمد أبو لحوم وهو مسؤول سابق في حزب صالح انسحب منه وشكل حزباً خاصاً به، إن اليمن كان على حافة الحرب الأهلية في نوفمبر، وإن البلد لديه الآن تسوية سياسية يجب أن توصد الباب في وجه صالح وعائلته إلى الأبد. وهناك آخرون ليسوا على هذه الدرجة من الاقتناع بالأمر. وأعطى اتفاق الانتقال الذي تدعمه الولاياتالمتحدة صالح الحصانة من المحاكمة بشأن قتل مئات المحتجين، كما يترك ابنه وأبناء أشقائه في مراكز السلطة بالجيش وقوات الأمن. صانع ملوك ويقول عبد الله الفقيه وهو أستاذ للعلوم السياسية بجامعة صنعاء، إن صالح ربما لن يحكم البلاد لكن يمكن أن يظل صانعاً للملوك. وأضاف أن صالح مازال لديه حزبه الحاكم ومازال ابنه قائدا في القوات المسلحة وله حلفاء يتولون الوزارات المهمة في البلاد، مما يبقيه قوة سياسية لها اعتبارها. ويخيم على مصير أقارب صالح، دورهم المحوري في استراتيجية «مكافحة الإرهاب» الأميركية التي تستهدف فرعاً نشطاً لتنظيم القاعدة في اليمن خطط لهجمات في الخارج، واستغل الاضطراب بشأن مصير صالح لتوسيع منطقة نفوذه. ولعب أقارب مباشرون لصالح دوراً بارزاً في الحرب على القاعدة في اليمن، خاصة يحيى ابن شقيقه الذي يقود وحدة يمنية مدربة جيداً لمكافحة الارهاب. تردد أميركي ويقول محللون إن هذه العلاقة قد تجعل واشنطن مترددة تجاه حدوث تغيير شامل بين أوثق شركائها العسكريين في اليمن، وقد تعزز أيضا موقف صالح والمقربين منه داخليا إذا حاولوا استبقاء السلطة. وقال جريجوري جونسن وهو أستاذ في شؤون اليمن بجامعة برينستون «ستجبر الولاياتالمتحدة خلال الشهور المقبلة على إعادة تقييم الطريقة التي تخوض بها حربها». وتواجه أقارب صالح على الأرض قوات تؤيد لواء معارضاً ومسلحون يؤيدون زعماء قبائل انقلبوا على صالح بعد أن اكتسبت الاحتجاجات على حكمه قوة دفع. ويؤيد الجنود المنشقون اللواء علي محسن الأحمر الذي ظل لفترة طويلة مقرباً من صالح وشريكاً له في حملات عسكرية من بينها حرب ضد متمردين في شمال اليمن بين عامي 2004 و2010 تقول جماعات معنية بحقوق الانسان إنها شهدت جرائم حرب عديدة. وعبر الأحمر الذي يعتقد أنه في أواخر الستينيات من العمر عن تأييده لحركة الاحتجاج المناهضة للحكومة في مارس من العام الماضي، ليأخذ معه الفرقة المدرعة الأولى التي يقودها. وحاربت قوات الأحمر قوات صالح في العاصمة ومناطق أخرى باليمن. وأثار الشقاق مخاوف من أن جيش اليمن لن يكون مستعدا لمواجهة فرع القاعدة الذي تزداد قوته في البلاد، والذي حصل بالفعل على موطئ قدم في مناطق الجنوب الريفية. مخاوف ويخشى مسؤولون يمنيون وأميركيون أن يوسع أي تراجع آخر في سيطرة الحكومة في الجنوب نفوذ التنظيم بالقرب من مسارات شحنات النفط عبر البحر الاحمر ويمهد الطريق أمام تنفيذ هجمات في المستقبل على أهداف أميركية وسعودية. وتعهدت الفرقة التي يقودها الأحمر بالاستمرار في دعم الحملة الاميركية، لكنها تقول إن الاساليب يجب أن تتغير. وتعهد أيضا العميد الركن محمد الصوملي قائد اللواء 25 -الذي حاصره إسلاميون متشددون لشهور خلال الصيف الماضي بعد انسحاب قوات الامن اليمنية من محافظة ابين الجنوبية- بدعم الولاياتالمتحدة والحلفاء الغربيين في محاربة التطرف، لكنه قال ان على واشنطن تغيير استراتيجيتها لتجنب قتل مدنيين، مضيفاً أنه كلما قتلت الولاياتالمتحدة مدنيين أصبح من الاسهل على القاعدة تجنيد مقاتلين.