تشتد ضبابية المشهد السياسي في تعز جراء الأوضاع التي تبدو متجهة نحو التعقيد و إلى مزيد من التصعيد لا نحو التهدئة , جدل واسع وسجال محموم اثر المستجدات الأخيرة يكتنف الساحة السياسية بالمحافظة. وخرجت مسيرة بعد صلاة جمعة اليوم انطلقت من ساحة الحرية وسط المدينة واتجهت إلى أمام مبنى المحافظة للمطالبة بإقالة "القتلة والمجرمين". وأفادت مصادر محلية بأن المتظاهرين أمهلوا المحافظ 48 ساعة لإقالة من أسموهم القتلة، ما "لم فإنهم سيعلنون عن مرحلة تصعيد في الساحة الأمامية لمبنى المحافظة". ويقول مراقبون إن القوى المتصارعة تسعى للإطاحة بالمحافظ شوقي احمد هائل من قيادة السلطة المحلية والذي يواجه ضغوطا شديدة من طرفي التسوية السياسية جراء القرارات الأخيرة للمجلس المحلي للمحافظة بإيقاف مدير الأمن، وفصل طالبات وإعادة توزيع معلمين. وقالت مصادر خاصة "التغيير" إن خلافات وتباينات في الرأي بدأت تطفو للسطح في أوساط المجلس الثوري المقرب من تكتل المشترك حول التصعيد الذي تتبناه بقوة قيادات في التكتل وتسعى مباشرة لاستهداف المحافظ، بهدف الضغط عليه للتراجع عن قرار توقيف مدير الأمن، مستغلين قرار توقيف طالبات وفصل معلمين من مدرستي نعمة رسام وأسماء، تبنته اللجنتين المكلفتين من وزير التربية والتعليم لمعالجة قضيتي المدرستين. وأشارت ذات المصادر إلى أن تلك القيادات في المشترك ترتبط مباشرة بشخصيات عسكرية وقبلية تقوم بتجميع أكبر عدد ممكن من العسكريين الموقوفة رواتبهم والمفصولين والفارين من وحداتهم العسكرية إلى مدينة تعز، لإشراكهم في التصعيد الذي يعتزم عسكريين تنفيذه ابتداء من يوم غد السبت. وقال سياسيون ل "التغيير": إن لجوء المجلس الثوري للدفاع والأمن لتجميع عسكريين من خارج المحافظة، يعود لخلافات نشبت في أوساط العسكريين المنضمين للمجلس، جراء محاولة قيادة المجلس استغلال مطالب العسكريين الموقوفة رواتبهم لخدمة أجندة سياسية . وكان قرار إيقاف مدير الأمن العميد علي السعيدي قد أثار حفيظة احزاب المشترك خصوصا " التجمع اليمني للإصلاح" ، الذي يعد السعيدي محسوبا عليه، بينما قرار تعيينه قوبل باعتراض من قبل شباب الثورة، والقوى اليسارية والليبرالية في المحافظة، على اعتبار أن السعيدي متهما بقضايا تعذيب لعدد من الناشطين في حقبة الثمانينات حين كان يشغل نائبا لمدير الأمن السياسي، فضلا عن كونه متقاعدا من الوظيفة العامة منذ سنوات. وكانت خلافات حادة قد نشبت بين مدير الأمن السعيدي ومحلي المحافظة في عهد المحافظ السابق حمود الصوفي وذلك على خلفية تغييرات في إدارات أمنية وتغيير مدراء أمن لعدد من المديريات، دون العودة للسلطة المحلية. وهو ذات الخلاف الذي تفجر بين السعيدي والسلطة المحلية قبل أيام، على خلفية التمرد في السجن المركزي بتعز، خلف قتلى وجرحى، فضلا عن فرار عشرة سجناء، والكشف عن مخطط لشق نفق من داخل الإصلاحية إلى خارج أسوارها لتهريب سجناء محكومين بقضايا جنائية، تقول مصادر إنهم على صلة بأحد طرفي التسوية. وكان قرار تغيير مدير السجن المركزي عبد الإله الأكحلي قد ساهم في شحن الأجواء المتوترة بين المجلس المحلي ومدير الأمن، خاصة وأنه لم يمضي على تعيينه سوى أسابيع حتى عاد التمرد إلى السجن من جديد. ويقول مراقبون بان أطراف من خارج المحافظة تعمل على تعذية الصراع الدائر في تعز بين طرفي التسوية السياسية بهدف استهداف المحافظ شوقي احمد هائل سعيد الذي يواجه منذ يوم أمس حملة إعلامية شرسة تطالبه بالرحيل.