قال دبلوماسي روسي كبير، الخميس، إن موسكو ستقبل انتقال السلطة في سوريا على غرار ما حدث في اليمن، إذا قرر الشعب هذا، وذلك في أحدث التصريحات التي تعدّ تحوّلاً في المواقف الروسية التي دعمت الرئيس بشار الأسد بلا تحفّظ في مواجهة الاحتجاجات ضد حكمه. وحاول الدبلوماسي تخفيف الضغط عن روسيا، للمساعدة في ترتيب ترك الأسد الحكم، قائلا إن مصير الرئيس السوري «ليس أمرا يتعلق بنا»، بل أمر يرجع للسوريين أنفسهم، مؤكدا موقفا تعبر عنه موسكو منذ فترة طويلة. ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء، عن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف «تنفيذ ما يسمى سيناريو اليمن لحل الصراع في سوريا لن يكون ممكنا إلا إذا وافق عليه السوريون أنفسهم». وأضاف المسؤول نقلاً عن الوكالة «ناقش اليمنيون سيناريو اليمن بأنفسهم. إذا ناقش السوريون هذا السيناريو بأنفسهم وتبنوه فإننا لسنا ضده». وتحولت الاحتجاجات السلمية ضد الأسد، التي بدأت منذ 15 شهرا، إلى تمرد مسلح، حين كثف جهوده لسحق المعارضة بالقوة العسكرية. ونتيجة ورود أنباء عن ارتكاب القوات الموالية للأسد مذبحتين ضد المدنيين منذ 25 مايو، زادت النداءات الغربية للأسد ليفسح الطريق أمام الانتقال الديمقراطي. وكانت موسكو استخدمت حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن، وأدوات أخرى لحماية الأسد، الذي أعطى روسيا موطيء قدم مهم في الشرق الأوسط، وأحد مشتري السلاح الروسي. وحماه موقف الكرملين من أن إدانة مجلس الأمن كما صد جهودا غربية وعربية ليترك الحكم. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمجموعة الثماني إن على الأسد ان يترك الحكم وأشار إلى اليمن باعتباره نموذجا للانتقال المحتمل. وبعد عام من الاحتجاجات الحاشدة ضد حكمه والفوضى المسلحة المتزايدة، سلم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الحكم في فبراير لإدارة انتقالية يقودها نائبه. وفي مؤشر على تزايد الضغوط على موسكو، أوفدت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مسؤولا كبيرا بوزارة الخارجية يتولى الملف السوري هو فريد هوف، إلى موسكو الخميس. وأحجمت وزارة الخارجية الروسية والسفارة الأمريكيةبموسكو عن التعقيب على الزيارة فورا. وقال بوجدانوف إن مصير الأسد ليس في يد روسيا. وأضاف «هذا ليس سؤالا بالنسبة لنا بل هو سؤال للقوى السياسية والمجتمع السوريين».