تشهد الحرب على الإرهاب وتنظيم القاعدة في جنوباليمن تطورات جديدة على صعيد تحقيق نتائج ميدانية للجيش اليمني وفرار قادة بارزين إلى خارج المناطق التي يتحصنون فيها، في وقت يشهد فيه لواء مهم في الحرس الجمهوري تحركات نحو تطبيق قرار رئاسي. وأكدت مصادر محلية مطلعة ل«الشرق الأوسط» تحقيق قوات الجيش اليمني ومعها اللجان الشعبية تقدما ملحوظا في حربها ضد «أنصار الشريعة» و«القاعدة» في جبهة منطقة شقرة، التي تقدم نحوها الجيش خلال الساعات الماضية وقام بتضييق الخناق على العناصر المسلحة التي توجد فيها. وحسب مصادر موثوقة، فإن قيادات بارزة في «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» كانت توجد في شقرة، وأن بعضها فر من المدينة الساحلية إلى جهة غير معلومة، وتؤكد المصادر أن أبرز الفارين من شقرة زعيم التنظيم ناصر الوحيشي والقيادي البارز قاسم الريمي اللذان فرا على متن قارب في بحر العرب. وفي سياق متصل، أكدت مصادر عسكرية يمنية أن قوات الجيش قامت بقطع طريق أحور وقامت بإغلاق طرق أخرى تستخدمها «القاعدة» للتنقل بين محافظات أبين، شبوة وحضرموت، في حين دمرت قوات الجيش مصنعا ثانيا لتجهيز السيارات المفخخة في مدينة جعار، التي تعد المعقل الرئيس لعناصر تنظيم «أنصار الشريعة» التابع ل «القاعدة»، وهو المصنع الثاني الذي يتم تدميره خلال أيام، بعد تدمير مصنع مماثل في مدينة شقرة في غارة جوية. على صعيد آخر، شهد «اللواء الثالث» في الحرس الجمهوري اليمني الذي يقوده العميد الركن أحمد علي عبد الله صالح، نجل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، تمردا مضادا ضد قيادته السابقة التي أقيلت بقرار جمهوري، وقالت مصادر عسكرية ل«الشرق الأوسط» إن ضباطا بارزين ومعهم جنود في اللواء منعوا القيادات التي توصف ب«المتمردة» على قرارات الرئيس عبد ربه منصور هادي من دخول المعسكر. وتجمهر المئات من الضباط والجنود داخل المعسكر قبل أن تحدث مشادات وإطلاق نار كثيف داخل المعسكر، وجرى في الأخير منع القيادات العسكرية المتمردة من الدخول وفي مقدمتهم العقيد عبد الحميد مقولة، أركان حرب اللواء، الذي، حسب مصادر مطلعة، يحظى بدعم وتأييد من قائد الحرس الجمهوري، صالح الابن، وحدث داخل اللواء العسكري المهم ما يشبه العصيان والتمرد المضاد، حيث نقلت قيادة اللواء من العقيد طارق يحيى محمد عبد الله صالح (ابن شقيق صالح) إلى القائد الجديد العميد عبد الرحمن الحليلي الذي تسلم قيادة اللواء بعد جهود وساطة قادها المبعوث الأممي جمال بن عمر الشهر الماضي، غير أن المصادر تؤكد أن عملية التسليم كانت «صورية»، ولم يتمكن القائد الجديد من السيطرة على اللواء فعليا. وتأتي أهمية «اللواء الثالث» في الحرس الجمهوري من أنه يسيطر على المناطق والتباب الجبلية المحيطة بالعاصمة صنعاء من الجهات: الغربية والجنوبية وأجزاء من الجهة الشرقية، إضافة إلى سيطرة «اللواء الأول» على منطقة النهدين التي يقع في إطارها مبنى «دار الرئاسة» الذي كان الرئيس السابق يتخذ منه سكنا ومكتبا والذي تعرض فيه في يونيو (حزيران) العام الماضي لمحاولة الاغتيال هو وكبار رجال الدولة. إلى ذلك، أغلق خفر سواحل يمنيون أمس أربعة موانئ احتجاجا على عدم دفع الحكومة مزايا مالية وعدت بها، مما أدى إلى وقف أغلب عمليات الشحن. وقال مسؤولو الموانئ إن خفر السواحل منعوا العاملين من دخول أربعة موانئ رئيسية هي عدن في الجنوبوالحديدة في الغرب والمخا والصليف على البحر الأحمر. وقال شرف محمد، وهو قائد سفينة في الحديدة، إن الحركة توقفت تماما في كل الموانئ تقريبا. وشهد اليمن حالة من الفوضى خلال اضطرابات دامت عاما. وأطيح بالرئيس السابق علي عبد الله صالح بعد حكم دام 33 عاما وحل محله نائبه عبد ربه منصور هادي بموجب اتفاق توسطت فيه دول الخليج المجاورة.