يتوجه الرئيس المصري، محمد مرسي، إلى الرياض الأربعاء المقبل، في أول زيارة خارجية له منذ انتخابه رئيسا للجمهورية، في خطوة يتوقع منها أن تساعد على تعزيز العلاقات بين القاهرةالعواصم الخليجية التي تحاول التعرف على التوجهات الدولية والإقليمية للنظام المصري الجديد بعد سنوات من التحالف الوثيق. ونقل موقع التلفزيون المصري عن وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية قولها إن السفير السعودي، أحمد القطان، أعلن عن الزيارة بعد استقبال مرسي له السبت بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة. وقال القطان إن العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز "قدم الدعوة للرئيس مرسي لزيارة السعودية لتدعيم العلاقات بين البلدين في جميع المجالات،" مؤكدا أن العلاقات بينهما "أوسع من العلاقات الاقتصادية." وأشار القطان إلى أن السعودية قدمت بالفعل لمصر مليار دولار كوديعة في البنك المركزي المصري ونصف مليار دولار أخرى، كما استثنت مصر من خطوط الائتمان حين قدمت لها مائتي مليون دولار لشراء منتجات بترولية. وبحسب خبر الوكالة المصرية فقد تناول اللقاء بين مرسي والقطان "سبل دعم العلاقات الثنائية بين مصر والسعودية في جميع المجالات خاصة ما يتعلق بزيادة التبادل التجاري وتوسيع نطاق التعاون الاستثماري." ويترقب المصريون والعالم الأسابيع الأولى من فترة حكم الرئيس محمد مرسي، لمعرفة موقف مصر الجديد من التوازنات العربية والإقليمية، خاصة وأن الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، قدم قبل أيام دعوة لنظيره المصري، محمد مرسي، لحضور قمة عدم الانحياز التي تعقد في العاصمة الإيرانية أواخر الشهر المقبل، وقد وفر مرسي إشارات أولية عبر تأكيده الوقوف إلى جانب الشعبين الفلسطيني والسوري، لكن طبقة الجليد في علاقات دول الخليج مع جماعة الإخوان المسلمين التي كان أحد قادتها لم تتحطم بعد. وتنظر دول الخليج، التي كانت ترتبط بتحالفات وثيقة مع القاهرة طوال السنوات الماضية، بقلق حيال تاريخ طويل مع التعاون بين جماعة الإخوان وإيران. لكن البعض يرى أن في هذه المخاوف بعض المبالغة، وأن الجماعة كانت قد اختارت هذا الطريق خلال المواجهة مع النظام المصري السابق، ويمكنها أن تعود عنه دون خسائر كبيرة. ورغم تعهدات مرسي بأن مصر ستكون حرة بسياساتها الخارجية وعلاقاتها الدولية، في تلميح إلى أن كل الخيارات مفتوحة أمام القاهرة، فإن محللين يرون بأن الواقع سيفرض نفسه في نهاية المطاف، مع حاجة مصر الماسة للاستثمارات الخارجية والدعم الاقتصادي، ووجود ملايين المصريين في دول الخليج. ويساعد في تعزيز هذا التوجه حرص الرئاسة المصرية على نفي مقابلات نسبت لمرسي عبر وسائل إعلام إيرانية وتهديدها بالملاحقة القضائية، وكذلك الحديث المصري المتجدد عن "الأمن القومي" العربي، إلى جانب الانقسام الواضح في وجهات النظر بين مختلف فروع الجماعة في المنطقة وبين إيران حول الملف السوري. وتناقلت وسائل الإعلام العربية في هذا السياق تصريحات رئيس مجلس الشورى المصري، أحمد فهمي، وهو أحد قادة الجماعة، والذي كرر أمام وفد بحريني الأربعاء دعم بلاده الكامل لأمن دول الخليج العربية، "كونه خطاً أحمر لمصر، ولا يمكن تجاوزه بأي حال"، وهو مصطلح كانت القاهرة تحرص على استخدامه بمواجهة إيران خلال السنوات الماضية.