جرعة قاتلة في سعر الغاز المنزلي وعودة الطوابير الطويلة    العثور على جثة ''الحجوري'' مرمية على قارعة الطريق في أبين!!    كوريا الجنوبية المحطة الجديدة لسلسلة بطولات أرامكو للفرق المقدمة من صندوق الاستثمارات العامة    هل السلام ضرورة سعودية أم إسرائيلية؟    صاعقة كهربائية تخطف روح شاب وسط اليمن في غمضة عين    الهلال يهزم الأهلي ويقترب من التتويج بطلا للدوري السعودي    رئيس مجلس القيادة الرئاسي يعود إلى العاصمة المؤقتة عدن    مليشيا الحوثي توقف مستحقات 80 عاملا بصندوق النظافة بإب بهدف السطو عليها    انهيار جنوني متسارع للريال اليمني .. والعملات الأجنبية تصل إلى مستوى قياسي (أسعار الصرف)    تهامة.. والطائفيون القتلة!    الرئيس الزُبيدي يبحث مع مسئول هندي التعاون العسكري والأمني    دار الأوبرا القطرية تستضيف حفلة ''نغم يمني في الدوحة'' (فيديو)    أول تعليق أمريكي على الهجوم الإسرائيلي في مدينة رفح "فيديو"    وتستمر الفضايح.. 4 قيادات حوثية تجني شهريا 19 مليون دولار من مؤسسة الاتصالات!    صفات أهل الله وخاصته.. تعرف عليها عسى أن تكون منهم    شاهد.. صور لعدد من أبناء قرية الدقاونة بمحافظة الحديدة بينهم أطفال وهم في سجون الحوثي    قيادي حوثي يفتتح مشروعًا جديدًا في عمران: ذبح أغنام المواطنين!    العثور على مؤذن الجامع الكبير مقتولا داخل غرفة مهجورة في حبيل الريدة بالحج (صور)    حقيقة فرض رسوم على القبور في صنعاء    بأمر من رئيس مجلس القيادة الرئاسي ...الاعدام بحق قاتل في محافظة شبوة    شاهد: قهوة البصل تجتاح مواقع التواصل.. والكشف عن طريقة تحضيرها    الرئيس الزُبيدي يطالب بخطط لتطوير قطاع الاتصالات    فتيات مأرب تدرب نساء قياديات على مفاهيم السلام في مخيمات النزوح    أبطال أوروبا: باريس سان جيرمان يستضيف بوروسيا دورتموند والريال يواجه بايرن في إياب الدور قبل النهائي    البرلمان العربي يحذر من اجتياح رفح جنوب قطاع غزة    الذهب يصعد متأثراً بآمال خفض اسعار الفائدة الأميركية    فارس الصلابة يترجل    السياسي الوحيد الذي حزن لموته الجميع ولم يشمت بوفاته شامت    عودة نجم بايرن للتدريبات.. وحسم موقفه من صدام الريال    التشكيل المتوقع لمعركة الهلال وأهلي جدة    مسيره لطلاب جامعات ومدارس تعز نصرة لغزة ودعما لطلاب الجامعات في العالم    ضجة بعد نشر فيديو لفنانة عربية شهيرة مع جنرال بارز في الجيش .. شاهد    «كلاسيكو» الأهلي والهلال.. صراع بين المجد والمركز الآسيوي    ضعوا القمامة أمام منازل المسئولين الكبار .. ولكم العبرة من وزير بريطاني    رشاد العليمي وعصابته المتحكمة في نفط حضرموت تمنع تزويد كهرباء عدن    سلطات الشرعية التي لا ترد على اتهامات الفساد تفقد كل سند أخلاقي وقانوني    صنعاء.. اعتقال خبير في المواصفات والمقاييس بعد ساعات من متابعته بلاغ في هيئة مكافحة الفساد    تغاريد حرة.. رشفة حرية تخثر الدم    ليلة دامية في رفح والاحتلال يبدأ ترحيل السكان تمهيدا لاجتياحها    البشائر العشر لمن واظب على صلاة الفجر    الشيخ علي جمعة: القرآن الكريم نزَل في الحجاز وقُرِأ في مصر    البدعة و الترفيه    هل يستطيع وزير المالية اصدار كشف بمرتبات رئيس الوزراء وكبار المسئولين    رباعية هالاند تحسم لقب هداف الدوري.. وتسكت المنتقدين    حقيقة وفاة محافظ لحج التركي    استهداف السامعي محاولة لتعطيل الاداء الرقابي على السلطة التنفيذية    الليغا: اشبيلية يزيد متاعب غرناطة والميريا يفاجىء فاليكانو    تعز: 7 حالات وفاة وأكثر من 600 إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    أمريكا تغدر بالامارات بعدم الرد أو الشجب على هجمات الحوثي    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    يا أبناء عدن: احمدوا الله على انقطاع الكهرباء فهي ضارة وملعونة و"بنت" كلب    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد غالب : علاقة الاشتراكي مع شركائه في المشترك متينة، ولا يوجد ما يقيده أو يملي عليه التوجيهات
نشر في التغيير يوم 17 - 07 - 2012

بعبارات صريحة، تمازجت فيها كلمات الأسى بالتفاؤل، تحدث رئيس دائرة العلاقات الخارجية في الحزب الاشتراكي اليمني محمد غالب احمد وعضو مكتبه السياسي عن جملة من الهموم والقضايا، مستحضراً بعضاً من ذكريات الماضي واستشرف بصحبتنا آفاق المستقبل.
"يمن ما بعد الثورة" كانت محور هذا اللقاء، من مخاض الانتقال السياسي نحو الدولة الجديدة، ومخاوف الانزلاق للفوضى والحرب، وتحديات الحفاظ على ديمومة الوحدة اليمنية، في ظل دعوات الانفصال وفك الارتباط، إلى سبل معالجة القضية الجنوبية، وبلوغ مشروع الدولة المدنية الحديثة، وعبور الفترة الانتقالية بوفاق وطني متميز، وغيرها من القضايا والمواضيع الهامة، وهذه هي الحصيلة:
الى نص الحوار :
*ما تقييمكم للوضع الراهن في اليمن بعد مرور نحو 7 أشهر على المرحلة الانتقالية للسلطة، وهل تجاوزت اليمن خطر الانزلاق إلى الفوضى والحرب الأهلية؟
**لقد ظلت البلاد خلال سنوات طوال في حالة الفوضى والانزلاق، وبالذات عقب حرب صيف 1994، وكان للثورة الشبابية الشعبية السلمية شرف المبادرة والتضحية والبسالة، وظل اللقاء المشترك وشركاؤه يتنفسون برئة الثورة من خلال العمل السياسي كسند للفعل الثوري من اجل تحقيق أهداف الثورة بأقل الخسائر والتضحيات، بينما الطرف الآخر كان يريد جر الثورة إلى مربع العنف الدامي.
ونحن نشعر بأنه قد تحقق نجاح لليمن ولو نسبيا في تجنب الحرب الأهلية، ومع ذلك فاليمن لازالت في وضعية المريض الذي يتعاطى ثلاث جرعات يومية من الدواء صبحا وظهرا وليلا، وهي تتكون من بنود: المبادرة الخليجية، واليتها التنفيذية، وقرار مجلس الأمن رقم (2014).
ولدينا الثقة الكبيرة في امتلاك الأطباء الدوليين والإقليميين الجرأة الكافية لكشف المتسببين في عرقلة السير نحو العافية وتحسن صحة اليمن (المريض)، باعتبار أولئك المتسببين مجموعة ضارة تمنع عن المريض تعاطي الدواء وتستبدله بالسموم، وذلك لكي ينالوا ما يستحقونه من الإجراءات العقابية استنادا إلى القرار الأممي رقم (2051).
ومع ذلك يحدونا الأمل بأنه يمكن للجميع انجاز استحقاقات الفترة الانتقالية، والتغلب على كل التحديات بثقة عالية تتعزز يومياً باستمرار صمود الثورة الشبابية الشعبية السلمية.
*هناك من يرى بأن "المشترك" لم يقدم مشروعاً سياسياً لإعادة بناء اليمن، وتعزيز مفهوم الدولة المدنية في مرحلة التغيير الراهنة، فهل لدى الحزب الاشتراكي اليمني نية لتبني هذا المشروع، أم أنه مقيد بتوجهات حلفائه في المشترك؟
**هناك وثيقة أقرها المشترك وشركاؤه بداية العام 2010 في هذا السياق، وهي وثيقة الإنقاذ الوطني ثم خارطة طريق تم تقديمها إلى اللجنة الرباعية في أكتوبر من نفس العام، وتم مناقشتها والاتفاق عليها، وكتابة صيغتها النهائية بقلم الدكتور/ عبد الكريم الارياني لكنها رفضت من قبل النافذين في المؤتمر الشعبي.
كما أن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والقرار الأممي رقم (2014) كلها تمثل خارطة طريق، مقرة محليا وإقليميا ودوليا، ومع ذلك لابد للمجلس الوطني أن يقدم رؤيته نحو المستقبل بما في ذلك الحزب الاشتراكي اليمني.
أما بالنسبة لطبيعة العلاقة مع شركاء الحزب، فلا يوجد ما يمكن وصفه بعبارات (مقيد) أو (توجيهات)، فهي علاقات تحالفيه متينة، وشراكة سياسية تضامنية.
*ما موقف الحزب الاشتراكي اليمني من دعوات بعض قياداته في الخارج إلى الانفصال، وعودة اليمن إلى ما قبل الوحدة في مايو 1990، وفي مقدمهم علي سالم البيض؟
**للإجابة على هذا السؤال، ينبغي أن أوضح لك أمرين: الأول أن الأخ علي سالم البيض لم يعد في الحزب الاشتراكي، حيث كانت أول خطوة أعلنها مباشرة بعد خروجه من منفاه القسري في عمان لمدة 15 عاماً هي تخليه عن الحزب الاشتراكي اليمني، وهذه مسألة شخصية تعود إليه، ولا غبار عليها، إذ يكفلها النظام الداخلي لكل أعضائه.
والثاني بالنسبة لما يطرحه البيض من آراء أو دعوات، فهي تعبر عن رأيه الشخصي فقط، ونأسف لأنه قرر السير- وباندفاع غير مبرر- للدعوة إلى فك الارتباط بالحزب، بحيث لم يعد يتحدث أو يتعامل مع أي قيادي أو كادر أو حتى عضو عادي إلا بعد أن يعلن استقالته من الحزب، وهو بهذه الممارسة يؤكد ارتباطه مع مشروع علي عبد الله صالح، الذي ظل يقول منذ ما بعد حرب صيف 94 للاشتراكيين: "اخرجوا من الاشتراكي ودمروه، وأنا باحل مشاكلكم ومشاكل الجنوب".
ومع تقديري واحترامي للتاريخ الكفاحي للأخ البيض، باعتباره أحد مناضلي ثورة 14 أكتوبر، ومن مؤسسي دولة الاستقلال والدفاع عنها، وأمين عام لحزبنا في أحلك الظروف، وكان رائداً وقائداً للوحدة الاندماجية السلمية في اليمن، إلا أنني اشعر بالأسى أن يختتم حياته السياسية والنضالية بتوجيه تلك الطعنات لهذا الحزب العريق.
ومع ذلك، فإنني أبدي تعاطفي مع ما يطرحه البعض من تفسير لتنكره للحزب، على أساس انه أراد أن يكون سباقا بين الرؤساء العرب في عدم الجمع بين منصب الرئاسة والنشاط الحزبي في آن واحد، و"لله في خلقه شئون"، وقد أبدو متحاملا عليه بينما أنا لست كذلك، إذ أن هذا هو أول عتاب من قبلنا بعد صمت دام 4 سنوات.
*بالمقابل، هناك أيضاً من يدعو اليوم للأخذ بنظام حكم فيدرالي بين الشمال والجنوب، وآخر ينادي بنظام فيدرالي في إطار دولة الوحدة، ما رأيكم في مثل تلك الأطروحات؟
**فيما يختص بالدعوات إلى نظام فدرالي بإقليمين في إطار دولة الوحدة، فهذه الدعوة صدرت من قبل مؤتمر القاهرة، وهو رأي يستحق الاحترام، ويجب أن يأخذ حقه في الطرح والنقاش، أما الثانية فقد تبناها حزبنا خلال العامين الماضيين على أساس دولة اتحادية جديدة ذات أقاليم متعددة كرؤية أولية قابلة للنقاش، أما دولة الوحدة الاندماجية فقد ذبحت في يوم 7 يوليو 94.
*كيف تنظرون للشعارات التي ترفعها جماعات "الحراك الجنوبي" ومواقفها المتضاربة حول مستقبل الجنوب، وما يتبعها من أعمال مسلحة، وفعاليات ممولة من أطراف "جنوبية" في الخارج؟
**من حق الجميع أن يرفع الشعارات الخاصة بهم، أما الأعمال المسلحة والجهات الممولة لها والمستفيدة منها فهي معروفة، والعناصر التي تمارسها ظلت تحت حماية ورعاية أركان النظام السابق، الذي لم يستهدف بالقمع والبطش والقتل إلا قوى الحراك السلمي وحدها، أما الحراك السلمي الجنوبي فهو أول حركة نضالية سلمية في الشرق الأوسط منذ العام 2007.
وهؤلاء الرعاة للأعمال المسلحة والعنف كانوا محظوظين، عندما وجدوا قوى أخرى يأكلون البصل بأفواهها، بحيث ترمي هذه القوى - من خلال دخولها في شراك العنف المسلح - كل يوم صخرة كبرى فوق الجرح النازف في الجنوب وقضيته العادلة، سواء بوعي أو بدون وعي.
*ما هي رؤية الحزب الاشتراكي لحل قضية الجنوب في إطار الوحدة اليمنية، بعد رحيل الرئيس صالح عن الحكم، وانتخاب الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيساً توافقياً للمرحلة الانتقالية؟
**الحزب لديه فريق عمل يعكف على إعداد رؤية شاملة لمعالجة القضايا الوطنية، سواء بالنسبة للقضية الجنوبية أو للوطن عامة، وسيطرحها أمام شركائه في اللقاء المشترك، ثم أمام شركاء العملية السياسية عموما.
*هل تتفق مع من يرى بأن التسوية السياسية للأزمة الراهنة، التي أثمرت تشكيل حكومة وفاق وطني، وانتخاب رئيس للبلاد من المحافظات الجنوبية، قد أعادت الاعتبار لأبناء المحافظات الجنوبية، وانتقلت بالبلاد إلى مرحلة المواطنة المتساوية، والشراكة في الثروة والسلطة؟
**الواقع أننا اعتمدنا في العملية السياسية الجانب الدستوري، ولو كان نائب الرئيس من وسط البلاد أو أقصى الشمال لأيدناه، لكن الصدفة جاءت ونائب الرئيس جغرافيا من الجنوب، فكان محل توافق سياسي وإجماع شعبي لانتخابه رئيسا للبلاد، ثم قدمت المعارضة مرشحا لرئاسة الحكومة وهو جغرافياً أيضاً من الجنوب، وهما جديران بهذين الموقعين بغض النظر عن انتمائهما الجغرافي، وقد تحملا المسؤولية بكل شجاعة وإقدام وتضحية في مثل هذه الظروف المعقدة للغاية، ونحن معهما بكل وفاء وإخلاص.
لكن قضية الجنوب، ملفها واسع وكبير، وآلامها ومآسيها دامية، ولم يحصل هناك أي رد اعتبار للجنوب حتى الآن، كما لم ينتقل اليمن بعد إلى حالة المواطنة المتساوية، والشراكة في الثروة والسلطة، وإغلاق ملفات الصراع للحقب الماضية، إذ أن كل ذلك لازالت أهدافا يجب أن نسعى جميعا لتحقيقها.
*كيف تنظرون للتطورات الراهنة التي يشهدها الجنوب على الصعيد الأمني والعسكري، في ضوء نتائج الحرب التي يشنها الجيش للقضاء على تنظيم القاعدة؟
**أولاً الحرب ضد قاعدة النظام السابق في الجنوب لم يقم بها الجيش، بل تصدت لها اللجان الشعبية وكافة شرائح محافظة أبين، أما الجيش فللأسف قام بتسليم المحافظة لهم بحسب أوامر عليا في ظل وجود أكثر من ستة ألوية عسكرية وأمنية في المنطقة، لكن في الفترة الأخيرة التحم الجيش في لودر وجعار ومودية والوضيع وشقرة وزنجبار مع أبناء الشعب، وتحققت تلك الانتصارات التي تستحق منا كل احترام وتقدير.
*ماذا بشأن الصدامات المتكررة بين جماعات الحراك الجنوبي وعناصر من حزب الإصلاح في عدن؟
**الصدامات التي أشرت لها في سؤالك بين جماعات الحراك الجنوبي وحزب الإصلاح في عدن قد بينت قيادة الحراك السلمي في محافظة عدن موقفها مما يجري، وأعلنت في أكثر من مناسبة أن العناصر المسلحة التي تثير الرعب والخوف في عدن ليس لها دخل بالحراك السلمي في المحافظة، وأنها أنشئت من قبل الأجهزة الأمنية والعسكرية والتنفيذية السابقة في المحافظة.
*كيف تردون على من يتهمكم في تكتل "أحزاب اللقاء المشترك" بأنكم خطفتم ثورة "الشباب اليمني" السلمية من أجل التغيير، ودخلتم في تسوية سياسية وفقاً للمبادرة الخليجية مع حزب المؤتمر الشعبي العام؟
**هذه الثورة الباسلة التي أصبحت حديث العالم، ليست حبة شوكولاته، وليست معزه أو كبشاً حتى يسهل خطفها، إنها ثورة شبابية شعبية شارك فيها اليمنيون من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب والوسط وحتى المغتربون في أنحاء العالم، وعلى أساسها فتحت صفحة جديدة في حياة الشعب اليمني، من اجل بناء الدولة اليمنية الحديثة، دولة النظام والقانون والديمقراطية، واحترام الحريات والحقوق، والمواطنة المتساوية وحل كافة المظالم وآثار الحروب، وفي مقدمتها القضية الجنوبية.
وما قام به المشترك وشركاؤه هو السير في الخط السياسي لمساعدة الثورة في تحقيق أهدافها بأقل التضحيات، وحرصا على أرواح الشعب اليمني ودماء أبنائه، وجاءت المبادرة الخليجية في وقت لم يتوقع الكثير - حتى الذين وضعوها - أن يقبل بها المشترك وشركاؤه، ومع ذلك قبلنا بها أيضا بنفس الإطار والهدف، وهو: كيفية تجنب الانهيار والانزلاق نحو الحرب الأهلية، ودخلنا مع المؤتمر الشعبي في إطار توافق سياسي، على أساس السير نحو التغيير الشامل وليس لتقاسم المقاعد الحكومية.
*هناك من يرى بأن "المشترك" يستغل ظروف المرحلة الانتقالية الراهنة لتصفية الحسابات مع الرئيس السابق ورموز نظامه، باسم "الثورة" ضاربا بمسألة التوافق عرض الحائط، كيف توضحون ذلك؟
**يا عزيزي، مثلما قبلنا المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية قبلنا أيضاً بالحصانة للقيادة السابقة ومن معها، وبقينا نحن والشعب بدون حصانه، فأين هي تصفية الحسابات السياسية التي يتحدثون عنها مع الرئيس السابق ورموز نظامه وأقاربه بعد منحهم الحصانة، التي لم يحصل مثلها في التاريخ، ثم من الذي يعترض اليوم على العدالة الانتقالية، وهي مُقرة ومحمية إقليمياً ودولياً.
أريد فقط مثالاً واحداً يثبت ذلك، مثلا سيارة أو دراجة نارية أو حتى عادية انفجر إطارها أو تعرض أصحابها للأذى، من قبل المشترك أو من قبل أهالي الضحايا، الذين تمزقت أجسادهم أشلاء بقذائف المدافع والرشاشات.
ولا أخفيك سراً أننا الآن في غاية القلق على حياة الناس في الاشتراكي، والمشترك، ومناضلي الثورة السلمية ونشطائها، وكذلك الجنود والضباط والمواطنين، باسم الإرهاب الذي قيل سابقا أن تغيير النظام سيجعل ما يسمى بتنظيم "القاعدة" يسيطر على أهم المحافظات.
وما حصل في أبين وشبوة وحضرموت والبيضاء وتعز لا يخفى على أحد، وما يحصل الآن في عدن والضالع وصنعاء ولحج لا يحتاج إلى توضيح، بل يؤكد انه لا توجد تصفية للحسابات السياسية تمارس مع من ذكرتهم - ويا الله نسلم من أذاهم وشرورهم - بل حتى حساباتهم المالية بالمليارات لازالت في أمان، تبيض لهم أرباحا طائلة كل يوم.
*أستاذ محمد، إلى أي مدى أنتم في الحزب الاشتراكي مطمئنون لاستمرار الثقة بين أطراف تحالف "اللقاء المشترك"؟
**نحن مطمئنون تماماً إلى أن تكتل أحزاب اللقاء المشترك قد استقام على قدميه منذ سنوات، والثقة بين أطرافه تتعزز باستمرار، يوماً بعد آخر، وحزبنا حريص أشد الحرص على تعميق هذه الثقة وثباتها.
*لكن برزت بعض الخلافات داخل تحالف "المشترك" في الآونة الأخيرة.. فالوحدوي الناصري – على سبيل المثال - غير راض عن بعض التوجهات، ومنها تغييبه من لجنة الاتصال، وحزب الحق يتهم الإصلاح باستهداف الشباب "الحوثيين" في الساحات، ما حقيقة هذه الخلافات وأسبابها؟
**المعروف أن اللقاء المشترك يضم أحزابا وقوى ظلت متحاربة ومختلفة اختلافا كليا لسنوات طوال، وبالرغم من ذلك لم يحصل منذ إنشاء المشترك وحتى اليوم أي صدام بين الأحزاب المنضوية فيه، وهذا فضل من الله تعالى، ودليل على نضج القيادات والهيئات والأعضاء في المشترك، ومع ذلك قد تحدث بعض التباينات هنا وهناك ولكنها تحل أولا بأول، وأصارحك بالقول: إذا سمعت أو قرأت يوما ما أن أوضاع المشترك هادئة، وأنه لا توجد أية تباينات أو خلافات فاعلم أن وضع المشترك سيئ، لأننا نعتبر التباينات والخلافات في الآراء حالة صحية جدا، وفي كل الأحوال تحل جميعها بالحوار والتفاهم واحترام الآخر.
*وما هو دور الحزب الاشتراكي في احتواء مثل تلك الخلافات، على الأقل في مرحلة ما قبل مؤتمر الحوار الوطني؟
**دور الحزب الاشتراكي في المساعدة على حل تلك التباينات أو الخلافات أو حتى الصدامات التي ذكرتها والعمل على تجاوزها واضح ومعلوم للجميع، ومبادراته في هذا الإطار لا تخفى على أحد.
*لماذا لا يبادر الحزب الاشتراكي بتبني مشروع مصالحة وطنية، يدعو اليمنيين فيه إلى التسامح وتجاوز صراعات الماضي ومخلفاته، من أجل بناء يمن جديد آمن ومستقر وموحد؟
**في الوقت الذي كانت مدافع الحرب لازالت تدمر وتحرق وتقتل، وعمليات النهب والفيد مستمرة في كل بقاع الجنوب، وبالرغم من جراح حرب 94 التي لم يندمل منها حتى أقل من واحد في المائة، بادر الحزب الاشتراكي اليمني في الدورة الاستثنائية الموسعة للجنته المركزية المنعقدة خلال الفترة من (1 - 6) سبتمبر 1994 برئاسة المناضل الكبير الأمين العام للحزب المنتخب في تلك الدورة الأخ علي صالح عباد مقبل، بطرح موقفه المعبر عن صدق النوايا والسمو فوق الجراح، حيث تضمن بيان الدورة عدة قرارات، ومن أبرز ما جاء فيها ما يلي:
- لقد وقفت اللجنة المركزية أمام كارثة الحرب، التي عصفت بالبلاد لفترة تزيد عن الشهرين، تم خلالها تدمير العديد من المنشآت الاقتصادية والاجتماعية، وهلاك آلاف من الناس وخلفت آلاف المشردين والأرامل واليتامى، كما ألحقت أضرارها الفادحة بمصالح المواطنين وممتلكاتهم، وكذا بالروابط الوطنية بين أبناء الوطن الواحد.
- ترى اللجنة المركزية أن حل الخلافات السياسية عبر الاحتراب والاقتتال هو طريق اليأس، الذي يتعارض مع مصالح الوطن والشعب، ويقود البلاد إلى الدمار والهلاك والتخلف، وقد آن الأوان لكافة القوى السياسية كي تسعى إلى تصحيح المسار السياسي في البلاد، للحيلولة دون تكرار حل الخلافات السياسية عبر الحرب واستخدام القوة، وإحلال لغة الحوار والحلول السياسية محلها.
- تدعو اللجنة المركزية إلى إنهاء استمرار مظاهر الحرب والعنف في البلاد والعمل من اجل تدعيم الأمن والأمان والاستقرار والطمأنينة لكل أفراد الشعب بهدف توفير الظروف المثلى لإعادة البناء وإصلاح ما دمرته الحرب في كافة المجالات.
- يدعو الحزب أعضاءه وأصدقاءه وأنصاره إلى العمل الدؤوب من اجل تصحيح المفهوم الوطني للوحدة على أساس تأكيد حقوق المواطنة المتساوية، وتكافؤ الفرص بين كافة أبناء الشعب، ومراعاة مصالح كل المواطنين دون تفضيل أو تمييز، ومقاومة التجاوزات التي تسيء إلى الوحدة كهدف وطني نبيل وعظيم.
وتواصلت أطروحات ومبادرات الحزب وشركائه طوال السنوات الماضية، وتجسد أهمها في برنامج مرشح المشترك في الانتخابات الرئاسية عام 2006 الفقيد فيصل بن شملان وعنوانه "التغيير السلمي" وما تلاها من مواقف، ولكن كل ذلك كان يقابل من الطرف الآخر بالاحتقار والإهانة والتشفي، بل كان الجواب من أعلى هرم السلطة السابقة على تلك النوايا الحسنة بالقول: "نتحداكم تنزلوا الشارع وتكونوا في الصفوف الأولى، فنحن نعرف حجمكم".
وفعلاً، كان للمشترك وشركاؤه الشرف بأنهم كانوا فعلاً في الصفوف الأولى منذ الهبة الشعبية في 6 فبراير 2011، والتي شارك فيها قرابة (7) ملايين مواطن في عموم المحافظات، ثم كانوا أيضا ولازالوا في الصفوف الأولى في الثورة الشعبية السلمية.
كذلك تقدم حزبنا بالنقاط ال (12) قبل شهرين، والتي أقرها اللقاء المشترك ومؤخراً لجنة الاتصال، وستجد في المجمل أنها عبارة عن مقدمة لإثبات حسن النوايا باتجاه حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً.
*إذا كان هذا المشروع موجوداً في إطار الحزب، أو في إطار تحالف "المشترك" فلماذا الاستمرار في الخطاب التصعيدي، والمواقف الانتقامية التي تجبر الطرف الآخر على التصعيد المماثل؟
**بالنسبة للخطابات التصعيدية التي أشرت إليها في سؤالك لن تجدها إلا في الصحف والقنوات التي توالدت فجأة قبل الانتخابات الرئاسية وبعدها، وهي تتبع كلها الرئيس السابق ومن يتبعه، وأصبح العالم يعرف جيدا من يعيق سير العملية السياسية في الفترة الانتقالية، ومع ذلك فحزبنا لا يقوم بأية أعمال تصعيدية، ولا نمارس الانتقام، بل نحن من مورس علينا القتل والتصفية منذ الشهور الأولى لقيام دولة الوحدة وحتى اليوم.
*هل من تنازلات يمكن للحزب الاشتراكي اليمني تقديمها في سبيل تحقيق المصالحة الوطنية؟
**منذ مايو 90 وحزبنا يرفض الانتقام أو استخدام العنف مقابل أي ضغوط أو تنازلات مطلوبة من الحزب الاشتراكي اليمني، فهل تريد منا أن نتنازل عن نبذنا للعنف والإرهاب، أم نتنازل عن مواقفنا ومبادئنا الراسخة بحل كافة الأزمات عبر الحوار دون سواه، ثم هل حصل أن قام الاشتراكي بتخوين الآخرين أو تكفيرهم، أو اعتدى عليهم وقتلهم، أو نهب أموالهم وبيوتهم ومقراتهم التنظيمية، أو تفيد من أموال الدولة وممتلكاتها وأراضيها ومزارع المواطنين، أو قام الحزب مثلاً بطرد آلاف الموظفين والعمال وتسريحهم من أعمالهم وحرمانهم من حقوقهم منذ مايو 1990 حتى اليوم.
أما ما قبل ذلك، فأن الحزب قدم وثيقة تحليلية انتقد فيها كل أخطائه السابقة لهذا التاريخ، واعتذر عنها للشعب في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية للفترة من نوفمبر 1967 وحتى 1989.
ألا يكفي ما يواجهه الوزيران الدكتور/ واعد باذيب والدكتور/ محمد المخلافي من تكفير وتهديد بالتصفية، ومحاولات القتل المباشر في الطرقات دون أن يتلفظ الحزب أو أي من الوزيرين بكلمة واحدة، تعبر عن ردة فعل أو دعوة للانتقام.. بعد كل هذا، هل لازال هناك من يطلب من الحزب الاشتراكي تقديم تنازلات أخرى؟؟
*هل توافقون من يدعو إلى حل حزب المؤتمر الشعبي العام شريككم في الوحدة، وهل لديكم رؤية تبعد اليمن عن شبح "الإقصاء" والثارات السياسية؟
**إن الحزب الاشتراكي اليمني هو أول من قال منذ بداية الثورة الشبابية الشعبية بأن المؤتمر الشعبي العام جزء رئيس وهام في العملية السياسية حاضرا ومستقبلا، ولازلنا نتعامل معه على هذا الأساس، وقد دعاهم الأمين العام لحزبنا الأسبوع الماضي إلى إجراء إصلاحات داخلية جريئة في حزبهم لكي يكون لهم الإسهام الفاعل في بناء الدولة اليمنية الحديثة وإنجاح الفترة الانتقالية.
وأما شراكتنا مع المؤتمر في الوحدة فقد قاموا بذبحها في 7 يوليو 94، لكننا اليوم نقولها بكل ثقة بأننا شركاء معهم في عملية التغيير الشامل الموقع عليها في الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية.
وعلى ذكر الإقصاء والثأر السياسي، فإن أي طرف لم يستوعب بعد النتائج الكارثية المتلاحقة والسابقة للإقصاء والتهميش والثارات السياسية، وبعد النموذج الرائع الذي تميزت به الثورة السلمية في اليمن، فإن هذا الطرف إما مصاب بالغرور أو بالعمى السياسي، وعليه أن يراجع حساباته بشكل جاد وجريء.
*هل لديكم في الحزب الاشتراكي قنوات اتصال بحزب المؤتمر الشعبي في الوقت الراهن؟
**نحن نعمل معاً في حكومة الوفاق الوطني، وأميننا العام نائبا لرئيس لجنة الاتصال الدكتور الارياني الذي يتولى منصب نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام، وإلى جانبه أعضاء كثر من المؤتمر في اللجنة، واتصالات قيادة حزبنا يومية دون انقطاع.
*ما هو تقييمكم لأداء الرئيس هادي، وحكومة الوفاق الوطني خلال الأشهر الماضية، وهل يستطيع المتوافقون تنفيذ التزاماتهم قبل نهاية المرحلة الانتقالية في فبراير 2014؟
**نحن نقف إلى جانب الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومة الوفاق برئاسة الأستاذ محمد سالم باسندوه، وهم لا يستطيعون السير بنجاح دون تضافر جهود كل القوى السياسية والشعبية إلى جانبهم.
*كيف تنظرون إلى دور سفراء الدول الراعية لاتفاق التسوية السياسية في اليمن، وهل هناك بالفعل انتقاص لسيادة البلد؟
**سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية لديهم مكتب وغرفة مراقبة لتنفيذها مع الآلية، وهذا أمر طبيعي لأنهم ملزمون بمساعدة اليمن للخروج إلى بر الأمان، ولديهم غطاء إقليمي ودولي في هذا المجال.
*ما هي شروط الحزب الاشتراكي للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الشامل؟
**ليست لدى حزبنا أية شروط معينة، كما هو معلوم، وإن أردت أن اطرح شرطا مجازيا فهو أن يعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل لكي ينجح، وليس لمجرد الانعقاد فحسب، ونأمل أن تجري عملية تمهيد الطريق والتحضير بشكل دقيق سيرا نحو مؤتمر الحوار الوطني الشامل، بمشاركة كافة الأطراف وبدون شروط مسبقة، كون هذا المؤتمر يعد المحطة الرئيسية نحو مهام المرحلة القادمة من أجل بناء الدولة المدنية الحديثة، الضامنة لحقوق أبناء الشعب وحرياته.
*شكرا لك.
**وشكرا لكم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.