أوضح راجح بادي، مستشار رئيس الوزراء اليمني للشؤون الإعلامية، أن " أنصار الشريعة" عادوا إلى تكتيكاتهم القديمة بعد تمكن الجيش اليمني واللجان الشعبية من إنهاء سيطرتهم على محافظة أبين التي استمرت قرابة عام». وقال بادي لمراسل الشرق الأوسط في صنعاءعرفات مدابش -عبر الهاتف- "كان من المتوقع أن يحاول التنظيم القيام بمثل هذه العمليات من أجل إرسال رسائل للداخل والخارج تقول إنني ما زلت موجودا وقادرا على تنفيذ ضربات في أي وقت وأي مكان". وأشار بادي إلى أن هذه العملية لا تؤشر إلى قوة التنظيم بقدر ما هي علامة ضعف، وقال: «بعد إفشال قوات الأمن للكثير من العمليات التي حاول تنظيم القاعدة القيام بها في صنعاء وعدن ضد بعض المراكز الحساسة، لجأ التنظيم إلى مثل هذه العمليات سهلة التكاليف بالنسبة له». وفي سؤال ل«الشرق الأوسط» عن مدى وجود قوات الأمن وشكوى المواطنين بأن قوات الأمن لم توجد بالشكل المطلوب بعد تطهير الجيش للمنطقة من مقاتلي «القاعدة»، قال بادي: «قوات الأمن موجودة في المحافظة، ولذلك لجأت (القاعدة) إلى ضرب أهداف سهلة تمثلت في تجمع عزاء للمواطنين، وهذا يؤشر إلى ضعف التنظيم وليس قوته بعد الضربات التي تلقاها من الجيش واللجان الشعبية». غير أن مسؤولا محليا قال إنه يحمّل الحكومة جزءا من المسؤولية لغياب الأمن في المحافظة. وقال الأمين العام للإدارة المحلية في جعار، ناصر عبد الله المنصري، لوكالة الصحافة الفرنسية: «أحمل السلطات بصنعاء جزءا من المسؤولية عما حدث، وبالأخص وزارة الداخلية التي لم تتجاوب معنا بمد محافظة أبين بقوة أمنية منذ خروج (القاعدة) منها» في منتصف يونيو (حزيران). وأضاف: «إن جعار وغيرها من مدن محافظة أبين لا وجود للأمن فيها، وعناصر (القاعدة) موجودون في جميع المدن وبشكل سري»، مبديا تخوفه من تفاقم أعمال العنف وإقدام «القاعدة» على استهداف المدنيين الذين وقفوا مع الجيش في معركته لاستعادة محافظة أبين التي ظلت غالبية مدنها تحت سيطرة التنظيم المتطرف لأكثر من سنة. وقال المنصري: «أتوقع أن تشهد مدن أبين عمليات أكبر مما حدث في جعار، لأن (القاعدة) تريد أن تنتقم من اللجان والسكان الذي ساهموا في طردها». وتابع: «ما دام هناك فراغ أمني ولم تتجاوب الحكومة معنا فسيزداد الوضع سوءا». وفي السياق ذاته، قال الخبير في شؤون مكافحة الإرهاب وتنظيم القاعدة، سعيد عبيد الجمحي، إن تنظيم القاعدة لم يهزم في محافظة أبين اليمنية الجنوبية بصورة نهائية، مدللا على ذلك بالعملية الانتحارية التي جرت في مدينة جعار والتي راح ضحيتها أكثر من 45 قتيلا، معظمهم من عناصر اللجان الشعبية التي تقاتل «القاعدة» في المحافظة. وأضاف الجمحي ل«الشرق الأوسط» أن «هذا المشهد يمثل عودة قوية ل(القاعدة) وعودتها كانت أمرا متوقعا، واللجان الشعبية هي إحدى الركائز الأساسية التي استطاعت الدولة (اليمنية) أن تهزم بها (القاعدة)، ومن الطبيعي أن تعود (القاعدة)، لأنه أصبح لها عدوان كبيران - اللجان الشعبية والقوات الحكومية»، وهي «تعود بقوة، كما وعدت».