كانت الطفلة لارن التي لم تتعد الاشهر الاربعة تعيش على امل ان تجد من يعيد لها وقع نبضات قلبها بانتظام، وسط حيرة والديها وخوفهم من المجهول، فعلاجها في اليمن يحتاج الى امكانيات تفوق مقدرة الاهل، ونجاح العملية محفوف بالمخاطر. تقدمت والدتها بطلب علاج الطفلة الى "نبضات" وسط احتمالات وتوقعات بأن يتم رفض طلب الأم او الاعتذار لها بطريقة او بأخرى ولكن المفاجأة كانت برنين هاتف المنزل لإخبارهم بضرورة الاسراع في استخراج جوازات السفر والحجز على اول طائرة للاستفادة من وجود الفريق الطبي الايطالي في دبي لمدة عشرة ايام. لم تخف الأم سعادتها بسماع الخبر واستقلوا اول طائرة بعد استكمال اجراءات السفر ليحطوا الرحال في دبي، وعلى الفور توجهوا الى مستشفى دبي ليتم ادخال لارن مباشرة لأجراء التحاليل والفحوصات اللازمة التي بينت أن لارن تعالني من "رباعية فالوا" نتيجة انتفاخ كبير في البطين الايمن وعلى الفور تم تحديد العملية لها وسط تخوف الاهل من مصير العملية لانها كبيرة ومعقدة وتحتاج الى حوالي 4 ساعات. والدة الطفلة "لأرن" لم تنم تلك الليلة تتنازعها الافكار بين هل ستعود ب"لأرن" الى اليمن جثة هامدة لا قدر الله، ام ان حياة جديدة ستكتب لها في دبي، امضت الليلة دون ان يغمض لها جفن وفي الصباح الباكر ليوم العملية القت نظرة الوداع على "لأرن" لان غرف العمليات تحمل دائما الكثير من المفاجآت ولكنها وكلت أمرها لله وجلست تنتظر في صالة الطابق الثاني تطالع الساعة تارة وتغفو تارة اخرى وزوجها يطالعها ويتمنى لو تنام لغاية انتهاء العملية. اربع ساعات مرت على ذلك الحال حتى خرج فريق الجراحين من غرفة العمليات يتقدمهم الدكتور عبدالله راوح الذي قاد الفريق الجراحي ليهنئ الأم على نجاح العملية، ويرافق والدتها الى غرفة العناية التي تم نقل لأرن اليها لمشاهدتها رحمة وشفقة خاصة وانها لم تنم طيلة الليل، الاقتراب من الطفلة او محاولة ضمها ممنوع كما اخبرها الدكتور راوح لأنها مازالت في عالم آخر بسبب تأثير التخدير. ولكن رغم ذلك همت أكثر من مرة بعد مغافلة الطبيب بضمها الى صدرها ولو لثوان معدودة لتشم رائحتها ولتطمئن انها ما زالت على قيد الحياة في حين راح والدها يقدم الشكر والثناء لصاحب الايادي البيضاء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي على مبادرته الانسانية النبيلة مؤكدا انه لولا نبضات لما استطعنا توفير العلاج ل"لارن" .