ذكرت صحيفة 'ديلي تلغراف' امس الاثنين أن فرع القاعدة في شمال افريقيا، المعروف باسم 'تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'، أنشأ أكاديمية 'للإرهابيين' خلال سيطرته على مدينة تمبكتو الواقعة بشمال مالي. وقالت الصحيفة إن تنظيم القاعدة استخدم مبنى من طبقتين على أطراف المدينة القديمة التي حولها إلى مركز للتدريب المتطور استمر يعمل إلى أن تم تدميره بغارة جوية فرنسية قبل ثلاثة أسابيع. وأضافت أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي استمر في تشغيل مركز التدريب في تمبكتو لنحو تسعة أشهر دون انقطاع وعلى غرار معسكرات زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن في أفغانستان خلال عقد التسعينات من القرن الماضي، وحشد فيه متطوعين من مختلف أنحاء العالم. وأشارت الصحيفة إلى أن المتطوعين كانوا من جنسيات متعددة من بينهم ماليون وباكستانيون وجزائريون وموريتانيون، لكن المتطوعين النيجيريين كانوا الأكبر عدداً وينتمون إلى حركة بوكو حرام المسؤولة عن آلاف القتلى. وقالت إن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي استولى على المرافق التي تخلت عنها قوات الأمن في مالي بعد سيطرته على مدينة تمبكتو وحوّل المقر المحلي للدرك الوطني، وهي وحدة شبه عسكرية، إلى معسكر تدريب، وكان القائد الميداني في التنظيم مختار بلمختار، الذي خطط عملية احتجاز الرهائن في منشأة نفطية بالجزائر الشهر الماضي، من الزائرين الدائمين لتمبكتو وأقام في بيت متواضع على الطرف الجنوبي من المدينة بالقرب من طريق المطار. وأضافت الصحيفة أن جزائرياً في الثلاثينات من العمر يُدعى 'أبو حارث' كان المسؤول عن أكاديمية التدريب، في حين تولى نائبه، وهو جزائري أيضاً يُدعى 'أبو حمزة'، مسؤولية عمليات التدريب على الأسلحة لأنه كان جندياً سابقاً في جيش بلاده، وشخص باكستاني يعرف باسم 'أمير' مسؤولية الحفاظ على مستودع الأسلحة في المركز. وقالت إن مقر الدرك الوطني في تمبكتو تحول إلى ركام اليوم بعد استهدافه بغارة فرنسية، لكن قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أدركوا بأن مركز التدريب سيكون هدفاً وسارعوا إلى إخلائه بعد أول غارات فرنسية واقاموا مراكز للتدريب في أماكن أخرى من مدينة تمبكتو. واخلت قوات الامن السوق الرئيسية في غاو، شمال مالي، الاثنين خشية وقوع اعتداء، وذلك غداة الهجوم الذي شنته مجموعة اسلامية مسلحة على المدينة التي سبق ان تعرضت لاعتداءين انتحاريين في الايام الاخيرة، بحسب ما افاد مراسل لوكالة فرانس برس. واعلن ضابط في الجيش المالي لمراسل وكالة فرانس برس الذي شاهد التجار يغادرون السوق الواقعة في وسط المدينة حيث وقعت مواجهات بين اسلاميين وجنود ماليين وفرنسيين 'نخشى وقوع اعتداء، لذلك اخلينا سوق غاو لاسباب امنية'. وتقع السوق في وسط غاو على مقربة من مفوضية الشرطة حيث انكفأ اسلاميون مسلحون الاحد اثناء اول هجوم مضاد لهم بعد شهر على بداية التدخل العسكري الفرنسي. وقطعت المحاور المؤدية الى المفوضية وباشر عسكريون فرنسيون تسيير دوريات في القطاع. وسمعت اصوات عيارات نارية متقطعة مصدرها شمال المدينة حوالى الساعة 13,30 (بالتوقيتين المحلي وغرينتش). والمفوضية وهي مقر سابق 'للشرطة الاسلامية' التي انشأتها جماعة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا عندما كانت تحتل المدينة، تعرضت للقصف فجر الاثنين من مروحية للجيش الفرنسي، بحسب شهود عيان. وافاد مراسل لوكالة فراسن برس ان المبنى دمر بالكامل وشاهد ايضا اشلاء بشرية في المحيط. ولم يعرف عدد الضحايا حتى الان. واكد شاهد اخر ان احد الاسلاميين الذين كانوا متواجدين داخل المفوضية فجر نفسه ايضا من دون توضيح ما اذا حصل ذلك قبل او خلال قصف المروحية الفرنسية. والمعارك في غاو، كبرى مدن شمال مالي على بعد 1200 كلم من باماكو، تدل على عودة نشاط الاسلاميين المسلحين الذين فروا في البداية من المدن التي استعاد الجنود الفرنسيون والماليون السيطرة عليها في نهاية كانون الثاني/يناير. وللمرة الاولى في تاريخ مالي، شهدت غاو اعتداءين انتحاريين في غضون يومين ضد مركز تفتيش للجيش المالي عند المدخل الشمالي للمدينة. وتبنت جماعة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا الاعتدائين الانتحاريين وهجوم الاحد. وهذه الجماعة، المتهمة ايضا بارتكاب انشطة اجرامية مختلفة بينها تهريب المخدرات، كانت تسيطر بالكامل على المدينة منذ حزيران/يونيو 2012 حيث ارتكبت العديد من التجاوزات باسم الشريعة. وقصف الجيش الفرنسي ليل الاحد الاثنين مركز شرطة مدينة غاو في شمال شرق مالي حيث انكفأ اسلاميون مسلحون اشتبكوا قبل ذلك مع جنود الجيش المالي، على ما افاد شهود فرانس برس. واكد عدة شهود انهم راوا 'مروحية' فرنسية تقصف المبنى الذي افاد مراسل فرانس برس انه مدمر تماما ومن حوله اشلاء بشرية. وقال شاهد اخر ان احد الاسلاميين الذين كانوا في داخل مركز الشرطة فجر نفسه. وحصل القصف على مركز شرطة المدينة الذي كان مقر 'الشرطة الاسلامية' قبل دخول القوات الفرنسية والمالية في 26 كانون الثاني/يناير، بعد اشتباكات مع المقاتلين الاسلاميين الذين عادوا في الايام الاخيرى الى المدينة على ما يبدو بعدما فروا منها في اول الامر. ونفذوا هناك منذ الجمعة اعتداءين انتحاريين على مركز تفتيش للجيش المالي عند مخرج المدينةالشمالي المؤدي الى بوريم، ولاحظ مراسل فرانس برس صباح الاثنين ان جنودا فرنسيين استقدموا لتعزيز المركز. وتبنت الاعتداءين حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا، احدى المجموعات الاسلامية المسلحة التي كانت تسيطر على كامل المدينة منذ حزيران/يونيو 2012 وارتكبت فيها الكثير من التجاوزات باسم الشريعة. وفضلا عن الاعتداءين الانتحاريين تواجه المقاتلون الاسلاميون الاحد لعدة ساعات مع جنود ماليين في اول معارك من نوعها تجري في وسط المدينة.