انتقد ائتلاف المجتمع المدني للدفاع عن الحقوق والحريات الوضع الراهن الذي تمر به الصحافة اليمنية من تضييق عليها واعتقالات وخطف للصحافيين. ووجه الائتلاف في باكورة نشاطه رسالة إلى الرئيس علي عبد الله صالح استعرض فيه عددا من الحالات التي حصلت في اليمن بحق الصحافيين خلال العامين الماضيين وأكد فيها ايضا على ان ما يجري لا يخدم اليمن وشراكته الدولية مع العالم الحر والديموقراطي. نص الرسالة التي حصل عليها " التغيير": فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية السلام عليك ورحمة الله وبركاته وبعد،،، لقد تنادت بعض مؤسسات المجتمع المجني للوقوف إزاء التطورات المؤسفة التي تتعرض لها الصحافة وحملة الأقلام، وحرية التعبير والنشاط السلمي المدني في الجمهورية اليمنية. وآخرها (اليوم) خطف مراسل صحيفة القدس العربي ومصور وكالة فرانس برس الصحفي خالد الحمادي من قبل ضباط في الاستخبارات العسكرية. بعد ستة أيام فقط من خطف ناشر ورئيس تحرير صحيفة الوسط الأهلية، الصحفي جمال عامر من قبل مجهولين على سيارة تحمل رقما عسكريا. وهو مايعني الإساءة للمؤسسة العسكرية التي نجل موقفها ومكانتها في حماية طموحات الشعب اليمين ومنظماته وقواه في الاحتكام للقانون وصيانة الحريات، وفاء للثورة والوحدة والتزاما بالديمقراطية. إن حرية التعبير، والتمتع بمقتضيات الديمقراطية التي سنح لليمن بها الحديث عن الشراكة مع العالم الحر والديمقراطي، تتعرض منذ أكثر من عامين لانتهاكات يحت يوميا من رصيد اليمن الذي حصلت عليه دوليا منذ قيام الوحدة التي اقترنت بالديمقراطية والتعددية، وتعززت مع استضافة صنعاء لمؤتمر الديمقراطيات الناشئة في في يونيو 1999م، ثم في مؤتمر حقوق الإنسان يناير 2004م. فمن سجن عبد الكريم الخيواني وتعطيل صحيفة الشورى إلى تلفيق التهم اللا أخلاقية، إلى استهداف الحياة بتلغيم صحيفة النهار ومحاولة قتل الزميل هاجع الجحافي، وتهديد الصحفيين ووضع الرقابة الأمنية المكشوفة ضد الزميل مراسل وكالة الأنباء الأمريكية أسوشيتد وصحيفة النداء –وسرقة محتويات مكتبهما بعد اختطاف أحد عمال المكتب بعد التحقيقات معه في أحد الأجهزة الأمنية. وتصاعدت الحملة الضارية ضد الصحف والصحفيين بالجرجرة إلى المحاكم حيث وصلت القضايا ضد "الثوري" اثنا عشر قضية في بضعة أشهر. وليس الأمر احتجاجا على التوجه للقضاء، ولكن الاحتجاج على استخدام القضاء للإيذاء والترويع في سياق استخدام الظروف المفخخة والرقابة الأمنية المكشوفة وتلفيق التهم اللا أخلاقية الأمر الذي وصل حد اختطاف زميلنا جمال عامر رئيس تحرير صحيفة "الوسط" الذي ضرب وهدد بالتصفية (الرمي من شاهق). إن كل مؤسسات المجتمع المدني لا سلاح لها غير الحكمة والاحتجاج بها والاحتكام إليها. وهو سلاح لو استخدم بحرية وكفاءة لما وصل الحال إلى ما وصلنا إليه من احتجاجات مسلحة وأعمال قتل وخطف وحروب قبلية متتالية. كما أن الاحتجاج الديمقراطي هو ضمانتنا جميعا حكاما ومحكومين لعدم الانجرار إلى أعمال العنف الأعمى والاحتجاجات المدمرة والمسيئة كما حدث في الاضطرابات الأخيرة. ولهذا ورغبة منا في الدفاع عن سمعة اليمن، وتأكيد شراكتها الإيجابية مع العالم، وتفعيل الدستور واحترام القانون فإننا من مؤسسات المجتمع المدني –التي يحق لليمن الافتخار بدورها الرائد على مستوى المنطقة من نشاط في مواجهة التحديات العاصفة التي تحاول شد اليمن والمنطقة إلى ماقبل الديمقراطية والحرية والتعددية- تنادينا للجنة تنسيقية للدفاع عن الحقوق والحريات، كفعل كفله الدستور وأكدت عليه القوانين اليمنية، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهود الدولية المصادقة عليها بلادنا. ولقد ارتأينا أن نبدأ نشاطنا بهذه الرسالة باعتباركم المسئول الأول في الدولة، وكلنا أمل ورجاء في حماية الحياة المدنية، ومواجهة كافة الإختلالات التي تزيد يوميا من إرباك المجتمع المدني وتضاعف من مخاوفه وشكوكه. تدركون سيادة الرئيس أن حرية الرأي والتعبير والحق في الاحتجاج المدني هو السبيل لحماية اليمن، كما إن الإساءة البالغة لليمن وسمعتها ومكانتها وتنفير الاستثمار لا يكون بحرية الرأي والتعبير والانتقاد إنما يجيء من الجرجرة العابثة للصحفيين للمحاكم وتهديد حياتهم، أو استنساخ الصحف وتزييفها. وإننا نلفت عناية سيادتكم أنه ليس مصادفة أن تتضافر التحقيقات في النيابة وأحكام السجن والتهديدات المستمرة وإرسال الظروف الملغومة والاختطاف وتلفيق التهم والسرقة، وشن الحملات الإعلامية من على المنابر الرسمية سواء خطابية كانت أو صحفا أو غيرها. إن كل ذلك يدفعنا التعاضد من أجل وقف الاعتداءات التي تهدد التحول الديمقراطي في اليمن وتكاد تطيح بكل الحريات في مجتمع واعد ومحاصر بالصعوبات والمكائد. مؤملين أن تكونون في هذا الصف ضد التهديد الحقيقي لليمن ككيان ومجتمع وهو وحش الفساد والاستبداد. إننا نعتقد مخلصين أن هذه الحريات هي سفينتنا جميعاً للنجاة، وهي صمام الأمان لمعالجة الأزمات التي تمر بها بلادنا. والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل ائتلاف المجتمع المدني للدفاع عن الحقوق والحريات