مع قدوم عيد الأضحى المبارك الذي وجبت فيه الأضحية على المسلمين ، يجد الكثير من اليمنيين أنفسهم غير قادرين على أداء ما سن عليهم في الدين بنحر كبش في أول أيام عيد الأضحى المبارك ، ليس ذلك فحسب ، بل أن الأمر يتعدى ذلك إلى أن يصل إلى أناس غير قادرين على مجرد تذوق " اللحمة " في هذه المناسبة العظيمة ..! يتحدث احد الزملاء في " التلفزيون " اليمني عن إعلان علق داخل إحدى ردهات مبنى التلفزيون " يرغب في أضحية " ، فهناك " كباش " من مختلف الأنواع والجنسيات معروضة للبيع عبر جزارين متعددين ، هناك " البلدي " ، اليمني وهناك الخارجي والدنكلي وغيرها وكل بسعر معين ، والعرض مغر جدا ، التقسيط لمدة أربعة اشهر من الراتب ، ولا شك أن العرض سار في كثير من المؤسسات الحكومية ، ولا شك أيضا في أن الفساد المستفحل لم يقتصر على الصفقات الكبيرة بل انتهز فرصة الفقر المدقع والحاجة ليصل إلى ابسط متطلبات الحياة لدى كثير من الناس !! لقد بات القلة من اليمنيين يحيون حياة ترف غير منظورة وخيالية بالنسبة للمواطن العادي وفوق ذلك وحتى أولئك من ذوي الدخول الجيدة التي باتت تستنزفها الحكومة بفواتيرها التي لا تنتهي وبات هذا الشخص محل اتهام بأنه يتقاضى ويستلم المبلغ الفلاني والعلاني ، رغم أن هناك من يسكن القصور ويركب السيارات الفارهة " آخر موديل " من مختلف الماركات و" يزنط " بها على عباد الله جهارا نهارا ولا احد يساءله عن مصدر أمواله وأصوله .. فيما الغلابى محل تهمة متواصلة .. لا نقول شيئا سوى الله يرزقهم ، بس على الأقل يتركوا الناس تعيش كما الآخرين في كثير من الدول .. وحنيننا للمواطنين المساكين ممن يعيشون على مرتبات الحكومة وهم يقهرون يوميا أيما قهر ..! لقد قال سيدنا علي بن أبي طالب عليه السلام ، بما معناه لو أن الفقر رجل لقتله ، وحكومتنا حتى اللحظة تعتقد أنها ستعيش في أمان واستقرار مع زحف واسع للفقر على عامة الناس ..! إن الوضع المتفاقم في اليمن يقود إلى الهاوية ، فالنصب والسرقات والسطو المسلح وجميع الأعمال غير القانونية ، تجري في البلد ، يتم ابتزاز رجال المال والأعمال والتجار و" المبسوطين " من قبل " البلاطجة " والحكومة لا تحرك ساكنا ولا تحاسب أحدا أو تعاقب أحدا .. وأخر شيء تلجأ إليه هو أن تضرب الصحافيين ذوي الألسن الطويلة الذين ينقلون معاناة الناس تصوروا كبش بالتقسيط في اليمن ، مثله ، مثل الغسالة والبوتاجاز ..و الثلاجة واشياء اخرى " كماليات" .. سبحان الله !