انطلقت اليوم فعاليات ندوة حول التعامل مع جرحى الحرب، نظمتها هيئة مستشفى الرازي العام واللجنة الدولية للصليب الأحمر، في مدينة جعار, مديرية خنفر في محافظة أبين. وفي خطابه الافتتاحي، شدد مدير مستشفى الرازي، الدكتور خالد فضل الدوبحي ، على أهمية التعامل مع جرحى الحرب بالنسبة للجراحين والممرضين وغيرهم من الكوادر الصحية التي تعمل في المناطق المتضررة من النزاعات المسلحة وحالات العنف الأخرى. وقال الدكتور خالد الدوبحي: " دفع مستشفى الرازي وسكان أبين ثمناً باهظاً جراء النزاع الأخير، وقد واجهتنا تحديات هائلة في معالجة إصابات الحرب في ظل الموارد المحدودة وإنعدام الخبرات الفنية المتخصصة." وسيقوم الدكتور ماركو بالدان، كبير جراحي اللجنة الدولية- الذي يعمل في مستشفى الرازي منذ ثلاثة أشهر لدعم وحدة الجراحة في المستشفى مع ممرضة غرفة العمليات وفني التخدير ومدير المستشفى- بإدارة هذه الندوة إلى جانب الدكتور الزائر علي التويتي، كبير الجراحين من اللجنة الدولية. ويعمل الدكتور ماركو بالدان مع اللجنة الدولية منذ 14 عاماً، وقد قام بإدارة ندوات حول التعامل مع جرحى الحرب في حوالي 19 بلداً، من بينها ليبيا وسوريا والصومال والعراق وأفغانستان. وقد بدأت اللجنة الدولية في تنفيذ أولى ندوات جراحة الحرب في عام 1989 في مقديشو في الصومال، ومنذ ذلك الحين، أجرت اللجنة الدولية ما يزيد عن 200 ندوة مماثلة في مختلف أنحاء العالم. وقال الدكتور ماركو بالدان: "من خلال العناية بضحايا الأعيرة النارية والقنابل والألغام في العديد من مناطق النزاعات، حصلت اللجنة الدولية على خبرة متفردة في كيفية التعامل بأفضل الطرق مع إصابات الحروب في الحالات التي تتصف بضآلة الإمكانيات والموارد." ويضيف: "ونحن حريصون على تقاسم هذه الخبرات مع زملائنا في اليمن خلال هذا الأسبوع الذي تقام فيه الندوة." ومن المقرر أن يحضر هذه الندوة حوالي 70 طبيباً وممرضاً وآخرين من الكوادر الطبية اليمنية المعنية في علاج ورعاية الحالات الجراحية، وستتطرق الندوة، التي تستمر أعمالها على مدى ثلاثة أيام، إلى عدة مواضيع تشمل الفرز الطبي والتعامل مع الإصابات المتعددة والتعامل الأساسي مع جرحى الحرب وإصابات الألغام وبتر الأطراف والإلتهابات وإعادة التأهيل البدني للمرضى، بالإضافة إلى تقديم المعلومات عن عمل اللجنة الدولية حول العالم. تتواجد اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن منذ عام 1962 وتعمل في مجالات الصحة والمياه والإسكان وتقديم المساعدات في حالات الطوارئ، كما يقوم موظفوها بزيارة أماكن الإحتجاز لمتابعة ظروف الإحتجاز والمعاملة التي يتلقاها المحتجزون، وكانت اللجنة الدولية قد أسست مكتباً لها في عدن في 1967 وظلت تعمل فيها حتى عام 1974، ولديها تواجد دائم في جنوب البلاد منذ عام 2010. وبالإضافة إلى دعم وحدة الجراحة في مستشفى الرازي، تقدم اللجنة الدولية مساعدات طبية شهرية مكونة من الأدوية والمعدات والمواد الطبية ل 12 منشآة صحية في مختلف أنحاء اليمن، ويقوم موظفو اللجنة الدولية بتدريس الإسعافات الأولية وتقديم التدريب العملي للطواقم الطبية بالتعاون مع وزارة الصحة العامة والسكان. بُني مستشفى الرازي في عام 1981 وبه 240 سرير ويغطي احتياجات أكثر من 250,000 نسمة. هذا وسيحضر هذه الندوة 39 موظفاً من المستشفى، أما باقي المشاركين فهم من مرافق طبية مختلفة من جميع أرجاء المحافظات الجنوبية، كما سيحضر الندوة جراحان عسكريان من محافظة تعز.