شهدت قناة «الجزيرة مباشر مصر» حالة من الارتباك في أعقاب ما اعتبره عاملون فيها تغطية إخبارية «مغرضة»، لخدمة مصالح فصيل سياسي واحد، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين التي تواجه غضبا شعبيا متزايدا في أعقاب عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي للجماعة.. بينما طرد صحافيون مصريون مدير مكتب قناة «الجزيرة» في القاهرة من مؤتمر صحافي مشترك للجيش والشرطة، احتجاجا على ما اعتبروه ترويج القناة ل«الفتنة» في البلاد. وأعلن عدد من العاملين بالقناة القطرية استقالاتهم أمس، فيما يدرس آخرون تقديم استقالاتهم بعد توجيه خطاب إلى مقر القناة في قطر؛ يتضمن مطلبا بالتراجع عن السياسة التحريرية المتحيزة لجماعة الإخوان المسلمين خلال الأيام الماضية. وألقت قوات الأمن في مصر القبض على 27 من العاملين بقناة «الجزيرة مباشر مصر» يوم الأربعاء الماضي بعد دقائق من إعلان الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي القائد العام للقوات المسلحة، تعطيل العمل بالدستور ونقل السلطة في البلاد إلى رئيس المحكمة الدستورية العليا، ثم أفرجت عنهم في اليوم التالي، فيما أطلق لاحقا سراح مدير «الجزيرة مباشر مصر»، أيمن جاب الله، قبل ثلاثة أيام بضمان مالي قدره 10 آلاف جنيه (نحو 1300 دولار). وقالت مصادر أمنية إن توقيفه يأتي على خلفية عدم حصول القناة على التصريح اللازم للعمل في البلاد. وبعد ساعات من إعلان حجاج سلامة ووسام فاضل المراسلين بالقناة استقالتيهما، انضمت المذيعة ضحى الزهيري إلى قائمة المستقيلين. وقالت الزهيري ل«الشرق الأوسط» أمس إنها «تفكر في قرار الاستقالة منذ نحو أسبوع بعد استبعادها عمدا عن تغطية أحداث 30 يونيو (في إشارة إلى المظاهرات العارمة التي شهدتها ميادين البلاد، وقدرت بعض وسائل الإعلام المشاركين فيها بما يزيد على 25 مليون شخص)». وانضم حسام شلش، وهو مدير إضاءة، إلى قائمة المستقيلين من القناة التي تتهمها قوى ثورية بالانحياز الكامل لجماعة الإخوان المسلمين. ومنذ نهاية الشهر الماضي تنقل قناة «الجزيرة مباشر مصر» كلمات المتحدثين على منصة اعتصام مؤيدي الرئيس المعزول في ميدان رابعة العدوية (شرق القاهرة)، ويتحرك مراسلوها بحرية في الاعتصام. في المقابل، اعتذرت القناة عن عدم تمكنها من تغطية أحداث ميدان التحرير لرفض المتظاهرين المعارضين للرئيس المعزول وجود القناة التي يتهمونها بالمولاة لجماعة «الإخوان». وقال أحد العاملين بالقناة ل«الشرق الأوسط» أمس: «ربما لا توجد توجيهات معينة، لكن انتماء معظم العاملين في القناة لجماعة الإخوان ربما يضفي هذه الصبغة المتحيزة على تغطيتها الإخبارية». وأكدت مصادر بالقناة أن كلا من علاء العيوطي (معد برامج)، ودينا موسى (مذيعة)، ومنال محمود (رئيسة تحرير بالقناة)، وكارم محمود (مذيع)، وحسن عبد الغفار (مراسل)، يعتزمون أيضا تقديم استقالاتهم احتجاجا على سياسات القناة، إذا لم تستجب إدارة القناة لمطالبهم بتغيير السياسة الإخبارية المتحيزة. وأحرق متظاهرون غاضبون في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي مقر «الجزيرة مباشر مصر» المطل على ميدان التحرير، عقب إصدار الرئيس المعزول محمد مرسي إعلانا دستوريا اعتبره معارضوه ديكتاتوريا. وخلال مؤتمر صحافي مشترك عقده المتحدثان الرسميان باسم الجيش والشرطة أمس، رفض عدد من الصحافيين المصريين حضور مدير مكتب قناة «الجزيرة»، عبد الفتاح فايد، وقائع المؤتمر، وهتف صحافيون قائلين: «الجزيرة تطلع بره»، وهو ما اضطر فايد لمغادرة قاعة المؤتمر.
