تشهد العاصمة اليمنيةصنعاء والعديد من المدن الرئيسية انفلاتاً أمنياً ملحوظاً في أعقاب إعلان ما يسمى “تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب” رسمياً عن مقتل نائب قائد التنظيم السعودي سعيد الشهري، ما يثير الكثير من علامات الاستفهام حول ماهية القوى التي تسعى إلى إرباك العملية السياسية والمرحلة الانتقالية وتعطيل مؤتمر الحوار الوطني الشامل المنعقد بصنعاء منذ ال 18 من مارس الماضي. ففي محافظة البيضاء“جنوب شرق صنعاء” قتل ظهر أمس الأول مدير عام مديرية ولد ربيع علي محمد الماعطي برصاص مسلّحين مجهولين. وأوضح مصدر أمني ل $ أن عناصر إجرامية مسلّحة كانت على متن درّاجة نارية أطلقوا الرصاص على الماعطي أثناء خروجه من منزله الساعة الواحدة ظهراً فأصابوه بطلقتين في الرأس وطلقة في اليد، إلى جانب إصابة إبنه بجروح ثم لاذوا بالفرار. ولفت المصدر إلى أن “أجهزة الأمن باشرت بجمع الاستدلالات في هذه الجريمة النكراء بغية كشف هوية الجناة تمهيداً لتعقّبهم والقبض عليهم وتقديمهم للقضاء”. وشهدت مديرية ولد ربيع والعديد من مناطق البيضاء اشتباكات مسلّحة عنيفة بين الجيش والأمن ومسلّحي جماعة “أنصار الشريعة الإسلامية” المرتبطة بتنظيم القاعدة سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى من الطرفين. وفي العاصمة صنعاء اختطف مسلّحون مجهولون موظّفاً يعمل في السفارة الإيرانية بصنعاء في شارع حدة. وقال مصدر أمني, إن الدبلوماسي الإيراني ويدعى “نور أحمد نكبخت” اختطف أثناء خروجه من منزله الكائن بشارع صفر بينما كان في طريقه إلى مقر عمله في السفارة الإيرانية في الحي الدبلوماسي جنوبصنعاء. وأشار المصدر إلى أن المسلّحين أغلقوا الطريق وأجبروا الدبلوماسي الإيراني على الخروج من سيارته واصطحبوه إلى مكان غير معلوم. ولم تعرف بعد الجهة التي تقف وراء عملية الاختطاف. وكانت صنعاء شهدت مطلع هذا الشهر اختطاف مسلّحين مجهولين للصحفية الهولندية جوديث شبيغل وزوجها بودواين بريندسن. وفي صنعاء أيضاً نجا العميد عبد الله حسين المحضار أحد كوادر الأكاديمية العسكرية العليا بعبوة ناسفة زرعت أسفل سيارته أمام منزله الكائن في حي القادسية إلا أنه أصيب بجروح خطيرة. وأوضح مصدر أمني ل “عمان” أن العبوة انفجرت عندما قام العميد المحضار بتشغيل السيارة للذهاب إلى مقر عمله صباح أمس الأول. مشيراً إلى أن المحضار نقل إلى المستشفى وهو في حالة صحية خطيرة. وتأتي محاولة اغتيال المحضار في إطار مسلسل الاغتيالات التي طالت خلال الفترة الماضية حوالي 90 من ضباط الأمن والجيش. وفي مدينة تعز“جنوبصنعاء” أطلق مسلّحون يستقلون باص النار على رجل الأعمال “عبده محمد الزريقي” صباح السبت ما أدّى إلى مقتله. وقال مصدر أمني إن المسلّحين اغتالوا رجل الأعمال الزريقي بعد خروجه من محله التجاري الواقع إلى جوار جامع “القرشي” وسط مدينة تعز وقاموا بنهب 10 ملايين ريال يمني كانت بحوزته. وأكّد المصدر أن “الأجهزة الأمنية تتعقّب الجناة للقبض عليهم وتقديمهم للعدالة لينالوا جزائهم الرادع”. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية دعت رعاياها في اليمن إلى سرعة المغادرة بسبب تردّي الوضع الأمني، ووجّهت سفارتها بصنعاء بإعلان حالة الطوارئ. كما دعت في تحذيرها إلى عدم السفر إلى اليمن وطلبت من الموجودين منهم في اليمن سرعة المغادرة. وأرجعت أسباب إطلاق هذا التحذير إلى ارتفاع مستوى الخطر وتدهور الوضع الأمني. وبالتزامن مع تحذير الخارجية الأمريكية أصدرت منظّمة الأممالمتحدة تحذيراً لجميع موظّفيها في اليمن من التنقّل في العاصمة صنعاء ومدن يمنية أخرى خوفاً من تعرّضهم للاختطاف على أيدي مسلّحين. وقال مصدر مسؤول في مكتب الأمن الخاص التابع للأمم المتحدة في اليمن، إنه تم التعميم على جميع الموظّفين الأجانب العاملين في المنظّمات الدولية التابعة للأمم المتحدة في اليمن بعدم التنقّل في العاصمة صنعاء والمدن اليمنية الأخرى دون حراسة. وتأتي هذه الإجراءات الاحترازية مع استمرار أعمال الاختطاف التي يتعرّض لها الرعايا الأجانب في اليمن على أيدى مسلّحين قبليين وآخرين من تنظيم القاعدة، بهدف الضغط على السلطات لتحقيق مكاسب بينها الإفراج عن سجناء أو طلب فدية مالية أو مطالب أخرى. وأوضح المصدر أن التعميم طالب الموظّفين بالإبلاغ عن تحرّكاتهم ووجهتهم بشكل دائم وحمل أجهزتهم النقّالة للبقاء على تواصل دائم مع الجهات التي يعملون لديها وكذلك الإبلاغ عن أي تحرّكات مشبوهة تحدث بالقرب منهم.