شارك الدكتور عادل عبد القوي الشرعبي أستاذ العلوم السياسية المساعد بالمعهد الدبلوماسي اليمني ، في المؤتمر السنوي الثالث لمعهد البحوث والدراسات العربية ، والذي عقد في العاصمة المصرية القاهرة خلال الفترة 17- 18 نوفمبر 2013 ، تحت عنوان " الوطن العربي في عالم متغير "، وذلك بورقة عمل حول " دور القوى الخارجية في إدارة الصراع السياسي في اليمن خلال الفترة 2011-2013 ، تناولت تحليلاً للدور الخارجي في إدارة الصراع السياسي في اليمن ، وذلك من خلال أربعة محاور، تناول الأول محددات الدور الخارجي في اليمن ، فيما تناول الثاني طبيعة الدور الخارجي في إدارة الصراع ، وتناول الثالث مضامين الدور الخارجي في إدارة الصراع وأطرافه ، وتكفل الرابع بتحليل نتائج الدور الخارجي في إدارة الصراع في اليمن. وقد أكدت الدراسة على أن القوى الخارجية كان لها الدور الأساسي في إحداث ذلك التحول في مسار التغيير، وذلك من خلال المبادرة الخليجية التي مثلت المرجعية الأساسية لعملية التسوية السياسية الراهنة . كما توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج ، هي : 1- أن الدور الخارجي ، المتمثل في دور كل من مجلس التعاون الخليجي ودور الأممالمتحدة ، كان فاعلاً أساسياً في إدارة الصراع السياسي في اليمن خلال الفترة 2011-2013 ، وذلك في ظل حالة الانقسام الداخلي وعجز الأطراف السياسية اليمنية عن تسوية خلافاتها . 2- أن القوى الخارجية اتبعت منهجية " إدارة الصراع " ، كمنهجية رئيسية ، في التعامل مع الصراع السياسي في اليمن ، بالإضافة إلى منهجيتي " حل الصراع" و" تحويل الصراع" كمنهجيات مساعدة ، وذلك من خلال سعيها لاحتواء المظاهر العنيفة للصراع كهدف رئيسي، وإيجاد تسويات وحلول توفيقية ، وكذلك التركيز على المصادر الاجتماعية والسياسية للصراع من خلال مؤتمر الحوار الوطني. وتمثل هذه النتيجة مؤشراً هاماً على أن هذه القوى تسعى إلى ضمان نوع من الاستقرار الدائم في اليمن ، وذلك بالنظر إلى ديمومة مصالحها في هذه المنطقة الإستراتيجية الهامة . 3- يأتي دور النظام الدولي ممثلاً في الأممالمتحدة في إدارة الصراع في اليمن ضمن إطار الحفاظ على مصالح القوى الدولية الفاعلة في النظام الدولي . 4- أنن الدور الخارجي في اليمن ، وإن كانت تحركه مصالح القوى القائمة بالدور ، فإنه جاء لصالح الحفاظ على الدولة اليمنية والحيلولة دون انهيارها . 5-وجود نوع من التكامل في أدوار الفاعلين الإقليميين والدوليين ، بسبب وحدة الهدف المشترك المتمثل في تحقيق نوع من الاستقرار الذي يضمن المصالح الإقليمية والدولية في المنطقة، أسهم ، إلى حد كبير، في فاعلية الدور الخارجي في إدارة الصراع السياسي في اليمن . وقد أوصت الدراسة الحكومة اليمنية وكذلك الدول الراعية لعملية التسوية السياسية في اليمن ، بضرورة التركيز ، وبشكل أكبر ، خلال المرحلة القادمة ، على منهجية " تحويل الصراع" ، وذلك لمعالجة الأسباب الحقيقية للصراع ، والتي تكمن أساساً في معطيات بيئية اجتماعية واقتصادية وثقافية . فالفقر والفساد ، على سبيل المثال ، يشكلان بيئة خصبة للتوترات الاجتماعية والسياسية وما تفضي إليه من صراعات.