أصيب، امس الإثنين، شخصان في غارة جوية بطائرة دون طيار يعتقد أنها أمريكية، في محافظة البيضاء وسط اليمن، حسبما أفادت مصادر قبلية. وقالت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن اسمها، أن ‘طائرة دون طيار، يعتقد أنها أمريكية، أطلقت، ظهر (أمس)، صاروخاً على سيارة يشتبه أنها تابعة لعناصر تنظيم ‘القاعدة'، في منطقة ‘قيفة' بمدينة ‘رداع′ في محافظة البيضاء، غير أنه سقط بجوارها، ولم يصبها، وأصاب شخصين آخرين تصادف وجودهما في المكان، وليس لهما صلة بالقاعدة'. وتعد هذه ثاني ضربة جوية لطائرات يعتقد أنها أمريكية، منذ بدء العام الجاري، بعد ضربة مماثلة استهدفت الأربعاء الماضي عناصر ‘القاعدة' في محافظة أبين جنوبي اليمن، وأسفرت عنها مقتل شخصين وإصابة ثلاثة آخرين، وفقاً لما ذكرت مصادر أمنية حينها. ولم يتسن الحصول على تعقيب من مصدر رسمي حول تصريحات المصادر القبلية، وملابسات الحادث. ولا تزال عناصر من ‘القاعدة' تنشط في عدد من المناطق اليمنية خاصة في المحافظات الجنوبية بعد أن شهدت محافظة أبين، جنوبي اليمن، العام الماضي مواجهات مسلحة عنيفة بين الجيش اليمني و'القاعدة' انتهت بطرد ‘القاعدة' من المحافظة. وتواصل عناصر تابعة للقاعدة هجماتها المتكررة على رجال الأمن، وعناصر تابعة للجان الشعبية التي ساندت الجيش في القتال ضد القاعدة ما أدى إلى مقتل العديد من رجال الأمن ورجال القبائل. إلى ذلك قال مسؤول يمني امس الإثنين إن مسلحين قبليين فجروا أكبر خط أنابيب في البلاد الليلة قبل الماضية في ثاني عملية من نوعها تستهدف نفس الخط خلال أيام. وذكر المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه أن خط الأنابيب الواقع في محافظة حضرموت بجنوب شرق البلاد تعرض للتفجير مساء الأحد باستخدام قذيفة آر.بي.جي مما تسبب في اندلاع النيران وتصاعد ألسنة اللهب التي كانت مرئية على مسافة عدة كيلومترات وأوقف عملية الضخ من الأنبوب. ويربط خط الأنابيب حقل قطاع المسيلة أكبر حقول الإنتاج النفطية في اليمن والقطاعات الأخرى عبر ميناء الضبة المخصص للتصدير على بحر العرب. وكان مسلحون من رجال القبائل المناهضين للسلطات فجروا الأنبوب للمرة الأولى يوم 28 كانون الأول/ ديسمبر مما أدى إلى توقف عمليات ضخ النفط التي يقدر حجمها بنحو 120 ألف برميل يوميا تضخها مناطق إنتاج تعمل فيها خمس شركات نفطية أجنبية. وجاء التفجير الجديد بعد ساعات من إصلاح خط أنابيب آخر في منطقة وادي عبيدة بمحافظة مأرب في شمال شرق اليمن بعد تفجيره على يد مسلحين قبليين ووقوع اشتباكات مسلحة مع الجيش يوم الجمعة مما أدى إلى توقف ضخ الخام إلى مرفأ رأس عيسى النفطي على البحر الأحمر. وأشارت مصادر محلية إلى أن التفجير جاء بسبب التوتر بين قبائل حضرموت والسلطات اثر مقتل شاب برصاص قوات الجيش السبت الماضي. وأمهلت قبيلة آل اليماني التي ينتمي إليها القتيل السلطات 48 ساعة لتسليم الجناة وحذرت من أنها غير مسؤولة إذا خرجت الأمور عن سيطرتها بسبب عدم تنفيذ مطلبها. وكثيرا ما يشن رجال قبائل مثل هذه الهجمات على أنابيب النفط وخطوط الكهرباء للضغط على الحكومة للاستجابة لمطالب من بينها توفير وظائف أو تسوية نزاعات على أراض أو الإفراج عن أقارب سجناء. وتراجع إنتاج النفط بشكل كبير في اليمن بسبب الوضع الأمني وسوء صيانة البني التحتية وتراجع الاستثمارات في التنقيب. ويعتمد اليمن على صادرات النفط الخام في تمويل 70 بالمئة من الإنفاق في الميزانية. وفي سياق مشابه، تمكّن الفريق الدولي للصليب الأحمر، الإثنين، من إجلاء 35 جريحًا أصيبوا خلال القتال الدائر بين جماعة الحوثيين الشيعة والسلفيين بمنطقة ‘دماج'، بمحافظة صعدة، شمالي اليمن، ونقلهم على متن طائرة خاصة إلى مستشفيات العاصمة صنعاء، بحسب القيادي السلفي سرور الوادعي. وأضاف الوادعي، إن ‘الفريق الدولي تمكّن (أمس) من دخول دماج وقام بإجلاء 35 جريحًا من السلفيين'، مشيرًا إلى أن ‘الحوثيين اشترطوا تسليم جثتين لاثنين من مقاتليهم لدى السلفيين مقابل إخراج الجرحى من المنطقة وهو ما تم بالفعل وسمحوا لفريق الصليب الأحمر بالدخول ونقلهم إلا أن الحوثيين رفضوا تسليم جثث (لم يحدد عددها) لسلفيين محتجزة لديهم'. وأشار القيادي السلفي إلى أن المنطقة تشهد شبه توقّف لإطلاق النار من قبل الحوثيين، حيث توقّف الضرب بالأسلحة الثقيلة واستمرار الضرب بشكل متقطع ببعض القناصات. وقبل يومين تم إجلاء 17جريحًا حوثيًا بطائرة خاصة من قبل وزارة الدفاع، بحسب الوادعي. وتدور مواجهات مسلحة بين الحوثيين والسلفيين في دماج، منذ ما يزيد على ثلاثة أشهر، أسفرت عن مقتل أكثر من 200 وجرح نحو 600 في صفوف السلفيين، بحسب مصادر سلفية، في حين يتكتم الحوثيون عن ذكر عدد القتلى في صفوفهم. ولم تفلح الجهود الشعبية والرسمية في وقف إطلاق النار بين السلفيين والحوثيين في دماج، حتى الآن. ويتهم السلفيون، الحوثيين منذ سيطرتهم على ‘دماج' بحصار المنطقة، وقتل أبنائها نظرًا لعدم قبولهم الاحتكام إلى سلطات الحوثي في المحافظة، حيث يسيطر الحوثيون على جميع مناطقها باستثناء منطقة دماج ذات الغالبية السلفية. في المقابل، تقول جماعة الحوثي إنها تقاتل لإخراج مقاتلين أجانب مسلحين وجماعات ‘تكفيرية' من المنطقة. (الأناضول)