كشف خبير عسكري أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي رضخ لضغوط سعودية كبيرة أسفرت عن خطوة أولى في اتجاه إعادة صناعة النظام القديم، عبر تغيير مفاجئ ل20 قائدا عسكريا أغلبهم من النظام القديم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح. وقال ل'القدس العربي' ان التغيير العسكري الكبير الذي أعلنه الرئيس هادي بشكل مفاجئ مساء أمس الأول وشمل عشرين قائدا عسكريا معظمهم من النظام القديم يكشف أن وراء هذا القرار الرئاسي ضغوطا سعودية كبيرة، وضغوطا أخرى محلية تصب في مجرى الرغبات السعودية'. واوضح أن ‘هذه الضغوط يبدو أنها كانت كبيرة، حيث تم الربط فيها بين دعم بقائه في السلطة وبين قيامه بهذه التغييرات العسكرية، مقابل الاستمرار في دعم نظامه الجديد وبالتالي اضطر الى التضحية بالجيش مقابل العيش' على حد تعبيره. وكان هادي اصدر قرارا جمهوريا مساء أمس الأول قضى بتغيير عشرين قائدا عسكريا من اهم المواقع القيادية في الجيش اليمني واستبدالهم بقيادات جديدة اغلبهم من المحسوبين على النظام القديم والبعض الآخر من عديمي الخبرة العسكرية أو المؤهلات القيادية. وجاء إعلان هذا القرار الرئاسي المفاجئ عشية الذكرى الثالثة لمجزرة جمعة الكرامة التي قُتل فيها اكثر من 50 ثائرا، ليصدم مشاعر الثوار الذين كانوا يتهيؤون لاحياء ذكرى جمعة الكرامة بأكبر مسيرة في العاصمة صنعاء امس، احياء لذكرى ضحايا هذه المجزرة التي ارتكبت في 18 أذار /مارس 2011 والتي كانت نقطة التحول في الثورة الشعبية اليمنية حينذاك، حيث اعقبها بعد ثلاثة أيام الانشقاق الكبير للجيش اليمني والذي انضم نحو نصف الجيش لمناصرة الثورة الشعبية بقيادة اللواء علي محسن الأحمر. وأعرب بعض شباب الثورة ل'القدس العربي' أمس عن استياءهم الشديد لصدور هذا القرار الرئاسي المفاجئ وغير المتوقع وشعروا أنه كان (طعنة في خاصرة الثورة)، وشعروا بجدية المؤامرة المحلية والخارجية على الثورة اليمنية. ونظم مجلس شباب الثورة صباح امس مسيرة حاشدة اطلق عليها (مسيرة النعوش) احياء للذكرى الثالثة لجمعة الكرامة، انطلقت من نفس المكان الذي سقط فيه ضحايا جمعة الكرامة في ساحة التغيير بصنعاء وتحركت الى امام منزل الرئيس هادي بشارع الستين، حاملين عشرات النعوش الرمزية تجسيداً لعدد الضحايا الذين سقطوا في تلك الجمعة الدامية.