حذرت الأوساط الطبية التشيكية من تضاعف عدد المصابين بمرض الإيدز في البلاد, بعد اكتشاف 128 إصابة جديدة في عدة أشهر بينما لم يسجل طوال العام الماضي سوى 122 حالة، والعام الذي قبله 93 ليصبح العدد الإجمالي 1165 إصابة منذ عام 1983. وطبقا لتقرير المختبر الوطني التشيكي للإيدز فإن أغلب المصابين هم من التشيك سكان العاصمة براغ وبعض الأجانب الذين لديهم إقامات دائمة, حيث أصيب أغلبهم نتيجة ممارستهم الجنس خارج إطار الحياة الزوجية فضلا عن الشذوذ الجنسي. كما أشار التقرير إلى أن 5% أصيبوا نتيجة تعاطيهم المخدرات بطريقة حقن الإبر، في حين لم تسجل أي إصابات أًخرى تشير إلى أن طريقة نقل الدم أو نقل أعضاء بشرية كانت وراء الإصابة بهذا المرض. استهتار ... وترجع الطبيبة التشيكية إيفانا مارتينكوفا من العيادة الداخلية للأمراض السارية في العاصمة براغ السبب إلى ما تسميه الاستهتار وعدم التعاطي بحذر مع هذا المرض, وتشير إلى أن الإنسان قد يتأقلم مع المرض لفترة يصبح فيها غير ظاهر. وتضيف مارتينكوفا في حديث للجزيرة نت أنه لا يمكن اعتبار زيادة أنواع الأدوية والاكتشافات المتطورة للأدوية المعالجة للإيدز سببا في تراجع الخوف عند الشباب من المرض. كما تقول إنه ليس بالضرورة أن يموت الإنسان بسبب الإيدز, مشيرة إلى أنه "منذ الثمانينات يوجد بعض مرضى الإيدز الذين أصيبوا في تلك الفترة ويعالجون من المرض حتى يومنا هذا". وفي هذا الصدد تشير إلى أن الأمر يتوقف على نوعية ومقدار التزام المريض ببرنامج العلاج المتبع, حيث يوجد اليوم دواء فعال اسمه "تروفادا" ساهم في اكتشافه العالم التشيكي المشهور أنتونيين هولي وأثبت أن 65% ممن ناسبهم الدواء قد لاحظوا بعد خمسة أعوام أنهم تحسنوا بشكل كبير, لكن الفيروس لم يختف تماما من أجسامهم. وتلفت مارتينكوفا النظر إلى أن مرضى الإيدز رغم وجود بعض الأمل في شفائهم إلا أنهم يتمنون الموت كل يوم, حيث سجلت العديد من حالات الانتحار نتيجة الاكتئاب ونفور المجتمع من المرضى. يذكر أن نفقات علاج الإيدز مرتفعة في البلاد وتقدر بنحو مليون كورون تشيكي سنويا لكل مريض أي ما يعادل نحو أربعين ألف يورو.