الختان .. ظاهرة في اليمن تثير قلق منظمات حقوقية محلية ودولية .. الحلاقون الاكثر ممارسة لمهنة الختانة بمضاعفات صحية خطيرة " التغيير" خاص: ناشدت مجموعات محلية وخارجية تعنى بحقوق النساء الحكومة اليمنية بتفعيل قرارها الصادر قبل عدة سنوات والمتضمن مكافحة ظاهرة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث أي ختان إناث والمعروف ب " الخفاض " وعدم جواز ممارسة هذا التشويه المتعمد من قبل العاملين في الخدمات الصحية العامة والخاصة . فما حجم هذه الظاهرة وما مدى الكلفة الاجتماعية لختان الإناث في اليمن ؟ ان ختان الإناث في اليمن أكثر انتشارا في المحافظات الشرقية والساحلية وتحديدا في المهرة وحضرموت وأظهرت دراسة حديثة ان 69 % للنساء اللواتي يعشن في الأقاليم الساحلية في اليمن تعرضن لتشويه الأعضاء التناسلية مقارنة ب 15 % في المناطق الجبلية والنسبة المتبقية 5 % في أقاليم السهول والصحراء . وطبقا للمسح الديمقراطي أواخر العقد الماضي فان 23 % من النساء المتزوجات في اليمن تعرضن إلى تشويه الأعضاء التناسلية . وتفيد المعلومات أن 97 % تقريبا من عمليات ختان الإناث تجرى في منزل الفتاة وتقوم بها قابلات تقليديات بينما تتم بقية ال 3% من عمليات الختان في منشئات الرعاية الصحية . وتضيف المعلومات ان النساء اللواتي تتراوح أعمارهم بين 20 24 عاما اقل احتمالا بصورة ضئيلة لتعرضهن للختان من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 45 49 عاما. وطبقا لقرار مجلس الوزراء الصادر في يناير 2001 م والذي يعتبر ممارسة ختان الإناث غير شرعي مع الأخذ بعين الاعتبار ان 3 % فقط من عمليات إجراء الختان تتم من قبل منشئات الخدمات الصحية . وأشارت مجموعة حقوق الإنسان إلى عدم قيام الحكومة بأي إجراءات سياسية شاملة لمنع والقضاء على هذه الظاهرة . وتبين نتائج مسح صحة الأسرة لعام 2003 م ان نحو 22 % من النساء اليمنيات أفدن بانه قد تم إجراء عمليات ختان لأخر طفلة من بناتهن وان حوالي 94 % من عمليات الختان تتم في المنازل . وأضافت النتائج أن 3 من كل 4 بنات تم ختانهن باستخدام موس الحلاقة وحوالي 18 % باستخدام المقص ٍوان 7,7 % فقط من عمليات الختان قام بها طبيب في حين أن نحو 32 % قامت بها حاشفة الأذن وحوالي 27 % بواسطة الداية أو المولدة التقليدية , وان المزين أي الحلاق ينفذ حوالي 10 % . وأشارت 88 % من أمهات الفتيات اللواتي تم ختانهن إلى أن بناتهن لن يعانين من أي مضايقات بعد عمليات الختان , أما النسبة الباقية من الأمهات والتي تبلغ حوالي 12 % فقد أشارت حوالي 77 % منهن ان بناتهن عانين من نزيق دموي . ونقل ملتقى المرأة للدراسات والتدريب في دراسة حديثة له عن بحث سابق نفذته وزارة الصحة العامة والسكان ان 38 % من الأشخاص الذين يقومون بإجراء عمليات الختان للإناث سبق وان استدعوا لمعالجة مضاعفات صحية أصابت فتيات اثر ختانهن من قبل أشخاص آخرين . وطبقا للدراسة فان الإسقاطات السكانية المحدثة قدرت عدد الإناث اللواتي تقل أعمارهن عن سنة 2003 م بنحو 416000 ألف طفلة , وبإسقاط نتائج مسح صحة الأسرة على هذه التقديرات , فان ذلك يعني ان حوالي 91520 طفلة قد تم ختانهن عام 2003 م , وان حوالي 10982 قد عانين من مضاعفات صحية بعد عمليات الختان , حيث عانت حوالي 8456 منهن من نزيف دموي بعد الختان , والباقيات ( 2526 ) عانين من تلوث الجروح الناجمة عن عمليات الختان والالتهابات والحمى . وفي ضوء المناقشات التي أجراها الدكتور عادل مجاهد الشرجي أستاذ علم الاجتماع المشارك في جامعة صنعاء معد الدراسة , مع عدد من العاملين في قطاع الصحة , فان حوالي 64 % من الأطفال الإناث اللواتي يعانين من نزيف دموي بعد عمليات الختان ( حوالي 1617 طفلة وفقا لتقديراتنا السابقة ) , الأمر الذي يستدعي إجراء عمليات تصحيح جراحي لهن أو عمليات خياط لجروحهن في المستشفيات , وان كل عملية خياط او تصحيح جراحي تكلف في المتوسط حوالي 2500 ريال , وذلك يعني أن هذه العمليات تكلف في المتوسط حوالي 4042500 ريال سنويا , أما اللواتي لا يتم إجراء عمليات خياط لهن , واللواتي يقدر عددهن بنحو 909 فتيات , فان كلفة معاينة كل واحدة منهن وثمن علاجها بالمسكنات والمضادات الحيوية تتكلف حوالي 700 ريال في المتوسط , أي ان متوسط ما ينفق على علاجهن جميعا يبلغ حوالي 636300 ريال سنويا , وبالتالي فان مجموع ما ينفق على علاج الفتيات اللواتي يعانين من مضاعفات صحية بعد عمليات الختان يقدر بحوالى 4678800 ريال سنويا . أما عملية الختان نفسها فتكلف في المتوسط حوالي 1000 ريال لكل عملية ختان ( تم وضع متوسط كلفة عملية الختان كمتوسط عام بغض النظر عن المكان الذي تتم فيه عملية الختان والشخص الذي ينفذها ) , أي أن عمليات الختان سنويا تكلف 91520000 ريال سنويا , ومن ثم فان متوسط ما ينفق على عمليات ختان الإناث وعلاج مضاعفاتها الصحية يقدر بنحو96835100 ريال في العام .