يواصل ثلاثي تنظيم القاعدة والبعوض والرعب أحكام قبضته الشديدة على المكلا عاصمة حضرموت بجنوب شرق اليمن للشهر الثاني على التوالي وسط استفحال أزمة غياب المشتقات النفطية وانعدام المواد الغذائية وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة وبصورة لم تألفها المدينة الساحلية الحارة من قبل. وقالت مصادر محلية مطلعة لشبكة مراقبون الإخبارية المستقلة أن المجلس الأهلي الحضرمي برئاسة المقدم عمر بن الشكل تراجع مؤخرا عن تسلم مؤسسات الدولة من المسلحين المفترضين من تنظيم القاعدة بعد تراجع المحافظ عادل باحميد عن تأييد ودعم المجلس لتحمل مسؤولية إدارة المكلا في ظل الغياب التام للسلطات المحلية والأمنية للشهر الثاني ومنذ مغادرته المفاجئة للمدينة عشية إعلان مسلحون مفترضون من القاعدة سيطرتهم على المكلا وغالبية مؤسساتها السيادية والعسكرية. واكدت المصادر ذاتها أن باحميد رفض تحديد موقفه الداعم للمجلس وأهدافه الساعية إلى حفظ أمن واستقرار حضرموت وإعادة الخدمات الحكومية ومصالح الناس وحقوقهم ومرتباتهم المفقودة بعد نهب البنك المركزي مشيرة الى ان المحافظ المقيم بالسعودية لم يبدي أي استعداد أو تجاوب مع المجلس الأهلي الذي سبق وأن رحب بفكرة إنشائه لتعويض الغياب الحكومي والأمني بالمكلا وعاد للتنكر والتذرع بوجود سلطة محلية تتحمل مسؤولية إدارة حضرموت الأمر الذي دفع بالمجلس إلى الاعتذار للقاعدة عن تسلم المؤسسات والمعسكرات كماسبق وان اتفق على ذلك مع القيادي البارز بالتنظيم خالد باطرفي الخارج من السجن المركزي بالمكلا الى القصر الرئاسي هناك وبحجة انشغال القاعدة بجبهات عدة أهمها بأحور وعتق ورغبتهم بتسليم المكلا للقبائل لحمايتها من أي مغامرة للحوثيين والقوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وخاصة مع استمرار تفاقم الأزمات المختلفة بالمدينة وعجز الدولة عن دفع مرتبات الموظفين وتذرع تنظيم القاعدة باتلاف غارة لطائرة دون طيار لمبلغ تسعة مليار ريال من ضمن ال17 مليار المنهوبة من البنك المركزي بالمكلا الشهر الماضي ووفقا لتأكيد المجلس الأهلي الحضرمي في بيان اعتذاره عن تولي مهام إدارة مؤسسات الدولة بالمكلا من القاعدة في ظل عدم مقدرته على دفع مرتبات الموظفين أو توفير أي خدمات للمواطنيين. وإلى ذلك كشفت مصادر بيئية بحضرموت عن سبب الغزو والتواجد الكثيف والغير مسبوق للبعوض بالمكلا وقالت إن ذلك جاء بسبب غياب فرق الرش المتخصصة التي كانت تتولى القيام بعمليات رش ومكافحة البعوض وخاصة في مثل هذه الأيام بسبب أزمة المشتقات النفطية التي تستخدم في حملات الرش ومكافحة البعوض في الأماكن الجاذبة لها , وكذا انتشار المخلفات والنفايات في المدينة بسبب عدم قيام عمال النظافة بواجبهم , الأمر الذي فاقم من انتشارها الكثيف في المكلا. وتاتي هذه الأزمات المتزامنة في وقت تتزايد فيه المخاوف الأهلية من انفجار الوضع بحضرموت في حال أصر الحوثيون والقوات العسكرية اليمنية المتهمة بالولاء لصالح ونجله والقيادات العسكرية الموالية لهما على اقتحامها وفرض السيطرة العسكرية عليها كما يجري اليوم في المحافظات الجنوبية الأخرى . ومؤخرا أكدت مصادر بالمجلس الأهلي الحضرمي انه تراجع الاسبوع الماضي عن قرار رفضه تسلم إدارة المكلا وعاد بصورة مفاجئة إلى اللقاء بقيادات القاعدة بالمكلا والتفاهم معهم حول تسلم العديد من مهام السلطة المحلية الغائبة وشرع في التنسيق مع التنظيم لتوريد مرتبات العسكر وتوريدها عبر البريد وبعث برسالة مناشدة إلى الرياض ومحافظ حضرموت المقيم هناك لتوفير الدعم اللازم لتجاوز المشكلات والاحتياجات الأساسية الغائبة للشهر الثاني عن المكلا وعلى رأسها مرتبات القطاع الحكومي المدني وأزمة المشتقات النفطية المستفحلة وفي ظل انتشار "السوق السوداء" مهربين المشتقات النفطية من المهرة وعمان وبيع الدبة 20لتر ب18 الف ريال.واشارت ذات المصادر أن التسلم الصوري للمجلس الأهلي لإدارة المكلا يأتي في وقت ماتزال فيه والقاعدة تحكم قبضتها على معظم المؤسسات الحكومية بعاصمة حضرموت ودون معرفة الطريقة التي عاد المجلس للقبول بتولي إدارة المكلا بعد أن وجه بيان اعتذار إلى الجميع باسم رئاسته وقيادته الإدارية عن تولي المهمة في ظل غياب الدعم والتأييد الحكومي له من قبل المحافظ باحميد والقيادة اليمنيةبالرياض خشية تمكن القاعدة من احتواء المجلس كواجهة سياسية معترف بها رسميا.