أكد المتحدث باسم تحالف «عاصفة الحزم»، العميد ركن «أحمد عسيري»، أن الهدنة التي أعلنت عنها الأممالمتحدة في اليمن غير ملزمة لقوات التحالف لعدم وجود التزام من الجانب الحوثي، ولافتقارها لآلية تُعنى بتطبيقها. وفي تصريحات لصحيفة «الرياض» السعودية شبه الحكومية، نفى «عسيري»، وهو عسكري سعودي، صحة ما تم تداوله حول التزام جميع الأطراف بالهدنة المعلنة في اليمن، مشدداً على أن قوات التحالف «غير معنية بهدنة من طرف واحد؛ لأنها سوف تؤدي إلى نتائج عكسية، ولن تخدم المواطن اليمني». وقال إن الحد الأدنى لتطبيق الهدنة هو «وجود التزام واضح من قبل المتمردين الحوثيين، وأن يكون هناك آلية لتطبيق الهدنة بوجود مراقبين من الأممالمتحدة على الأرض لرصد التجاوزات، وتحميل المسؤولية لمن يرتكب انتهاكات كما حدث في الهدنة الماضية». وقالت فضائية «الجزيرة» أن قيادة التحالف أكدت أنها لم تتلق أي طلب رسمي من قيادة اليمن الشرعية بخصوص الهدنة. وفي الجانب الإنساني، أكد المتحدث باسم تحالف «عاصفة الحزم» أن المساعدات الإنسانية تصل إلى اليمن، لكن المشكلة تكمن في عملية توزيعها في الداخل، حيث إن المليشيات الحوثية تصادر المواد الإغاثية بمجرد وصولها، وتستخدمها في المجهود العسكري الذي تقوم به ضد المواطن اليمني. وأشار إلى أن قيادة التحالف أصدرت أكثر من 1215 تصريحاً حتى الآن لجميع الجهات التي ترغب في الوصول للموانئ أو المطارات، موضحاً أن ملف الإغاثة مسؤولية أولى للأمم المتحدة؛ ما يتطلب تواجدها على الأرض لتقوم بإدارة توزيع مثل هذه المساعدات. ووفق الأممالمتحدة، فإن 80% من السكان - أي 21 مليون شخص - يحتاجون للمساعدة أو الحماية، وأكثر من 10 ملايين شخص لا يجدون الطعام ومياه الشرب بسبب النزاع الذي أوقع أكثر من 3200 قتيل نصفهم من المدنيين منذ أواخر مارس/آذار الماضي. كانت الأممالمتحدة أعلنت، أمس الأول الخميس، عن «هدنة إنسانية غير مشروطة» في اليمن تبدأ من يوم الجمعة وتستمر حتى نهاية شهر رمضان (سيكون على الأرجح في 17 تموز/يوليو الجاري)، وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة «ستيفان دوغريك» إن الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي» «نقل موافقته على هذه الهدنة إلى قوات التحالف». لكن الأطراف على الأرض لم تلتزم بهذه الهدنة؛ حيث شهد اليمن، صباح اليوم السبت، معارك عنيفة وغارات جوية لتحالف «عاصفة الحزم»، على مواقع المتمردين الحوثيين، الذين قصفوا أحياء سكنية في تعز (وسط). وقبيل بدء سريان الهدنة المعلنة، شكك زعيم المتمردين في اليمن، «عبد الملك الحوثي»، في نجاحها. وقال في بيان بثته قناة «المسيرة» التابعة له: «بالنسبة للهدنة ليس لدينا أمل كبير بنجاحها». وانطلاقا من معقلهم في صعدة (شمال)، تمكن الحوثيون من السيطرة على العاصمة اليمنيةصنعاء في سبتمبر/ أيلول 2014، ثم نزلوا نحو الجنوب ما دفع الرئيس «هادي» إلى اللجوء للسعودية، التي بدأت بالتعاون مع دول عربية أخرى في 26 مارس/آذار غارات في اليمن لإعادة الشرعية إليها. وكانت الدول ال15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي دعت، أمس الجمعة، المتحاربين إلى «تعليق عملياتهم العسكرية خلال الهدنة» و«التحلي بضبط النفس في حال اخترقت الهدنة حوادث معزولة وتجنب أي تصعيد». كما ناشدتهم «تسهيل وصول مساعدة إنسانية عاجلة إلى كافة أرجاء اليمن». وكانت هدنة سابقة في منتصف مايو/أيار الماضي استمرت خمسة أيام، لكن المعارك ما لبثت أن استؤنفت بقوة بعد ذلك.
