رصدت مجموعة حقوقیة تنشط في إقلیم تهامة بغرب الیمن، أكثر من 282 انتهاك الماضي، نفذتها میلیشیات الحوثي وحلیفهم علي صالح ضد المواطنین، ومنها فرض الجبایة على سكان المدینة، وقتل وتشرید أكثر من 300 أسرة، إضافة إلى نشر نقاط التفتیش داخل الأحیاء السكنیة في محاولة لتقیید المواطنین وتضییق الخناق على المقاومة الشعبیة. وأوضحت مجموعة «رصد» في تقریر لها، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن انتهاكات المتمردین ضد حقوق الإنسان في الحدیدة شملت حالات قتل واختطاف واعتداء وتشرید بما فیها اعتداءات على الممتلكات. ًضا، أن میلیشیات الحوثي عمدت لتخزین المشتقات النفطیة في مستودعات تحت سیطرتها، وبیعها في السوق وأوضحت المجموعة الحقوقیة المستقلة أی السوداء بأسعار مرتفعة على عموم المواطنین الذین یعانون من انقطاع التیار الكهربائي بأسعار تصل إلى 600 في المائة. وأشار التقریر إلى أن المیلیشیات ا ضد سكان المدینة المعارضین لتوجهاتهم في السیطرة على المقرات الحكومیة والممتلكات الخاصة. ووضعت میلیشیات الحوثي بحسب التقریر، ثكناتها داخل الأحیاء السكنیة، للهروب من ضربات التحالف العربي الذي تقوده السعودیة، الذي یستهدف أبرز المواقع الرئیسیة، خصوصا أن میلیشیات الحوثیین وحلیفهم صالح تعتمد على المناطق الواقعة بین جنوب مدینة الحدیدة وشمالها في تزوید مقاتلیها بالسلاح. ومن تلك الانتهاكات ما قامت به مجامیع من میلیشیات الحوثي وصالح بقیادة «أبو العز» من اقتحام لمنزل القیادي في التجمع الیمني للإصلاح «الشیخ سالم المعمري» في مدیریة الجراحي بمحافظة الحدیدة، وأطلقت النار بشكل عشوائي على العمري أثناء عملیة الفرار من المنزل، وعندما لم تتمكن من إصابته شرعت في إرهاب أسرته بإطلاق الرصاص داخل المنزل، ونهبوا ما یمكن حمله من أموال وهواتف وجواهر، وهو ما اعتبره التجمع الیمني للإصلاح في ا للحریات، وحمّل میلیشیات الحوثي والمخلوع مسؤولیة ما یحدث من اختطافات واقتحامات لقیادات الإصلاح وناشطیه، وهي جرائم على حد وصفهم - لن تسقط بالتقادم، وإن میلیشیات القتل والإرهاب والخطف لن تفلت من العقاب على جرائمها وانتهاكاتها بحق أبناء تهامة. من جهة أخرى، یعاني أهالي الحدیدة من أوضاع مأساویة جراء انقطاع المیاه والكهرباء منذ أكثر من 40 یومً ا وانعدام المشتقات النفطیة والغاز المنزلي وتفشي الأوبئة والأمراض، بسبب تكدس القمامة في الشوارع وتفجیر میاه الصرف الصحي التي فاضت إلى شوارعها الرئیسیة وأحیائها الفرعیة، إلى جانب الملاحقات والاعتقالات من المیلیشیات للمواطنین بتهمة انتمائهم للمقاومة الشعبیة، وانتشار المیلیشیات في جمیع شوارع وأحیاء الحدیدة. وقال غالب القدیمي، المسؤول الإعلامي في تحالف رصد، ل«الشرق الأوسط» إنه «منذ أكثر من 40 یوما ومحافظة الحدیدة تعیش في ظلام دامس في ظل انقطاع التیار الكهربائي بالإضافة إلى كونها محافظة منكوبة بسبب انعدام المشتقات النفطیة والغاز المنزلي مما أدى إلى تكدس القائم في الشوارع تفجر میاه الصرف الصحي مما زاد في انتشار الأمراض والأوبئة، كما زادت معاناة المواطنین الذین هم بالأساس من أفقر سكان الیمن»، وأضاف أن «محافظة الحدیدة یفترش المئات من مرضى الفشل الكلوي الأرض ویلتحفون السماء أمام مركز الغسل الوحید في المحافظة والذي أضرب تعیش هذه الأیام على واقع مر، فمثلاً موظفوه بسبب عدم صرف مرتباتهم منذ خمسة أشهر فأصبح المئات من مرضى الفشل الكلوي مهددین بالموت». وتابع أن المیلیشیات الحوثیة سیطرت على المستشفیات الحكومیة واجتزأت أقسام فیها لمعالجة جرحاها الذین یصابون في معاركهم بینما بات المرضى الآخرون من المواطنین لا یجدون أسرة یرقدون علیها. في سیاق متصل، قصف طیران التحالف العربي الذي تقوده السعودیة، مواقع عسكریة في مدینة المخا تراجعت على أثرها میلیشیات الحوثیین إلى قرى مجاورة، فیما نجحت المقاومة الشعبیة في الحدیدة من استهداف مركبات تقل مجامیع حوثیة بقنبلة یدویة في شارع الخمسین جوار جولة الصدفة، كما تمكنت المقاومة في حجة من استهداف نقطة للمیلیشیات الحوثیة في «بكیل المیر» فجر أمس الأربعاء، بأسلحة آلیة وقنابل الیدویة ووقوع قتلى وجرحى بین عناصر المیلیشیات لم یتسن للمقاومة تحدید أعدادهم. وقام عدد من المقاومة الشعبیة في الزیدیة بالحدیدة، بمهاجمة نقطة تابعة لمیلیشیات الحوثي وصالح، في دیر «القریطي» بمدیریة الزیدیة شمال مدینة الحدیدة، من خلال دراجات ناریة علیها مقاومون عمدوا إلى إطلاق الرصاص من أسلحة الكلاشنیكوف، وأسفر الهجوم عن إصابة وقتل أعداد كبیرة من میلیشیات الحوثي. ویرى مراقبون أن الحوثیین بدأوا یفقدون قدرتهم في السیطرة على المدینة، مع تكثیف عملیات طیران التحالف العربي الذي تقوده السعودیة، وهو شبیه بسیناریو مدینة «عدن»، عندما أدركت المیلیشیات أن قوات التحالف على وشك تحریر المدینة من قبضتها، فمارست كل الأعمال العدوانیة ضد المواطنین، وهي الحالة ذاتها التي تمارس في تعز من عملیات تعذیب واختطاف وقتل من قبل الحوثیین. وقالت مصادر یمینیة ل«الشرق الأوسط» إن المیلیشیات بدأت بوقف ضخ المیاه للمنازل في كثیر من أحیاء ومدیریات مدینة الحدیدة، ویعد ذلك مؤشًرا ا خلال الأیام المقبلة، مما ینذر بمضاعفة معاناة المواطنین الذین یعانون في شهرهم الثاني من انقطاع التیار الكهربائي وتدهور للوصول إلى توقف الضخ نهائیً الخدمات الأساسیة. وجاء إعلان مؤسسة المیاه عدم توافر مادة الدیزل لتشغیل المضخات وعجزها عن شرائه من السوق السوداء لارتفاع سعر التكلفة بالمخیب لسكان المدینة الذین لا یستطیعون أن یوفروا قوت یومهم لوقف صرف الأجور الشهریة، وشراء كمیات المیاه من السوق السوداء، الأمر الذي یدخل الحدیدة ضمن عدد من مدیریات المحافظة التي تعاني نقص المیاه نتیجة عدم توافر مادة الدیزل. وتتنوع انتهاكات الحوثیین في الحدیدة الواقعة على البحر الأحمر، بحسب الحالة والجهة التي تتعرض للانتهاك، ومن ذلك الاعتداء على أكثر من 250 أسرة یمنیة في الحدیدة، وتشرید نحو 30 أسرة داخل المدینة، فیما نزحت قرابة 130 أسرة للقرى المجاورة خوفا من الملاحقة والقتل بسبب انتساب أبنائهم للمقاومةالشعبیة، ولم تسلم المباني السكنیة من عملیات التفجیر المباشر لها انتقاما من سكان الاحياء. وسیطرت میلیشیات الحوثي على جمیع المقرات الحكومیة وح ّولتها إلى معسكرات عسكریة، في حین استخدمت القوة المفرطة ضد المتظاهرین والمعارضین على وجودهم في إقلیم تهامة، وأسرت شخصیات بارزة في المدینة لطرح رؤاها حول الوجود العسكري للحوثیین، كما منعت المواطنین في المدینة من التواصل بالمجتمع الخارجي. ویتوقع بحسب الجمعیات الحقوقیة أن ترفع هذه الانتهاكات التي لا تندثر بالتقادم إلى المنظمات والجهات الرسمیة العالمیة للنظر فیها، بعد أن تمكنت من توثیقها، خصوصا أن الانتهاكات تمارس على أبناء المحافظة تحت تهدید السلاح، والخطف والقتل، وهي تدخل ضمن الممارسات الشخصیة، إضافة إلى العقوبات الجماعیة التي تمارسها میلیشیات الحوثي بقطع التیار الكهربائي وعدم ضخ المیاه، ودفعهم للمجاعة والفقر بسبب عدم وجود السیولة النقدیة، ونقص الغذاء في المدینة التي تسیطر علیها المیلیشیات