يعاني الشعب اليمني من الحرب الدائرة منذ 7 أشهر، وآثارها المدمرة على حياتهم اليومية، وتدمير البنية الأساسية للدولة، وانتشار الفقر والجوع والمرض وتشريد الملايين وقتل الآلاف وإصابة آلاف آخرين.. ومع ظهور بوادر انفراجه وأمل يتمثل في العودة للعملية السياسية، بعد موافقة الحكومة الشرعية للرئيس عبدربه هادي، على الدخول في مفاوضات بجنيف مع جماعة الحوثي وحليفها الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، جاءت الخلافات بين أقطاب الحكومة الشرعية لتعيد المخاوف من فشل أي مسار سياسي يعجل بحل الأزمة اليمنية، ويضع حداً لمعاناة اليمنيين. أسباب الخلاف أبرز الخلافات بين الرئيس عبد ربه هادي ونائبه خالد بحاح، رئيس الوزراء، هو ما تناقلته وسائل الإعلام نقلًا عن مسؤول يمني، عن اتجاه الأمور والخلافات بين الرئيس هادي وبحاح نحو مزيد من التصعيد، خاصة في ظل اختلافهم الكبير حول عدد من القضايا والملفات السياسية. ويعد الخلاف حول وزير الخارجية المكلف من "هادي" هو الخلاف الأشد وفقًا لأحد المسؤولين، حيث منع "بحاح" وزير الخارجية رياض ياسين، من حضور الاجتماعات الدورية للحكومة والتي تعقد أسبوعيًا، بالإضافة لإصداره توجيهات لوكالة "سبأ" الرسمية بعدم نشر الأخبار المتعلقة بالوزير "ياسين" حسبما أفاد المسؤول اليمني، بالإضافة لقيام نائب الرئيس اليمني بتوجيه مذكرة سياسية للسفارات تقضي بوقف التعامل مع الوزير. فيما نقلت المصادر أيضًا وجود ملفات أخرى بين الرجلين غير موضوع "ياسين"، أبرزها تزايد نفوذ خالد بحاح في الأوساط السياسية المحلية والخليجية، حيث يشعر الرئيس هادي، بأن نائبه يقدم نفسه على أنه الرئيس القادم للبلاد، وشكوى نائب الرئيس من "تقليص صلاحياته نائبًا لرئيس الجمهورية ورئيسًا للحكومة، والاستحواذ عليها من قبل عبد هادي، وأخيرًا تزايد تدخلات أعضاء من عائلة هادي في شؤون الحكومة"، بطريقة مماثلة لما كان يمارسه الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ضد خلفه. تداعيات الخلاف كانت الحكومة الشرعية اليمنية قد غادرت مقرها في عدن شهر أكتوبر الجاري، متوجهة إلى الرياض مرة أخرى بعد أقل من أسبوع من الاعتداء الذي استهدف مقرها في عدن، وذلك في زيارة وُصفت بالغامضة. وكشفت مصادر يمنية أن مغادرة الحكومة لعدن كان بسبب التفجيرات التي أتت على مقراتها، مشيرة إلى أن تعطل عودة الحكومة للآن سببه الخلافات بين هادي وبحاح. وأرجع المصدر فشل جهود العودة لعدن بسبب إعاقة مستمرة لتجهيز مقر بديل للحكومة، مشيرًا إلى أن حكومة الإمارات العربية المتحدة كانت بدأت في إعادة تأهيل قصر المعاشيق تمهيداً لعودة الحكومة إليها، إلا أن أعمال الترميم توقفت بعد عودة ناصر نجل الرئيس هادي وقائد حراسته الخاصة الذي سيطر على القصر، بحسب "المصدر أون لاين". وأشار المصدر إلى أن نجل "هادي" تعمد عرقلة أعمال الترميم كي يعرقل عودة الحكومة ونائب الرئيس إليها. ولم يقتصر الأمر على عودة الحكومة الشرعية لعدن، رغم ما له من رمزية للتقدم على ميليشيات الحوثي وصالح والعودة لليمن لمساندة اليمنيين في أزماتهم والعمل على حلها، ولكن نقلت وكالة "فرانس برس" في وقت سابق عن مصدر حكومي، أن هناك أوجه أخرى للخلافات بين طرفي النظام اليمني الشرعي. تأخر قرارات حساسة واحتجاجات موجهة اتهم مصدر حكومي الرئيس عبدربه هادي بتسيير مظاهرات شعبية ضد الحكومة أثناء وجودها في عدن، مشيرًا إلى أن ذلك تسبب في ضعف عودة مؤسسات الدولة للعمل، وكذلك تمكنها من إدارة شؤون المناطق المحررة. وأضاف المصدر أن الكثير من الملفات الحساسة عالقة أيضًا بسبب ذلك الخلاف، وأبرزها قرار دمج المقاومة الشعبية بمؤسستي الجيش والأمن دون تنفيذ، فيما يُمضي الجنود الموالون للشرعية في مأرب والعبر شهرهم الثالث دون استلام رواتبهم الشهرية. بدورها كشفت مصادر يمنية أن الطرفين "هادي وبحاح" قاما بحالة استقطاب واسعة للإعلاميين والسياسيين وحتى لفصائل المقاومة، مما سبب نقطة ضعف في جبهة الشرعية التي لا تزال في مواجهة خصم شرس يسيطر على أجزاء واسعة من اليمن، في حين ينجر الرئيس ونائبه لخلافات هامشية، مشيرة إلى أن أزمة الخلاف بين هادي وبحاح، يمكن أن تؤثر بشكل سلبي على الموقفين الإقليمي والدولي الداعمين بشكل قوي لشرعيتهما. ويرى مراقبون أن التداعيات الأشد للخلاف الحالي بين هادي ونائبه بحاح، أنه ربما يكرس للضعف الذي تعانيه السلطة الشرعية، وهو الضعف الذي قد يتسبب في ضياع الإنجازات والمكاسب التي حققها الجيش الوطني، والمقاومة الشعبية بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية، طيلة الأشهر السبعة الماضية، وتقديم المناطق المحررة كلقمة سائغة للمتمردين وللتنظيمات الإرهابية. المصدر : شؤون خليجية