قالت مصادر محلية في محافظة صعدة ان اشتباكات اندلعت يوم أمس الجمعة بين القوات الحكومية والحوثيين في منطقة مران تحديدا وأسفرت عن سقوط عدد من الجرحى. وفي الوقت الذي تلتزم السلطات اليمنية الصمت ازاء هذه التطورات وما سبقها من تصريحات تحذر من اندلاع حرب سادسة ، فقد قال عبد الملك الحوثي في تصريح صحفي له ان مناطق وقرى في مران شهدت منذ صباح الجمعة الباكر " ضرباً عشوائياً مكثفاً بمختلف أنواع الأسلحة من المواقع العسكرية التابعة للسلطة " . وأضافت أن القصف شمل " أيضاً ( سوق خميس مران ) وقت اكتضاضه بالمواطنين القادمين لشراء حاجياتهم اليومية، ما أدى إلى إصابة العديد من المواطنين في بيوتهم وفي الطرقات والسوق " وكذا " عن تدمير وإلحاق الأضرار ببعض البيوت والممتلكات والمواشي والأبقار التابعة للمواطنين ". وأورد الحوثي أسماء ثمانية أشخاص قال إنهم أصيبوا في القصف وهم : " 1- بكري غالب غثاية – مصاب في يده 2- عبد الحكيم أحمد الشرقبي – مصاب في يده 3- حسين يحيى جابر – مصاب في رجله 4- الطفل/ محمد حمود غثاية - مصاب 5- أحمد مفرح حنين – ضرب منزله 6- أحمد أسعد هادي – ضرب منزله 7- يحيى أبو عبلة - ضرب منزله 8- صالح جار الله أبو صادق – قتلت بقرته " واعتبر عبد الملك الحوثي ما جرى يأتي في إطار " التصعيد باتجاه شن حرب سادسة تقوم بها السلطة " من قبل من وصفها ب " الظالمة الباغية ضد أبناء (محافظة صعدة) وغيرها من المحافظات ". من جهة أخرى كشف القائد الميداني لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب محمد العوفي ان هناك علاقة للحوثيين في صعدة وايران حسب حديثه لقناة العربية بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب . وتحدث عن وجود مخططاتٍ ومؤامراتٍ أعدتها استخبارات دول أجنبية لضرب مصالح نفطية في السعودية، وذلك وفقًا للاعترافات بثتها قناة "العربية" الجمعة 27-3-2009. وقال العوفي في اعترافاته إن تنظيم القاعدة كان يخطط لاعتماد إستراتيجية جديدة لتنفيذ أعمال إرهابية داخل السعودية تقوم على مبدأ استنزاف الدولة من خلال تشكيل سرايا (مجموعات أفراد) تترصد أهدافًا في مختلف أنحاء البلاد قبل أن تعرضها على قيادة التنظيم داخل الأراضي اليمنية، وبعد ذلك يتم وضع الخطط المناسبة للتنفيذ، وعند الانتهاء تعود تلك السرايا إلى اليمن، مما سيظهر فشل السلطات السعودية أمام الرأي العام في القبض على المنفذين، بحسب تلك الإستراتيجية. ووفقًا لما ذكرت قناة "العربية"، كشف العوفي عن علاقة الاستخبارات الإيرانية والمتمردين الحوثيين بتنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" واستعدادهم لمدِّهم بالمال والأسلحة اللازمة لتنفيذ العمليات الإرهابية. وكان العوفي أحد أفراد الدفعة العاشرة من المعتقلين السعوديين الذين تمكنت السلطات السعودية من استعادتهم في نوفمبر/تشرين الثاني 2007، وخضع لبرنامج التأهيل في الرياض، إلا أنه بعد ذلك تسلل برفقة سعيد الشهري الملقب ب"أبو سفيان الأزدي" والمطلوب الرقم 31 في قائمة ال85، وتركي عسيري ومرتضى مقرم "مطلوبين أمنيًّا" إلى اليمن عبر الحدود السعودية - اليمنية، وغرر بهم الشهري للانضمام إلى صفوف "القاعدة" في اليمن من خلال الفتاوى التكفيرية التي يتلوها عليهم، وذلك بعدما أفرجت عنهم السلطات السعودية بحكمٍ قضائي. وانضم الرباعي (العوفي والشهري وعسيري ومقرم) إلى صفوف التنظيم منذ خمسة أشهر بحسب تقريرٍ نشرته صحيفة "الحياة" اللندنية في فبراير الماضي، وكانت تربط الرباعي علاقة قوية منذ أن كانوا في معتقل غوانتانامو، وكان الشهري يحمل الفكر التكفيري منذ فترةٍ طويلة، وتولى عملية التنسيق عندما كان في إيران لدخول المقاتلين إلى أفغانستان، واستطاع الشهري أن يغرر بزميله العوفي وأشخاص آخرين ب"القاعدة". وذكرت مصادر أن العوفي استطاع أن يعيد ترتيب أوراقه بعد أن دخل في دوامة التحريض التكفيري، وخاصةً عقب تحريضه على المقطع المرئي الذي ظهر فيه، وهو يحمل قنبلة يدوية أطلق عليها قنبلة الانتحاري علي المعبدي، الذي فجر نفسه في مجمع المحيا السكني في 2003، إضافةً إلى اكتشافه أمورًا مختلفة خلال انخراطه في التنظيم وانضمام جنسيات مختلفة من بينها إيرانيون. وأخضعت السعودية العائدين لبرنامج مناصحة لإعادة تأهيلهم ومساعدات مالية لبدء حياة جديدة، غير أن المملكة قالت في يناير الماضي بأن بعض الذين أفرج عنهم انضموا مجددًا إلى جماعات متشددة، وأنها أعادت اعتقال تسعة بينهم عائدون من غوانتانامو. من جانبه اعتبر عبد الملك الحوثي ما نشر في قناة " العربية " تلفيقا لا يستند إلى أية دلائل صحيحة . وقال في بلاغ صحفي :" نحن نؤكد أنه لا صحة على الإطلاق لتلك الإدعاءات، وأن الهدف منها سياسيٌ لتبرير مواقف رسمية عدائية يمارسها النظام السعودي مع النظام اليمني في سياق خدمة المشاريع الصهيونية في المنطقة ". وقال البلاغ الصحفي الذي تلقى " التغيير " نسخة منه : " نؤكد أن صفحتنا بيضاء نقية، وطريقتنا في مواجهة أي اعتداء علينا تختلف كلياً عن العمليات التي تستهدف المدنيين وتتجاوز الحرمات وتخدم أعداء الأمة، كما لا تلاقي بيننا - بأي شكل من الأشكال - مع أي جهة مشبوهة ولا أي نظام خارجي ". ودعا عبد الملك الحوثي " النظام السعودي " إلى " أن يكف " عما سماه البيان " التحريض الإعلامي ضد أبناء الشعب اليمني، وأن يحترم حق حسن الجوار وأخوّة الإسلام، وأن يوقف كل ما يسهم في تفريق الأمة الإسلامية أكثر ".