قصف طيران التحالف العربي اليوم والأمس مواقع للمليشيات الحوثية في منطقة المسراخ بصبر في محافظة تعز التي تشهد اشتباكات عنيفة ومستميتة منذ أيام. ونفذ الطيران عدة ضربات موفقة أصابت أهدافها بدقة في تلك المواقع من بينها مواقع للمدفعية الحوثية ومنازل تتخذ مأوى للقناصة ومخازن للسلاح، حيث قصف طيران التحالف اليوم منزل أحد المتحوثين واسمه عبدالله فارع في شعب مظفر من نجد الأقروض كان يستخدمه الحوثيون مقراً لهم ومخزناً للسلاح ومكاناً لقناصتهم، وقام الطيران بتسويته بالأرض، كما قصف طيران التحالف العربي بالأمس مخزناً آخر للسلاح جوار منزل القيادي المتحوث عبدالولي الجابري وظل المخزن يتفجر بمحتوياته من الأسلحة حتى فجر اليوم. وبحسب شهود عيان فإن طيران التحالف اليوم قام بتدمير طقمين ممتلئين بالذخيرة للمليشيات الحوثية في الشقب من المسراخ، وكذلك قصف مدفعية المليشيات الحوثية المتمركزة في نجد الجحينة بالمسراخ. ونشر شهود عيان من منطقة المسراخ صورة للنجد الذي تم قصف مدفعيته من قبل طيران التحالف وشوهد الدخان يتصاعد بكثافة من المكان بعد تدميره. وقال أحد شباب المقاومة وأحد شهود العيان أنهم دمروا طقماً للمليشيات الحوثية أسفل نجد قسيم بما فيه من أفراد وسلاح عبر استهدافه بقذيفة (آر.بي. جي) عن بعد. وكانت مصادر بالمقاومة الشعبية في المسراخ أمس قالت إن المقاومة تمكنت من إحراق طقمين والاستيلاء علي طقم ثالث يحمل دوشكا 23 مضاد للطيران. ودارت أمس معارك عنيفة منذ الصباح الباكر في جبهة المسراخ بين المقاومة والمليشيات الحوثية والعفاشية التي تبدو مستميتة للوصول إلى قمة جبل العروس لكنها تلقت خسائر فادحة. كما حاولت هذه المليشيات الالتفاف على الشقب عبر حبور وكثفت قصفها على القرى لكن المقاومة تصدت لها ببسالة وكسرت تقدمهم عبر منطقة حبور. مقاومة ذاتية وشحة الإمكانات: وذكرت مصادر ميدانية في مقاومة المسراخ بتعز أن المقاومة اليوم تقدمت على الأرض واستولت على مواقع لم تكن بيدها من قبل. وقال القائد الميداني في جبهة الشقب (أبو راشد): "سيطرنا على مواقع جديدة كانت بيد الحوثيين، وتم دحرهم منها، ولدينا أسرى بالعشرات". وعلى الرغم من أن مقاومة الأقروض في المسراخ من صبر تعز تعد الممسكة بقلب تعز حماية لجبل صبر وموقع العروس من السقوط في يد المليشيات الحوثية والذي بدوره يعد حامي تعز الأول بسبب الجبل الاستراتيجي في وسط المحافظة، إلا أن هذه المقاومة تقوم بعمل كبير وتؤدي دورها بصمت تركت بصمات واضحة في تغيير معادلة المقاومة في تعز والحفاظ على المحافظة من السقوط، وسط خذلان كبير ممن يفترض بهم مدهم بكافة أنواع الدعم. وفي اتصال هاتفي بأحد القادة الميدانيين للمقاومة في الشقب بالمسراخ، قال إن المقاومة تعاني من نقص شديد في الذخيرة والعتاد لصد الهجمات المتكررة من المليشيات الحوثية التي تستميت للوصول إلى قمة العروس بصبر لولا تصدي المقاومة الباسلة لها. وقال فواز الصبري: "اليوم مر شباب المقاومة إلى البيوت بيتاً بيتأً طلباً للذخيرة وإن كان المواطنون يحتفظون بقليل منها دعماً للمقاومة، مما سبب لنا كأهالي المنطقة صدمة كبيرة أن وصل الحال بالمقاومة هذا الحد من المعاناة ونقص في الذخيرة والعتاد". وتساءل فواز الصبري عن كمية "الدعم الذي يقال أنه يصل للمقاومة في تعز ولم يصلنا منه شيء فنحن نسمع كلاماً في الهواء ولكن الواقع غير ذلك تماماً". وناشد فواز الصبري الجهات المختلفة مساندة ودعم مقاومة المسراخ التي حذر من أنها قد لا تستطيع الصمود إلى ما لا نهاية في ظل شحة الدعم والذخيرة. أهمية جبهة المسراخ: تعد جبهة المسراخ جنوب شرق جبل صبر منطقة استراتيجية تربط شمال محافظة تعزبجنوبها وغربها من خلال شبكة طرق متعدد تصل من مدينة دمنة خدير ومنطقة الزيلعي مروراً بمنطقة الأقروض من المسراخ وحتى جبهة الضباب وجبهة نجد قسيم. كما تمر شبكة طرق فرعية في المسراخ تصل إلى رأس قمة جبل صبر في منطقة العروس المطل على مدينة تعز، وهو الأمر الذي تستميت من أجله المليشيات الحوثية للوصول إلى قمة جبل صبر وموقع العروس العسكري والالتفاف على جبهة الضباب مروراً بمدينة النشمة وصولاً إلى مدينة التربة عاصمة الحجرية، ومن ثم إلى هيجة العبد ولحج وصولاً إلى عدن. كما توصل منطقة المسراخ بشرايينها المتعددة إلى الطرق الرئيسة إلى الوازعية وموزع ومنها إلى ذو باب ومن ثم باب المندب.