أوضح احمد صالح الباروت, مدير الأنشطة الثقافية في صندوق التراث والتنمية الثقافية أن آلاف الأضرار ألحق بالمدن التاريخية اليمنية, وفي مقدمتها المدن المسجلة في قائمة التراث العالمي: صنعاء القديمة، شبام حضرموت، زبيد.. بالإضافة إلى مدن تاريخية أخرى ألحق بها دمارا كارثياً كمدينة شبام المحويت وتسبب بنزوح اعداد كبيرة من السكان بسبب دمار منازلهم. - بداية حدثونا عن الاستثمار في الثقافة؟ للأسف المجتمع لا يتقبل فكرة الاستثمار في الثقافة, وكذلك القطاع الخاص؛ فمثلا نقيم مسرحيات والدخول مجانا, ومع ذلك لا تمتلئ قاعة العرض, فما بالك لو كان الدخول بملغ ولو كان زهيدا. - هل يقدم الصندوق دعما للقطاع الخاص, الذي يعمل في مجال الثقافة؟ الصندوق دائما يدعم أي جهة, سواء كانت عامة أو خاصة, أو مجتمع مدني, إذا كانت لديها مشروع ثقافي أو فني, وخير دليل على ذلك دعم الصندوق لفيلم " يوم جديد في صنعاء" لمخرج بريطاني, إذ دعم الصندوق هذا العمل الفني رغم أنه خاص وليس عمل حكومي, كما أن الصندوق دعم افلاما سينمائية أخرى بالإضافة إلى فيلم يوم جديد في صنعاء. - ما هي الجدوى الاقتصادية في العمل الثقافي والفني؟ هل هي مشجعة للقطاع الخاص؟ الاستثمار في مجال الثقافة الفن مجد جدا, والدليل على ذلك أن هناك تجارب ناجحة جدا في الاستثمار في هذا الجانب, ولا سيما التي تنتج في شهر رمضان, وهي أعمال فنية تنتج بمبالغ كبيرة لا يقدر الصندوق القيام بها, وكذلك هناك تجارب ناجحة في المجال الفني والمسرحي. - لماذا لا يستثمر الصندوق في هذا المجال الحيوي والهام؟ على الرغم من أن القانون الخاص بالصندوق يسمح بالاستثمار في هذا المجال إلا أن مخصصات وموارد الصندوق قليلة جدا مقارنة بما يقوم به من أنشطة ومشاريع ثقافية, ؛ فموارد الصندوق يفترض أن تكون من وزارة المالية ووزارة التخطيط بحسب القانون, إلا أن الصندوق لم يحصل على أي دعم حكومي, سوى ما يحصل عليه من رسوم بعض الشركات والسلع المستوردة والمحلية. - ما هي أهم أهداف ومهام الصندوق؟ القانون حدد 17 هدفا مناطا بالصندوق تحقيقه, ومن أهم تلك المهام أو الأهداف الإسهام في تحقيق البنى الأساسية للعمل الثقافي, والحفاظ على المواقع الأثرية والتاريخية وترميمها وصيانتها, وجمع وتوثيق التراث الثقافي والفني وحماية وصيانة الموروثات الثقافية والحضارية والتاريخية, والإسهام في تشجيع الأبحاث والدراسات الخاصة بالتراث الثقافي والموروث الحضاري, والإسهام في دعم عملية الترجمات وتعريب المؤلفات والدراسات التي تهتم بما تهتم بالموروث التاريخي والحضاري لليمن. - ما هو أهم تلك الأهداف التي نفذها الصندوق؟ أهم العمال التي نفذها الصندوق مشروع في دار المخطوطات وهو مشروع ترميم وحصر وتوثيق المخططات الكترونيا, وهو قائم منذ 6 سنوات, ولا زال جاريا. - كم تم من توثيق تلك المخطوطات؟ الى الآن تم توثيق 10-11 ألف مخطوطة, وما زلنا نعمل في توثيق بقية المخطوطات. - ما هي جوانب الدعم التي يقدمها الصندوق للنشاط الفني والثقافي؟ الصندوق يقدم الدعم ل12 بيتا فنيا(تشكيليا) موزعة على معظم المحافظات, وهي تابعة للصندوق, كما يدعم الصندوق 6 منتديات ثقافية ومكتبة عامة في خولان- اسناف- وكذلك الصندوق يقدم الدعم ل222 جهة ثقافية, خاصة ومجتمعية. وهل ما يزال الدعم ساريا؟ للأسف تم ايقاف الدعم عن جميع الجهات في عام 2014م بسبب شحة موارد الصندوق وظروف البلاد غير المستقرة وانتهاء بالعدوان, وتحول الدعم إلى دعم مشاريع ثقافية. - ماذا عن نشاط الصندوق في 2016م؟ قدم الصندوق دعما ل31 نشاطا ثقافيا منذ بداية العام الجاري, وهناك مشاريع قيد التنفيذ فيما تبقى من العام الجديد, إضافة إلى ما يستجد من مشاريع جديدة. - ما هي المعايير والشروط للحصول أي جهة على دعم الصندوق؟ هناك معايير يجب توفرها في أي جهة حتى تحصل على دعم الصندوق, وفي حال الإخلال بها يتم توقيف هذا الدعم, ومن أهم تلك المعايير أو الشروط وجود ترخيص للجهة في مجال العمل الثقافي, ووجود مقر للجهة مؤثث وموظفين, وموافاة الصندوق بتقارير النشاط شهريا, وإخلاء هذه الجهات للمبالغ التي أعطيت لها, وموافاة هذه الجهات بالنظام الأساسي. - هل تعرضت بعض الأماكن الأثرية والتاريخية لأية أضرار جراء الاحداث؟ بالتأكيد.. هناك أضرار جمة, إذ تسببت الاحداث في تدمير أكثر من( 60 ) معلما آثارياً من مواقع التراث الإنساني في اليمن منها: قلعة القاهرةتعز، مصارف المياه في سد مأرب التاريخي، مدينة براقش، مدينة صرواح،ومدينة شبام كوكبان، وغيرها من مساجد وحصون وقلاع ومآثر في عموم البلاد لم تسلم من التدمير اضافة الى استهداف أكثر من ( 23 ) ممتلكة ثقافية, منها متحف الآثار الإقليمي في ذمار، والمتحف الوطني في عدن، والمتحف الوطني في تعز، والمتحف الوطني في شبوة ، والمركز الثقافي في صعدة، والمركز الثقافي في عبس، والمركز الثقافي في حجة، والمركز الثقافي في تعز، والمركز الثقافي في إب وغيرها, وتسبب أيضا في استهداف مكتبتين (سمعية بصرية) في اذاعتي عدن والمكلا واللتين كانتا تحتويان على أقدم الأسطوانات السمعية والبصرية في الجزيرة العربية.