بعد ثلاث سنوات من الأبحاث العلمية و300 ألف جنيه إسترليني من جيوب دافعي الضرائب البريطانيين توصلت جامعة اوكسفورد البريطانية العريقة إلى أن البط يحب الماء! فان عالمين من علماء الجامعة الشهيرة وضعا تحت تصرف سرب محظوظ من بط المزارع بركة ماء وحوضا وحمام دش. واكتشفا بعد فترة من رصد سلوك البط انه كان يمضي الكثير من الوقت في الحمام الدش، يكتفي بالوقوف تحت ماء الدش في بعض الاحيان ويشرب منه احيانا أخرى. وكما هو متوقع فان توصل علماء اوكسفورد الى ان البط يستمتع بانهمار الماء عليه أو العوم فيه لم يلق ردود افعال التي تعبر عن الإعجاب بهذا الاكتشاف. ونقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن الناشطة في تحالف دافعي الضرائب سوزي سكواير وصفها البحث العلمي بأنه "هدر مجنون للمال". وأعادت تذكير العالمين النابغين بأن من المعروف للجميع ان البط يحب المطر والماء وان "آخر ما يتعين على الحكومة ان تفعله هو رصد موارد شحيحة لهذا النوع من الهراء". أما انتوني ريو رئيس الاتحاد الوطني للمزارعين في مقاطعة ديفن جنوب غربي انجلترا فأعلن ما معناه ان البحث يثبت ان العقول التي تدير وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية بوصفها الجهة المسؤولة عن العناية بحيوانات المزارع "ليست أكبر من عقل البطة". ودعا المسئولين في الوزارة الى الخروج من لندن وزيارة احدى المزارع ليطلعوا على حياة الريف وينفذوا سياسات عملية قليلة الكلفة. وأضاف انهم "لو سألوا مزارعا لأجابهم بأن البط يحب الماء". الانتقادات التي اثارتها نتيجة البحث في عادات البط لم تمر على علماء اوكسفورد ومسؤولي وزارة البيئة مرور الماء على ريش البط بل أخذوا علما بها لكنهم دافعوا بضراوة عن المشروع . وقالت ماريان ستامب دوكنز الأستاذة المتخصصة بدراسة سلوك الحيوانات في جامعة اوكسفورد ان كثيرين كانوا يتوقعون ان يمضي البط غالبية وقته بالعوم في ماء البركة ولكن بدا انه يفضل ماء الدش على البركة في اشارة الى انه ليس شغوفا بالسباحة. وأضافت ان من غير الإنصاف تصوير الدراسة على انها لم تكتشف سوى ان البط يحب الماء بل انها أُجريت لمعرفة أفضل سبل توفير الماء لبط المزارع لأن برك الماء سرعان ما تصبح قذرة وغير صحية وتستهلك الكثير من الماء مع ما ينطوي عليه ذلك من اضرار بالبيئة. وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية من جهتها أصرت على ان الدراسة ذهبت ابعد من تأكيد البديهة القائلة ان الأجواء الممطرة مناسبة للبط محتجة بأن هدف البحث كان التوثق من ان طيور المزارع تلقى العناية اللازمة.