سعد بن حبريش.. النار تخلف رمادا    فضيحة الهبوط    "الوطن غاية لا وسيلة".!    السامعي: تعز ليست بحاجة لشعارات مذهبية    عدن .. البنك المركزي يحدد سقف الحوالات الشخصية    السقلدي: تحسن قيمة الريال اليمني فضيخة مدوية للمجلس الرئاسي والحكومات المتعاقبة    جياع حضرموت يحرقون مستودعات هائل سعيد الاحتكارية    من المستفيد من تحسن سعر العملة الوطنية وكيف يجب التعامل مع ذلك    وادي حضرموت يغرق في الظلام وسط تصاعد الاحتجاجات الشعبية    في السريالية الإخوانية الإسرائيلية    مفاجأة مونتريال.. فيكتوريا تقصي كوكو    سمر تختتم مونديال السباحة بذهبية رابعة    أيندهوفن يتوج بلقب السوبر الهولندي    صومالي وقواذف وقوارير المشروبات لإغتصاب السجناء وتعذيبهم في سجون إخوان مأرب    شبوة .. توجيهات بإغلاق فروع شركات تجارية كبرى ومنع دخول بضائعها    العالم مع قيام دولة فلسطينية    رجل الدكان 10.. فضلًا؛ أعد لي طفولتي!!    جحيم المرحلة الرابعة    توظيف الخطاب الديني.. وفقه الواقع..!!    لمناقشة مستوى تنفيذ توصيات المحلس فيما يخص وزارة الدفاع ووزارة الكهرباء..لجنتا الدفاع والأمن والخدمات بمجلس النواب تعقدان اجتماعين مع ممثلي الجانب الحكومي    في خطابه التعبوي المهم قائد الثورة : استبسال المجاهدين في غزة درس لكل الأمة    مساعد مدير عام شرطة محافظة إب ل"26سبتمبر": نجاحات أمنية كبيرة في منع الجريمة ومكافحتها    العلامة مفتاح يحث على تكامل الجهود لاستقرار خدمة الكهرباء    إعلان قضائي    لجنة أراضي وعقارات القوات المسلحة تسلم الهيئة العامة للأراضي سبع مناطق بأمانة العاصمة    الراحل عبده درويش.. قلم الثقافة يترجل    مرض الفشل الكلوي (15)    الرئيس المشاط يعزّي مدير أمن الأمانة اللواء معمر هراش في وفاة والده    من بائعة لحوح في صنعاء إلى أم لطبيب قلب في لندن    اتحاد إب يظفر بنقطة ثمينة من أمام أهلي تعز في بطولة بيسان    عدن وتريم.. مدينتان بروح واحدة ومعاناة واحدة    بتوجيهات الرئيس الزُبيدي .. انتقالي العاصمة عدن يُڪرِّم أوائل طلبة الثانوية العامة في العاصمة    الشخصية الرياضية والإجتماعية "علوي بامزاحم" .. رئيسا للعروبة    2228 مستوطناً متطرفاً يقتحمون المسجد الأقصى    اجتماع يقر تسعيرة جديدة للخدمات الطبية ويوجه بتخفيض أسعار الأدوية    أبين.. انتشال عشرات الجثث لمهاجرين أفارقة قضوا غرقًا في البحر    من يومياتي في أمريكا .. تعلموا من هذا الإنسان    إصابة ميسي تربك حسابات إنتر ميامي    الاتحاد الرياضي للشركات يناقش خطته وبرنامجه للفترة القادمة    الهيئة العليا للأدوية تصدر تعميماً يلزم الشركات بخفض أسعار الدواء والمستلزمات الطبية    تدشين فعاليات إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف في محافظة الحديدة    مجلس القضاء الأعلى يشيد بدعم الرئيس الزُبيدي والنائب المحرمي للسلطة القضائية    انتشال جثة طفل من خزان مياه في العاصمة صنعاء    قيادة اللجان المجتمعية بالمحافظة ومدير عام دارسعد يعقدون لقاء موسع موسع لرؤساء المراكز والأحياء بالمديرية    هناك معلومات غريبيه لاجل صحتناء لابد من التعرف والاطلاع عليها    تشلسي يعرض نصف لاعبيه تقريبا للبيع في الميركاتو الصيفي    الحكومة تبارك إدراج اليونسكو 26 موقعا تراثيا وثقافيا على القائمة التمهيدية للتراث    توقعات باستمرار هطول امطار متفاوة على مناطق واسعة من اليمن    الرئيس الزُبيدي يطّلع على جهود قيادة جامعة المهرة في تطوير التعليم الأكاديمي بالمحافظة    نيرة تقود «تنفيذية» الأهلي المصري    صحيفة امريكية: البنتاغون في حالة اضطراب    مشكلات هامة ندعو للفت الانتباه اليها في القطاع الصحي بعدن!!    تدشين فعاليات المولد النبوي بمديريات المربع الشمالي في الحديدة    من تاريخ "الجنوب العربي" القديم: دلائل على أن "حمير" امتدادا وجزء من التاريخ القتباني    من يومياتي في أمريكا.. استغاثة بصديق    من أين لك هذا المال؟!    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    رسالة نجباء مدرسة حليف القرآن: لن نترك غزة تموت جوعًا وتُباد قتلًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يحيى الحوثي يدير تمرده من برلين.. وحكومة ميركل في ورطة قانونية
أعلن عن وجوده في بون عبر التلفزيون الألماني والتقى سياسيين وبرلمانيين
نشر في التغيير يوم 24 - 07 - 2016

ظهر يحيى بدر الدين الحوثي من جديد٬ في مدينة بون الألمانية٬ مطلع شهر يونيو (حزيران) الماضي٬ بعد أن كان قد غادرها عام 2013 إلى اليمن.. عاد يحيى الحوثي ­ والذي يوصف بأنه القيادي في حركة الحوثيين و«أنصار الله» ­ إلى بون «سرا»٬ قبل أن يعلن عن وجوده من خلال قناة «دوتش فيللة» الألمانية (القناة الرسمية للبلاد)٬ وذلك بعد ساعات من مقابلته السفير الإيراني في برلين علي ماجدي الذي منحه الضوء الأخضر للظهور٬ وفقا لمصدر دبلوماسي مطلع.
عاد الانقلابي الحوثي٬ المتهم بعدة قضايا إرهابية٬ إلى ألمانيا مرة ثانية٬ بعد مغادرتها إلى اليمن وظهر على شاشة التلفزيون الألماني٬ في انتهاك صارخ لقانون الحماية واللجوء الألماني٬ خاصة أنه دخل ألمانيا بجواز سفر ألماني مؤقت.
كيف سمحت السلطات الألمانية للإرهابي الانقلابي يحيى الحوثي بالدخول إلى أراضيها رغم مخالفاته الواضحة لقوانين اللجوء لديها؟ كيف التقى مسؤولين رفيعي المستوى بالبرلمان والخارجية الألمانية؟
كيف عقد لقاءات سرية مع دبلوماسيين ومسؤولين إيرانيين في بون وبرلين؟
كيف ظهر على شاشة التلفزيون متحدًثا عن سياسة جماعته الإرهابية٬ وهو ما يعد تناقًضا وانتهاًكا صارًخا أيضا للمتمتع بحق اللجوء؟
هل لنا أن نأمل في الحصول على إجابات مقنعة – قانونيا وسياسيا – لكل هذه التساؤلات المثيرة للشكوك بل والغرابة؟!
وفق تحقيق ينشر بالتزامن مع الشقيقة مجلة (المجلة) حاول يحيى الحوثي أن يحيط رحلة عودته إلى ألمانيا٬ بداية الشهر المنصرم٬ بالسرية التامة٬ وكان يرفض الظهور على وسائل الإعلام بشكل علني٬ إلى أن وصل إلى برلين يوم 22 يونيو الماضي.
ووفقا لمصادر موثوقة قالت إن القيادي (الميداني) الحوثي عقد لقاء ثنائيا في بيت السفير الإيراني علي ماجدي ثم التقى بأعضاء لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الألماني٬ والتقى كذلك بمسؤولين في وزارة الخارجية الألمانية في برلين.
وخلال مشاركة يحيى الحوثي في أحد برامج قناة «دوتش فيللة» الألمانية٬ طرح وجهة نظر التمرد وهاجم بضراوة التحالف العربي بقيادة السعودية. أما ما يتعلق بالمفاوضات الحالية في الكويت٬ فلا يتوقع يحيى الحوثي وفقا لحديثه للقناة الألمانية 29 يونيو الماضي الوصول إلى نتائج٬ بالإضافة لذلك أكد الحوثي رفضه تسليم أسلحة المتمردين ما قبل الوصول إلى نتائج في المفاوضات الحالية في الكويت.
انتهاك حق الحماية واللجوء
الشيء المثير في ظهور يحيى الحوثي٬ في ألمانيا أنه ما زال يحتفظ بحق اللجوء في ألمانيا٬ وهو يحمل صفة نائب في البرلمان اليمني٬ ومغادرته أكثر من مرة إلى اليمن٬ وهذا ما يعد مخالفا لقانون حق اللجوء إلى ألمانيا٬ وهذا ما أكده أحد المحامين الألمان المعني بمثل هذه القضايا.
لقد عاد يحيى الحوثي إلى اليمن في يوليو (تموز) عام 2013 وهو يحمل جواز سفر ألمانيا مؤقتا (يجدد كل عامين بشرط الإقامة على الأراضي الألمانية)٬ وفي سرية تامة عاد الحوثي إلى برلين أغسطس (آب) 2014 لتجديد جوازه للمرة الثانية٬ وهو حاليا يستعد لتجديد جوازه للمرة الثالثة والتقدم للحصول على حق الإقامة الدائمة٬ وهو ما يعد مخالفة صريحة للقانون الألماني.
هذا ما ذكره لنا محاٍم متخصص في شؤون الأجانب وقضايا الهجرة٬ ويعمل بشكل متطوع في مكتب تابع لكنيسة «كرتاس» يقدم المشورة القانونية وبعض الخدمات الإدارية للأجانب في قضايا اللجوء والهجرة في مدينة بون. وأضاف مكتب «الكرتاس» أن «القانون الألماني الخاص بحق اللجوء يسمح بحرية السفر داخل أوروبا٬ خاصة دول (الشنغن)٬ لكنه يحرم طالب اللجوء من السفر إلى موطنه الأصلي٬ وإن سافر طالب اللجوء إلى موطنه٬ فيسحب منه حق اللجوء حال عودته».
والشيء الآخر الذي يتنافى مع حق اللجوء السياسي الذي يتمتع به يحيى الحوثي٬ هو ممارسته النشاط السياسي والدعائي لحركة التمرد الحوثي٬ وهو ما يعتبر تناقًضا وانتهاًكا صارًخا إلى حق اللجوء.
وكانت وسائل الإعلام الألمانية تتواصل وباستمرار مع يحيى الحوثي خلال الفترات التي تنشب فيها الحروب في الفترة من 2004 إلى 2010 .وتعرفه بأنه قيادي في حركة الحوثيين٬ وكان يقدم نفسه كممثل ومنسق للحوثيين في الخارج. إن عودة يحيى بدر الدين الحوثي شقيق زعيم التمرد عبد الملك الحوثي إلى ألمانيا في هذا التوقيت بالذات ونشاطه من داخل أوروبا يثير الكثير من التساؤلات حول علاقاته ووضعه الاستثنائي على الأراضي الألمانية.
يذكر أن الإنتربول الدولي وافق على إدراج يحيى الحوثي ضمن قائمة الإرهابيين عام 2007 والمطلوبين دولًيا٬ بناًء على طلب تقدم به المخلوع علي عبد الله صالح٬ بتهمة تشكيل جماعة مسلحة مع آخرين بهدف القيام بأعمال إرهابية٬ ورغم ذلك فإن هذا القرار لم يفّعل إلا بعد عام 2010.
نقل رهينة ألماني من اليمن إلى عمان
أكدت مصادر ألمانية مطلعة أنه بعد لقاء يحيى الحوثي بمسؤولين ألمان في برلين أطلقت حركة الحوثي سراح رهينة ألماني كان محتجزا لديها في صنعاء. وفي غضون ذلك كشفت الخارجية العمانية يوم الثلاثاء الموافق 21 يونيو الماضي أن مواطنا ألمانيا كان محتجزا في اليمن نقل جوا إلى مسقط٬ في الوقت الذي لم تؤكد فيه الحكومة الألمانية ما ذكرته الخارجية العمانية٬ ولم تنفه.
وقالت الخارجية في بيان لها إن المواطن الألماني نقل جوا من العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون على رحلة تابعة لسلاح الجو العماني.
ولم تكشف السلطات العمانية عن اسم الرهينة الألماني. وأضافت الوزارة أن عمان كانت قد تلقت طلب مساعدة من الحكومة الألمانية. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) نقل أيضا ثلاثة من الأميركيين جوا من اليمن إلى عمان.
دور سياسي لشقيق زعيم التمرد
اشترك يحيى الحوثي في مفاوضات مخرجات الحوار الوطني اليمني٬ وظهر في مناسبات اجتماعية وسياسية خلال عمليات التمرد الحوثي وحزب المؤتمر بزعامة علي صالح. المشكلة أن يحيى الحوثي يرغب في إدارة الصراع وعمليات التمرد من الخلف٬ مستفيدا من علاقاته العامة والسياسية في ألمانيا ودول العالم بشكل عام. وشهدت اليمن منذ أغسطس 2014 توسعا للتمرد الحوثي بالسيطرة على السلطة وعدم الالتزام بمخرجات الحوار اليمني الذي رعاه جمال بن عمر٬ ممثل الأمين العام للأمم المتحدة٬ فمنذ ذلك الحين والتمرد الحوثي في سباق لفرض سيطرته وسيطرة الإمامة من جديد في اليمن٬ حسبما يطرح المراقبون.
ووفقا لتقارير معلوماتية من داخل اليمن٬ فقد أسندت حركة التمرد الحوثي مهمة العلاقات العامة مع القبائل اليمنية إلى يحيى الحوثي٬ فقام بعمل بعض الجولات خلال التمرد الحوثي. وظهر في صور داخل مجالس شعبية «مقيًما» في مدن يمنية لحشد التأييد والدعم للحركة وجناحها العسكري (أنصار الله).
وفي أعقاب عمليات «عاصفة الحزم» باسم التعاون العربي العسكري المشترك في 26 مارس (آذار) 2015 .لم تظهر قيادات الحوثي في وسائل الإعلام والأماكن العامة لأسباب أمنية٬ لكن المصادر السياسية المقربة من الحركة٬ أكدت أن هناك دوًرا سياسيا ليحيى الحوثي رسمته له الحركة من خلال زيارته الأخيرة إلى ألمانيا.
ُيعد يحيى بدر الدين الحوثي ثاني أكبر أبناء بدر الدين الحوثي٬ درس في المعاهد العلمية وأخذ عن والده بدر الدين الحوثي العقيدة الزيدية الجارودية القريبة من العقيدة الشيعية الاثني عشرية٬ ولد في عام 1961م في محافظة صعدة٬ شمال غربي العاصمة صنعاء٬ وانتمى إلى حزب المؤتمر الشعبي العام٬ وأصبح نائبا في البرلمان اليمني عن المؤتمر الشعبي العام في عام 2003.
في عام 2004م٬ قاد أخوه حسين بدر الدين الحوثي تمردا مسلحا ضد الحكومة اليمنية٬ مما جعل يحيى بدر الدين الحوثي يتبنى التقية ليحمي نفسه٬ التي هي أساس من أساسيات العقيدة الشيعية الجارودية٬ فعبر عن سخطه على التمرد٬ وأعلن عن تأييده للحكومة اليمنية في حينها٬ ولعب دور الوسيط في تلك الحرب محاولا إيقافها ظاهريا٬ بينما كان في حقيقة الأمر يدعم ويساند التمرد بشكل سري غير محدد٬ بل كان يعتبر المعركة معركتهم ضد الحكومة اليمنية٬ فهو أحد أبناء العائلة الحوثية التي تقود التمرد في صعدة بدعم وتشجيع خارجي.
وبعد مقتل أخيه حسين في الحرب الأولى مع الحكومة في عام ٬2004 أدرك يحيى بدر الدين الحوثي أن بقاءه في اليمن لم يعد مجديا٬ فغادر اليمن إلى الخارج٬ وبالتحديد إلى السويد٬ ثم انتقل إلى ألمانيا. وهناك٬ طلب حق اللجوء السياسي في مدينة بون٬ ومما لا شك فيه أن تلك الخطوة التي قام بها يحيى بدر الدين الحوثي قد تمت بإيعاز من المخابرات الإيرانية٬ وبالتنسيق مع أجهزة مخابراتية دولية.
في 25 يوليو عام 2013 .عاد الشقيق الأكبر لزعيم الانقلابيين الحوثيين يحيى بدر الدين الحوثي٬ عضو مجلس النواب اليمني (البرلمان) عن الدورة البرلمانية 2003 ­ 2009 والكتلة البرلمانية لنواب حزب المؤتمر الشعبي العام٬ حزب المخلوع علي عبد الله صالح الحليف القوي لميليشيات الحوثي٬ الذي تمت الإطاحة به في ثورة الربيع العربي عام 2011 .بعد 33 سنة قضاها في الحكم٬ عاد إلى اليمن بعد قضائه لعدة سنوات في ألمانيا الاتحادية كلاجئ سياسي بسبب تمرد الحوثيين٬ وذلك بموجب ضمانات من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي٬ وذلك للمشاركة في مؤتمر الحوار في حينه بعد تعيينه عضوا في مؤتمر الحوار الوطني الشامل عن جماعة الحوثي.
ورفع البرلمان اليمني عن يحيى الحوثي الحصانة البرلمانية مرتين بطلب حكومي في أثناء الحروب التي وقعت بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي المسلحة٬ كان آخرها عام 2010.
وكان يحيى الحوثي قد وصل إلى ألمانيا قادما من إحدى الدول الإسكندنافية عام 2006 .وطلب حق اللجوء السياسي وحصل عليه بالفعل.
الدعم المباشر من معمر القذافي
وخلال فترة حروب صعدة على الحوثيين٬ التي شنها عليهم حليفهم الحالي علي عبد الله صالح (20042010 (بسبب تمردهم٬ حصل يحيى الحوثي على الدعم الكبير من عدة دول٬ بينها إيران والعراق٬ وكانت له فرصة تاريخية يحصل فيها على الدعم السخي على طبق من ذهب٬ حيث وجهت له دعوات لزيارة عدد من العواصم٬ أكثر من مرة٬ حتى مطلع عام 2012 .وكانت جميع زياراته يلتقي فيها بعض المسؤولين والشخصيات الشيعية الإيرانية والسياسيين الفاعلين والمؤثرين٬ وكل ذلك لغرض الدعم
غير المحدود٬ خصوصا في ظل خوض الحوثيين حروبا مع الحكومة بسبب تمردهم آنذاك. لم يكتِف يحيى الحوثي٬ شقيق زعيم الانقلابيين في اليمن٬ بحصوله على الدعم من إيران٬ أو من الشخصيات الشيعية في العراق٬ بل إنه حصل على الدعم المباشر من الرئيس الليبي معمر القذافي٬ ماليا وسياسيا٬ وذلك نكاية بالمملكة العربية السعودية وقتها٬ في حين قالت مصادر إن القذافي «قدم أكثر من عشرين مليون دولار ليحيى بدر الدين الحوثي».
وفي الوقت الراهن٬ُيعد يحيى الحوثي مهندس الانقلاب٬ بحسب ما يقول عنه بعض المحللين السياسيين والمقربين منهم٬ وهو أيًضا من الرعيل الأول المؤسس للحركة الحوثية٬ وهو أالذراع السياسية للحركة الحوثية ولأخيه زعيم الانقلابيين عبد الملك بدر الدين الحوثي في الوقت الراهن٬ وخلال الحروب الست التي خاضوها مع الحكومة. غير أن هناك من يقول عكس ذلك. عمل يحيى الحوثي وبكل دهاء على تسويق الحركة الحوثية في الدول الأوروبية قبل عودته إلى اليمن٬ خصوصا في ألمانيا الاتحادية٬ ولم يقدمها كجماعة متمردة٬ بل قدمها كجماعة دينية أو أقلية عرقية تعاني من الاضطهاد من نظام الرئيس علي عبد الله صالح. وقال أحد القيادات المقرب من الميليشيات الحوثية٬ رفض الكشف عن هويته خوفا من انتقام الميليشيات٬ إن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية والنظام الإيراني كانُيعد يحيى بدر الدين الحوثي لأن يكون بديلا لشقيقه عبد الملك في المرحلة السياسية القادمة٬ وإنهم لم يجعلوه يتولى أي مهام سياسية أو قيادية في الوقت الراهن٬ ويعمل من وراء الستار٬ وذلك ترتيبا لمنصب كبير تريده له».
من جانبه٬ يقول الصحافي والمحلل السياسي عبد الله حزام٬ في تصريح خاص إن «يحيى الحوثي من الرعيل المؤسس للحركة الحوثية٬ وهو أحد أهم الأذرع٬ بلُيعد الذراع السياسية للحركة ولأخيه حسين بدر الدين الحوثي خلال الحروب الست التي خاضوها مع الحكومة٬ ولكن كثيرا من المنظرين السياسيين للحركة الحوثية٬ إن لم نقل الصف السياسي الأول للحركة٬ فضل الاختباء والتخفي هروبا من تحمل الثأر٬ خصوصا بعد أسلوب العنف المفرط٬ والوحشية العسكرية التي استخدمتها الحركة مع خصومها السياسيين أو القبليين من تدمير منازل وتشريد أسر خصومهم وعمليات قتل واختطافات».
وتابع القول إن هذا «جعل الحركة الحوثية تدفع بمجموعة من الصف الثاني أو الثالث إلى واجهة المشهد٬ سواء السياسي أو العسكري٬ وستجد هذا الأمر واضحا من النظر إلى ما أطلقوا عليه اللجنة الثورية العليا٬ أو حتى وفد الحركة إلى مشاورات السلام الحالية في الكويت٬ حيث ستجد أنهم لم يدفعوا بأي شخصية من الشخصيات السياسية البارزة لديهم».
منهج القوة والوحشية
وتوضيحا للوحشية التي ينتهجها الحوثيون٬ أضاف المحلل السياسي عبد الله حزام : «لقد ذهب يحيى الحوثي وشقيقه عبد الملك الحوثي والجناح العسكري لحركتهم إلى القوة المتوحشة خلال التحرك من صعدة إلى صنعاء مرورا بمحافظة عمران٬ وقمعوا معارضيهم من القبائل في محافظة صعدة نفسها٬ ووصل بهم الأمر إلى مصادرة أراضي وممتلكات مجموعة كبيرة من أبرز مشايخ القبائل٬ الأمر نفسه الذي تكرر في العاصمة صنعاء في محافظة ذمار٬ وهي في العمق الجغرافي والاجتماعي الزيدي الذي يعد الحاضنة المحتملة للحركة الحوثية التي أصبح داخلها كثير من الثارات الشخصية والقبلية والسياسية كذلك».
وُتعد الحركة الحوثية٬) حركة أنصار الله٬ والتي كانت تسمى أيضا حركة الشباب المؤمن)٬ حركة سياسية دينية مسلحة تتخذ من صعدة شمال اليمن مركزا رئيسيا لها٬ وعرفت باسم الحوثيين نسبة إلى مؤسسها حسين الحوثي الذي قتل على يد القوات اليمنية عام 2004 .حيث كان يعد الأب الروحي للجماعة٬ وُتقاد من قبل شخصيات هاشمية زيدية كاريزماتية٬ غير أن شقيق زعيم المتمردين٬ يحيى الحوثي٬ُيعتبر في نظر الكثيرين مجرما وإرهابيا بسبب تورطه في عمليات قتل واغتيال من خلال إعطاء الأوامر لميليشياتهم.
ومنذ الانقلاب على الشرعية٬ أعطى يحيى الحوثي الأوامر لميليشياتهم٬ بعد الاستيلاء على المؤسسات الحكومية بما فيها السجون٬ بالإفراج عن معتقلين٬ منهم من حكم عليه بالمؤبد والإعدام٬ وإلغاء أحكام قضائية٬ الأمر الذي يوضح جليا تدخله في أمور عدة٬ منها اختصاصات النيابات. وفي فبراير (شباط) ٬2010 أصدرت المحكمة الابتدائية الجزائية المتخصصة في قضايا أمن الدولة والإرهاب بصنعاء٬ حكما غيابيا بالسجن 15 عاًما ضد يحيى الحوثي تبدأ من تاريخ القبض عليه٬ وذلك بتهمة المشاركة في مجموعة مسلحة إرهابية٬ والتورط بأعمال إرهابية وهجمات على سلطات دستورية والتخطيط لاغتيال شخصيات٬ منها السفير الأميركي في صنعاء٬ وهو الأمر الذي يؤكده محللون سياسيون ومقربون من الحركة الحوثية٬ من تورط يحيى الحوثي بالأعمال الإرهابية والقتل والتخطيط لقتل شخصيات بعد عودته من منفاه في ألمانيا. ويؤكد عبد الله حزام أن الأمر يزداد صعوبة وتعقيدا مع هذه الحركة٬ وأنه «كلما اتجهنا جنوبا باتجاه محافظة البيضاء أو تعز أو عدن٬ وكذلك إذا اتجهنا شرقا في محافظة الحديدة٬ وهي المناطق ذات المذهب السني والبعد الثقافي المعادي للمنهج الفكري للحركة (الإمامة)٬ كان فيها أكثر وحشية٬ بل نستطيع القول إن الحركة الحوثية في استخدامها لمنهج التوحش في هذه المناطق كانت وجها آخر للتنظيمات الإرهابية أمثال (القاعدة) في أفغانستان أو (داعش) في العراق»٬ مشيرا إلى أن «كل ذلك دفع النخبة السياسية للفكر الإمامي الذي تعتبر الحركة الحوثية ذراعه العسكرية إلى الاختفاء من واجهة المشهد٬ واللعب من خلف الستار».
بعد مغادرة يحيى الحوثي اليمن٬ وطلب اللجوء السياسي في ألمانيا٬ اعتمدت تصريحاته في الفضائيات والوسائل الإعلامية الدولية٬ على أن يجعل الدول الأوروبية تنظر إليهم وكأنهم يعانون من مظلومية مع نظام صالح. وتعليقا على ذلك٬ يقول الكاتب والباحث عبده البحش٬ في تصريح إن «يحيى بدر الدين الحوثي أراد من خلال مغادرته اليمن٬ وطلب اللجوء السياسي في ألمانيا٬ أن يدّول قضية التمرد٬ وأن يجعل منها قضية عادلة تعني الشيعة الزيدية في اليمن٬ فكان يظهر على الفضائيات متحدثا عن مظلومية الشريحة الزيدية الشيعية في اليمن٬ ويتحدث عن طغيان الحكومة اليمنية ومحاربة الزيدية في صعدة وحرمانهم من التعبير عن أنفسهم وممارسة حقوقهم الدينية المشروعة٬ وجعل من التمرد الذي تقوده عائلته قضية طائفية ومظلومية لا تقل عن مظلومية الشيعة عبر التاريخ كما زعم».
وأضاف: «اتخذت الحكومة اليمنية ضده إجراءات عقابية نتيجة موقفه المفاجئ وتحوله إلى خصم٬ فقرر البرلمان اليمني إلغاء عضويته وتجريده من الحصانة٬ وعممت الحكومة اليمنية اسم يحيى بدر الدين الحوثي على شبكة الإنتربول الدولي٬ بتهمة الخيانة العظمى ضد الوطن آنذاك٬ عندما أعلن صراحة تأييده للتمرد واتهام الحكومة اليمنية بممارسة جرائم إبادة جماعية لأبناء الطائفة الزيدية في محافظة صعدة٬ وكان يكرر دائما في لقاءاته مع الفضائيات العربية والدولية أن المشكلة لن تحل عسكريا٬ وأنه لا بد من الحوار والتسليم بمطالب الجماعة الحوثية».
جاء قرار عودة يحيى الحوثي إلى اليمن في شهر يوليو عام 2013م٬ بعد التنسيق مع الرئيس عبد ربه منصور هادي٬ وكان ذلك الوقت يصادف شهر رمضان المبارك عند اليمنيين والمسلمين في أنحاء العالم٬ الأمر الذي جعل الحوثيين يستغلون هذه المناسبة لإظهار قوتهم٬ حيث تحرك موكب كبير من السيارات المليئة بالمسلحين إلى مطار صنعاء الدولي٬ وكان في استقباله عدد من قادة الحركة الحوثية٬ أهمهم صالح هبرة رئيس المجلس السياسي للحوثيين٬ والدكتور أحمد شرف الدين٬ وحسن زيد أمين عامحزب الحق٬ وحسن أحمد شرف الدين وزير الدولة٬ وغيرهم من قيادات الحركة الحوثية٬ وقاموا باستعراض قوتهم أثناء سير الموكب من المطار إلى مقر إقامة يحيى الحوثي٬ وهي رسالة واضحة لخصوم الحركة الحوثية٬ وخصوصا الإخوان المسلمينوالسلفيين. وساهمت عودة يحيى الحوثي إلى اليمن في الوقوف إلى جانب أخيه زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي٬ والعمل على قيادة الجناح السياسي للحركة٬ مما جعل بعض المراقبين السياسيين يرون أن له دورا كبيرا فيما يجري في البلاد من انقلاب واقتحام مؤسسات الدولة ومنازل المناوئين لهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.