يستخدم المراهقون الانترنيت يومياً و لساعات عدة إما للتسلية أو لتعلم أشياء جديدة أو لإرسال الرسائل الإلكترونية و للدردشة مع أصدقائهم و مع أشخاص من مناطق مختلفة من العالم.و جاء في دراسة لمركز الثقة الوطني لمحو الأمية البريطاني أن أكثر من 90 في المئة من المراهقين البريطانيين متصلين بالانترنيت لقلة التكلفة و لسرعة الولوج إليه. و ذكرت الدراسة أن غالبية الأهالي لا تملك أدنى فكرة عن الفترة التي يكون أبنائها فيها على اتصال بالانترنيت و عن الأشخاص الذي يتحادثون معهم و الألعاب التي يتسلون بها إذ إن الأهالي يعتقدون أن أبناءهم يحملون الأغاني و مقاطع الفيديو و الشعر و الأفلام و المقالات عن الانترنيت لإرسالها إلى أصدقائهم باستخدام البريد الإلكتروني إلا أنه ليس هذا ما يحدث في حالات عدة. و تؤكد الدراسة أن المراهقين أصبحوا في الوقت الحالي أكثر دهاءً من أي جيل آخر ففي حال عدم سماح الأهالي لابنهم بالخروج مع أصدقائه و عدم توافر الهاتف النقال فإنه سيلجأ إلى الانترنيت الذي أضحى مصدراً للمتعة و لاكتشاف أشياء جديدة و للتمرد على الأهل و الخطر. و يستطيع المراهقون أن ينتقدوا أساتذتهم و يرهبوا أشخاصاً و أن يتبجحوا و يكذبوا باستخدام الانترنيت و يفلتوا من العقاب إذ إن الانترنيت يضمن إخفاء هويتهم الحقيقية و من الممكن أن يستخدم كسلاح ذو حدين. و قالت المؤلفة أنستازيا غودستين عن استخدام المراهقين للانترنيت: إن الانترنيت فضاء افتراضي متاح للجميع لذا عندما يتبع المراهق السلوك الخاطئ على الانترنيت فإنه سيتبع السلوك ذاته في حياته اليومية كونه يعتبر الانترنيت امتدادا لحياته الواقعية و مكاناً ليقوم بتجاربه الخاصة مثل التسوق و محادثة أشخاص آخرين. و بدورها ذكرت صحيفة تلغراف البريطانية أنه ازداد بشكل كبير عدد المشاركين في غرف المحادثة التي يضع فيها الأعضاء معلومات شخصية مثل الصور و مقاطع فيديو و موسيقى يستطيع آخرون مشاهدتها و التعليق عليها ما يؤدي إلى تكوين علاقات صداقة تتعمق و من الممكن أن تتحطم. و رأى الدكتور آرثر كاسيدي من مركز بلفاست للطب النفسي في بريطانيا أن استخدام الانترنيت لإجراء محادثة لأوقات طويلة من الممكن أن يخلق مجتمعاً أفراده لا يملكون مهارات التواصل فيما بينهم لأنهم يبتعدون عن التواصل المباشر. كما يعتبر المراهق الانترنيت المكان الأمثل للبوح بالأمور التي يخشى أن يعرف بها الآخرين لأن هويته تبقى مجهولة لذا من غير الممكن أن يشاع الأمر بين أصدقائه. و ذكرت الصحيفة أن استخدام المراهق للانترنيت لا يعني أن شخصيته ستكون قوية في المستقبل. و وجدت دراسة أخرى أجراها مركز البحوث الاقتصادية و الاجتماعية في بريطانيا أن 30 في المئة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 سنة ممن يستخدمون الانترنيت زاروا مواقع محادثة تعنى بالأمور السياسية ما يعني أنه من الممكن أن يكون لدى الجيل القادم اهتمامات سياسية أكثر من سلفه.