قال المتحدث الرسمي للقوات المسلحة اليمنية العميد الركن عبده مجلي ل«الشرق الأوسط» إن قوات الجيش تتقدم في مختلف الجبهات وخاصة صعدة، المعقل الرئيسي لزعيم جماعة الحوثيين الانقلابية وعلى الساحل الغربي من البلاد. وأضاف: «إن قوات الجيش فرضت سيطرتها على الطريق الرئيسي بين ميدي وحرض». في السياق ذاته، ذكرت مصادر في الجيش الوطني بالمنطقة العسكرية الخامسة أن مقاتلات التحالف العربي دمرت خلال غاراتها الجوية، أمس، عتادا ومواقع للميليشيات في ميدي، كما دمرت الغارات منصة صواريخ كاتيوشا في المنطقة الخضراء في المدينة ذاتها، بالإضافة إلى عربة محملة بالذخائر وطقم محمل بالمسلحين. ونشرت قناة «العربية» على شريط الأخبار العاجلة مساء أمس، خبرا عن اعتراض منصات دفاع تحالف دعم الشرعية في اليمن صاروخين باليستيين في سماء مأرب. وتشهد سواحل مدينة ميدي معارك عنيفة، فيما تسعى قوات الجيش إلى تطهير سواحل المدينة من الميليشيات والألغام التي زرعتها، بالتزامن مع التقدم النسبي في مدينة حرض، التي تعد منفذا حدوديا وجمركيا مع المملكة العربية السعودية. وذكر العميد مجلي أن «قوات الجيش تحقق يوميا تقدما جديدا وتحقق انتصاراتها الاستراتيجية المتمثلة باختراق دفاعات الميليشيات الانقلابية في مدينة ميدي والسيطرة على أماكن جديدة في جنوب شرقي المدينة واغتنام أسلحة متنوعة، ما يساعد الجيش في كسب المزيد من التقدم على الأرض وتحقيق الانتصار ودحر الميليشيات الانقلابية، وللرد على خسائرها تقوم الميليشيات الانقلابية بزراعة الألغام سواء في البر أو في البحر، وبالأخص الألغام البحرية التي تتحرك من خلال الأمواج وهي عبارة عن ألغام عائمة تجرها الرياح والأمواج إلى خط الملاحة الدولي والتي تمثل خطرا سواء على الصيادين أو على خط الملاحة الدولي». وبخصوص التطورات الميدانية في صعدة، قال العميد مجلي ل«الشرق الأوسط» إن قوات الجيش الوطني حققت تقدما في جبهة علب، بعد سيطرتها على جبل الشعير وجبال المندبة الاستراتيجية في علب وكتاف. ويأتي ذلك في وقت قالت مصادر ميدانية في محافظة الجوف إن قوات الجيش قصف بالمدفعية آليات عسكرية للميليشيات بين مديريتي الغيل والمصلوب، مؤكدة سقوط قتلى وجرحى. وتزامن ذلك مع معارك الكر والفر في جبهات المصلوب والمتون. وأفادت المصادر أن الطرفين يستخدمان في المواجهات مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. في السياق ذاته، أضاف مجلي أن «هناك تقدما كبيرا وانتصارات تحققها قوات الجيش الوطني، المسنودة من الطيران الحربي للتحالف ومروحيات الأباتشي، في المخا ومديرية موزع بتعز، حيث أصبحت قوات الجيش الوطني تحكم الحصار الكامل على معسكر خالد بن الوليد في موزع، غرب تعز، بعدما تمكنت القوات في وقت سابق من السيطرة على جبال النار والنابطة، ومساحات شاسعة بالقرب من المعسكر وكذلك المثلث الإسفلتي، مفرق المخا»، مؤكدا فرار أعداد كبيرة من عناصر الميليشيات الانقلابية المنهزمة من الجبهات القتالية إلى النجيبة والبرح. كما حققت قوات الجيش الوطني خلال اليومين الماضيين عملية التفاف ناجحة من الاتجاه الشمالي الغربي لمديرية موزع، غرب المدينة، الأمر الذي مكنها من السيطرة على عدد من المناطق في المدينة من بينها وادي المغيبر، جنوب غربي المديرية، والتقدم باتجاه مثلث مديرية موزع، في ظل استمرار المواجهات في منطقة وجبال وادي الزجيرة، شمال منطقة الثوباني حيث تقدمت القوات إلى المدخل الغربي للمنطقة، وتمكنت من حصار الميليشيات المتمركزة في منطقتي الغرافي والثوباني، بحسب ما أكدت مصادر عسكرية ميدانية ل«الشرق الأوسط». في الأثناء، اندلعت اشتباكات عنيفة في مختلف جبهات شرق وغرب مدينة تعز، حيث تركزت المواجهات العنيفة في جبهة الشريفات وصولا إلى جبهة الأربعين وأجزاء من الجبهة الشمالية، مصحوبة بقصف الميليشيات الانقلابية من مواقع تمركزها في أطراف المدينة أحياء العسكري والجحملية والكمب وكلابة وصالة، مع رد قوات الجيش على مصادر إطلاق النار.
وبينما تمكنت قوات الجيش الوطني من السيطرة النارية على جسر الهاملي، الخط الرابط بين الحديدةوتعز، قال العقيد عبد الباسط البحر، نائب الناطق الرسمي لمحور تعز، ل«الشرق الأوسط» إن «قوات الجيش الوطني القادمة من شمال شرقي المخا ستلتحم مع القوات القادمة من جنوب غربي مديرية موزع، وبذلك ستتمكن من تمشيط المنطقة من الميليشيات الانقلابية ومن ثم سيكون التوجه صوب مفرق المخا وجسر الهاملي، وسيتم حصار الميليشيات في موزع وحتى مفرق المخا ومفرق الوازعية الذي بالسيطرة على هذا المفرق سيتم قطع خط إمداد الميليشيات للوازعية، وسيكون الالتحام مع القوات القادمة من غرب مدينة تعزوجنوبها الغربي والمضاربة وكهبوب وعندها لا مفر للميليشيات سوى الاستسلام أو الفرار أو سيلاقون حتفهم على أيدي قوات الجيش الوطني». وأكد البحر أن «الميليشيات الانقلابية قامت، أمس، بنقل منصة صواريخ باتجاه منطقة الكدحة التي تشهد معارك عنيفة، وذلك عبر طريق الوازعية – البرح»، محذرا المواطنين في منطقة مفرق المخا بالقول إن «المفرق منطقة عسكرية، ولذا نحذر الإخوة المواطنين هناك من المرور أو الاقتراب منها حفاظا على سلامتهم». وبالعودة إلى تصريحات الناطق باسم الجيش الوطني اليمني، فقد أكد العميد عبده مجلي أن «قوات الجيش تواصل تقدمها إلى تخوم مديرية الخوخة، أولى مديريات محافظة الحديدة، وأصبحت جاهزة ومستعدة لتحرير محافظة وميناء الحديدة الاستراتيجية، وتنتظر الأوامر والتعليمات وبحسب الخطة المرسومة من رئاسة هيئة الأركان العامة»، معتبرا أن «الحسم العسكري وتحرير الحديدة ومينائها بات ضروريا».