طهر الجيش اليمني معسكر الأجاشر في محافظة الجوف وأسر عناصر انقلابية، في الوقت الذي فشلت فيه الميليشيات في اقتحام قرية الزوب بمحافظة البيضاء. واستكملت قوات الجيش الوطني في محافظة الجوف (شمالاً) تطهير منطقة ومعسكر الأجاشر، شمال اليتمة، بعد هجوم عنيف وحصار خانق أطبقته على ميليشيات الحوثي الانقلابية في المعسكر من جميع الاتجاهات، مساء الخميس، بالتزامن مع استمرار تقدم قوات الجيش الوطني في مديرية نهم، البوابة الشرقية لصنعاء، وتحريرها مواقع استراتيجية بعد معارك ضاربة مع الانقلابيين. وبينما تواصل قوات الجيش الوطني، لليوم الثاني على التوالي، تقدمها في الغريميل واليتمة، شمال الجوف، باشرت الفرقة الهندسية التابعة للجيش الوطني عمليات بنزع شبكات الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي الانقلابية في منطقة ومعسكر الأجاشر في اليتمة والمناطق المحررة. وطبقاً لمصدر عسكري، «فقد كانت بداية العملية من خلال شن قوات الجيش الوطني، هجومها العنيف على مواقع الانقلابيين، في منطقة مقردعة، جنوب معسكر الأجاشر وكذا منطقة الفراصي، من الجهة الشمالية الغربية، الأمر الذي مكنها من تحرير هذه المناطق، وبعد ساعات توجهت للسيطرة على المعسكر بشكل كامل بعدما فرض عليها الحصار الخانق، ما جعلهم إما يستسلمون أو يقتلون، حيث قتل ما لا يقل عن 16 انقلابياً وعدد من الجرحى، وأسر 6 آخرين». وأوضح ل«الشرق الأوسط» أن «العملية التي قام بها اللواء الأول حرس حدود حررت المناطق الشرقية في خط الجوف الدولي باتجاه البقع بصعدة، ليصبح هذا الخط آمناً بشكل كامل»، مؤكداً أن «معسكر الأجاشر يحتل أهمية استراتيجية كونه عبارة عن تباب وجبال تتحصن فيها الميليشيات الحوثية وتخزن أسلحتها فيه، ومن ذلك المعسكر كانت تنطلق الميليشيات لمهاجمة مواقع الجيش الوطني وحتى المناطق الحدودية مع السعودية، ثم تعود أدراجها لتختبئ في كهوفها». كما يعد المعسكر مقراً عسكرياً للحوثيين في حربهم على محافظة صعدة، بل إنه النقطة والجدار الفاصل بين الجوف وصعدة، وبتحريرها سيقطع الجيش الإمداد عما تبقى من الانقلابيين في معقلهم الأول، صعدة. ونقل الموقع الإلكتروني للجيش الوطني «سبتمبرنت» عن محافظ صعدة هادي طرشان، قوله إن «الانتصارات التي حققها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محور البقع، شرق المحافظة، لها أهمية استراتيجية خصوصاً بعد التقدم الكبير للجبهة التي التحمت بجبهة الجوف»، مؤكداً أن «التحام جبهتي صعدة والجوف وصولاً إلى السيطرة على الخط الدولي الفاصل بين المحافظتين سيؤدي إلى قطع الإمدادات عن الميليشيا الحوثية سواء الإمداد الآتي من محافظة الجوف أو من اتجاه محافظة صعدة». وتمتد الجبهة على طول أكثر من 20 كلم تقريباً - حيث تمت استعادة كثير من المناطق والتباب خلال الأسبوع الماضي ومنها منطقة وجبال سلاطح والخليقاء وما حولها من التباب مثل تبة الحجارة وتبة أم الخرم وتبة الغربان وعدد آخر من التباب الرملية التي تمت السيطرة عليها، لا سيما بعد وصول تعزيزات عسكرية لقوات الجيش الوطني إلى البقع، حيث تكبدت فيها الميليشيات خسائر فادحة في العتاد والأرواح وأسر نحو 15 مسلحاً من عناصرها، فضلاً عن اغتنام كثير من الأسلحة، ومنها صواريخ حرارية ومدافع وغيرها من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة. وتجددت المواجهات في مديرية القريشية بمحافظ البيضاء، بالتزامن مع استمرار الانقلابيين قصفهم على عدد من القرى وبشكل أعنف على قرية الزوب في رداع، بمختلف الأسلحة. الناشط السياسي من أبناء محافظة البيضاء، أحمد الحمزي، قال ل«الشرق الأوسط»: «بشكل عشوائي، كثف الانقلابيون وبمختلف أنواع الأسلحة، القصف على القرى السكنية في قرية الزوب بمديرية القريشية ببلاد قيفة رداع، مخلفة وراءها خسائر مادية في أوساط المدنيين جراء استهداف المنازل والمزارع دون أي خسائر بشرية تذكر». وذكر أن «عناصر من المقاومة الشعبية من أبناء قبيلة الزوب، أفشلوا محاولات الميليشيات الانقلابية التقدم إلى منطقتهم في ظل استمرار القصف عليهم، إذ اندلعت مواجهات عنيفة في محيط القرية أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين»، لافتاً إلى أن «قرية الزوب لم تتمكن ميليشيات الحوثي حتى الوقت الراهن من اقتحامها منذ بداية الحرب». كما قتل اثنان من الانقلابين بموقع الإرسال المطل على وادي جيشان وبقرات، بجبهة قيفة بمنطقة الزوب، بعد اشتباكات عنيفة بين الانقلابيين وعناصر المقاومة، عقب قيام الحوثيين بقنص المواطن صالح سيف مرشد الزوبة. من جانبها، تواصل مقاتلات التحالف شن غاراتها على مواقع وتعزيزات الانقلابيين في مناطق متفرقة من اليمن بما فيها شن غارتين؛ الأولى استهدفت مدفعية وطقماً عسكرياً للحوثيين خلال محاولتهم إخراجها من داخل مبنى سلاح المهندسين بقيادة المحور في شارع المطار، بمدينة الحديدة، بينما استهدفت الغارة الثانية موقعاً عسكرياً للحوثيين شمال المطار العسكري في بالحديدة ومزرعة الجروبة التابعة للمؤسسة الاقتصادية في الحسينية، جنوب مدينة الحديدة، التي أصبحت منطقة عسكرية ومخازن أسلحة للحوثيين. كما استهدفت مقاتلات التحالف ب3 غارات، مواقع الانقلابيين في مديرية خب والشعب وغارة على موقع الحوثيين في منطقة الأزقول بصعدة، وغارة مماثلة استهدفت طقماً عسكرياً للحوثيين محملاً بالذخيرة جنوب شرقي منطقة النجيبة، شرق خط الحديدة - تعز، وموقع في آل حجلان في صرواح بمأرب، علاوة على استهداف طقمين عسكريين في منطقة رمادة شمال قطبين بمديرية نهم. ...