فريق التوجيه والرقابة الرئاسي يناقش تطوير العمل التنظيمي مع عدد من إدارات انتقالي المهرة    مدير عام الشعيب ورئيس انتقالي المديرية يكرمان المناضل عمر العمروط    مدير عام الحصين بالضالع يؤكد على أهمية مشاركة المرأة في احتفالات ثورة 14 أكتوبر    شرطة المرور تضبط باص استغل الركاب أثناء قصف العدوان لحي سكني في التحرير    تحديات ومعاناة كارثية لمعلمي الاجيال    رئيس الوزراء: الدعم السعودي يعزّز الإصلاحات والعملة تتحسن بالقرارات الصعبة والانضباط المالي    بين الفاجعة الشخصية والمسؤولية الجماعية، يولد التحول الأكثر عمقاً    اجتماع في صنعاء يناقش تنظيم قطاع المعارض التجارية    العراسي يكشف: مائة حاوية من تبغ سجائر كمران في جيبوتي والمصنع متوقف.. من يتحمل المسؤولية..؟!    وكيل وزارة الخارجية يلتقي ممثلي الصليب الاحمر والاغاثة الاسلامية    الهيئة السياسية تنظم لقاءً تشاوريًا مع قيادات المكونات الجنوبية الموقعة على الميثاق الوطني الجنوبي    العبار .. من سماء الوطن إلى جدار المطار    هيئة الإعلام والثقافة تبحث آليات تنسيق وتعزيز العمل الإعلامي والثقافي والسياحي بالعاصمة عدن    نائب رئيس الهيئة السياسية: شراكة المجلس الانتقالي مع "الشرعية" لا تعني إعادة انتاج الأحزاب اليمنية بالجنوب    الوزير السقطري يدشن ورشة عمل لمراجعة ومصادقة الإستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي بعدن    محافظ حضرموت يبحث مع وفد المفوضية الأممية تعزيز التعاون الحقوقي والإنساني    التراث السعودي في «ديربي مدريد»    كل شيء موجود في عدن ورخيص جدا    طهران: لسنا ملزمين بالامتثال لقرار العقوبات وردنا سيكون صارم    أكاديمية سام اليمن تتوج ببطولة كأس 26 سبتمبر للفئات العمرية في القاهرة    الحزام الأمني بالعاصمة يضبط مطلوبين ومواد مخدرة وسلاحًا    البيض يكشف حلاً لمشكلة الوحدة واحتلال الجنوب    دعوة حضرمية لإغلاق مقرات الأحزاب اليمنية على أرض الجنوب    انفجار الغضب: شعب بلا رواتب ولا خدمات.. حكومة بلا ضمير!    منصور صالح: تفسير حديث الرئيس الزُبيدي عن إسرائيل غير دقيق    حدث محزن في عدن.. أب يرهن جواله مقابل وجبة عشاء لأطفاله الجياع    جامعةُ عَدَن في ذكرى تأسيسها ال 55 ( 1970 2025 )    أكبر هجوم روسي على كييف وتأهب في بولندا والحلفاء    صحيفة صهيونية: اليمنيون مستمرون في اكتشاف نقاط ضعف إسرائيل    ليفربول يتعرض للهزيمة الأولى في الموسم الحالي للدوري    اليونسكو تدين مقتل صحفيين يمنيين    صرخة وجع من عدن: جوع ينهش الكرامة والفقر يطبق على الأنفاس    شجاعة ونبل المسيحيين: صوت إنساني في وجه مآسي غزة وتخاذل العرب والمسلمين    منتخب اليمن للناشئين يودّع البطولة الخليجية بخسارة أمام عُمان ويترقب استحقاقات أقوى    باشنفر والسنباني في اجتماع اتحاد غرب آسيا .. تأكيد رسمي بوقوع خطأ أضر باليمن    كلية الإعلام بجامعة عدن تُقر استعداداتها للعام الدراسي الجديد وتحتفي بأول دفعة بكالوريوس    صافرة الصديق تبهر جمهور نهائي بيسان    العديني يشيد ببطولة المرأة الإصلاحية في حضرموت ويطالب بمحاسبة المعتدين    المنتخب الوطني للناشئين يخسر أمام عمان في كأس الخليج    خدمة الكهرباء في عتق تزداد سوءا رغم توفر الطاقة الشمسية    أتلتيكو يكتسح ريال مدريد بخماسية في الليجا    رئيس انتقالي عتق يزور معرض شبوة للكتاب    4 أكتوبر المقبل.. انطلاق مهرجان خيرات اليمن بصنعاء    مراجعة جذرية لمفهومي الأمة والوطن    في 2007 كان الجنوب يعاني من صراع القيادات.. اليوم أنتقل العلة إلى اليمن    انطلاق المعرض السعودي للأزياء والنسيج في جدة عروس البحر الأحمر    صنعاء: العدو استهدف 5 حارات مسجلة ب"التراث العالمي" .. اسماء    القهوة تساعد على تخفيف الصداع.. كيف تتناولها لحصد الفائدة    مصادر البروتينات النباتية.. تَعَرف عليها ؟    الشاي وصحتك.. 3 أكواب كافية لصنع الفرق    صنعاء... الحصن المنيع    "جيل الشاشات".. كيف خطفت الهواتف تركيز الطلاب؟ وهل يمكن استعادته؟    العاقل يبحث خطط تطوير المكاتب الإعلامية في العاصمة و3 محافظات    عمار المعلم .. صوت الوطن وروح الثقافة    المساوى يدّشن مشروع التمكين الاقتصادي لأسر الشهداء    إلى أرواح أبنائي الشهيدين    على خلفية إضراب عمّال النظافة وهطول الأمطار.. شوارع تعز تتحول إلى مستنقعات ومخاوف من تفشّي الأوبئة    في محراب النفس المترعة..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد الله الشرعبي.. فصول من المعاناة لشاب يمني اضطر قسرا لمغادرة وطنه
نشر في الوحدوي يوم 11 - 03 - 2014

قصة أغرب من الخيال إلا أن كل فصولها حقيقية ومن الواقع المعاش.. فصول تراجيدية غاية في البؤس والمعاناة والحرمان مر على أحداثها نحو أربع سنوات.
البداية كانت من "شرعب - تعز"، حيث تحمل في تفاصيلها الكثير من الاستغلال والخديعة والابتزاز والظلم الذي كان يستهدف مواطني المنطقة من قبل عصابات مؤتمرية بحماية أمنية والتي تقوم بممارسات وتهديدات تعسفية لتخويف وارهاب المواطنين وسجنهم بدون أي مبررات قانونية .. وابتزازهم على أنهم من الأمن السياسي ونافذين من خلال تفودهم واخذ منهم مبالغ مالية لإخراجهم من سجون "أمن إدارة شرعب" التي تم ادخالهم فيها لأسباب مفبركة وغير قانونية.
مما أصبحت تلك العصابات المدعومة تمارس كافة الاساليب غير الأخلاقية والإنسانية بحق المواطنين استناداً إلى الظهر الرسمي الذي يحميها ويدعمها.
هذه الممارسات التي كان ضحيتها أحد شباب المنطقة وهو " عبدالله قائد محمد قحطان (الاحمدي) " الذي يعتبر من مواليد الروبة – بني زياد – شرعب – محافظة تعز من خلال استهدافه بفلم مفبرك ومعد مسبقاً نظراً لمواقفه وارتفاع صوته مندداً بالظلم والممارسات التي تنفذها تلك العصابات بحق أبناء منطقته.. كما أنه أصبح بالنسبة لهم "شوكة في حلوقهم" ويجب انتزاعها بكافة الوسائل المتاحة...
ومن هنا تبدأ قصة هذا الشاب "عبد الله الشرعبي"، حيث أنه وفي تاريخ 8 يناير 2010م مارست تلك العصابة خطتها ل "انتزاع الشرعبي من حلقها"، وذلك من خلال اتصال تلفوني من إدارة أمن شرعب الرونة له بواسطة العسكري "س. م " والمكلف من قبل إدارة أمن الناحية العقيد "ح. م " وأولاد الشيخ "ن. م .ح"، والذي يعمل الأخير مدير أمن قسم هجدة ومجموعة من العسكر التابعين للبحث الجنائي .... وقد تسأل المتصل عن شخص اسمه "عبد الرحمن إسماعيل" من منطقتنا بني زياد – وفقاً لكلامه وهو يروي قصته.
مواصلاً كلامه "عبد الله الشرعبي"، لقد دارت بيننا محادثة طويلة عبر التلفون .. ونصها أني قلت لهم "عندنا اثنين بهذا الاسم " .. ! فقالوا لي هو "مطوع" .. فقلت لهم الاثنين "مطاوعة" .. فردوا علي: هو من قرية الرجمة تحديداً.
رديت عليهم بقولي: "نعم درسنا في الإعدادية مع بعض في صف واحد .. ولكن ماذا تريدون منه..؟. قالوا لي أن عليه بلاغ أنه كان متواجد في ابين يوم ضرب الطائرة في المعجلة.
فقلت لهم: "وأنا ما دخلي بالموضوع"...!! قالوا لي: نحن نريد نعرف عنه كيف تصرفاته ... ونحن لا نريد نظره ابداً ..ولكن نريدك تخدمنا بهذه القضية من خلال اتصالك به ليحظر إلى الإدارة الأمن سراً .. وإذا كان خائف أنت وصله بنفسك...
فقلت لهم: "أنه رجل حاله حال نفسه وخطيب في مسجد قريته ... كما أنه إنسان يتيم ووحيد ..!! وأكيد أن هذا بلاغ كاذب .. فقالوا هذه اسرار دولة ... بعدها تم انهاء المكالمة..
ومنذ اللحظة الأولى .. ولم تزل سماعة التلفون في يدي لم أضعها.. أحسست برأسي يدور من كثرة تزاحم الافكار والتساؤلات .. ماذا يريدون منه ..؟ ولماذا يردونني احضاره بشكل سري إلى إدارة الأمن ..؟ ..
فانتابني خوف شديد على حياته ... لأني اعرف أن هؤلاء يعتبروا عصابة لديهم الاستعداد والقدرة في تصفيته واخفاءه تحت ستار بدلتهم العسكرية..
إلا أني لم استمر في خوفي طويلاً حيث حسمت الموضوع واتصلت له كي احذره .. وانقل له ما دار بيني وبين إدارة الأمن بخصوصه.
وبما أن هناك ثقة متبادلة بيننا اتفقنا سراً أن نلتقي في مدينة تعز باقتراح منه ... وبالفعل وتحديداً
يوم 15 يناير من نفس الشهر انطلقت الى تعز واتصلت بصديقي .. فقال لي: أنا بالقرية من أجل خطبة الجمعة ولكن غداً السبت الموافق 16 يناير سأدخل تعز .. والتقينا في نفس اليوم بجولة وادي القاضي بعد صلاة المغرب .. وجلسنا نتحدث قليلاً ... وبلمحة البصر هجموا علينا أناس بزي عسكري .. وقبضوا علينا واقتادونا إلى إدارة الأمن .. ما يؤكد أني كنت ومنذ انهاء المكالمة التلفونية مع العسكري المكلف "س.م " تحت المراقبة الأمنية والتي لم ننتبه لها طوال فترة تنسيق اللقاء فيما بيننا..
مواصلاً "عبدالله الشرعبي" يروي قصته بقوله: "وعند بدايتهم بالتحقيق معانا .. بدأ ينكشف فلمهم المفبرك ... الذي كنت المستهدف الحقيقي من خلاله وليس صديقي الذي حاولت قدر استطاعتي تحذيره وإبعاده عن هيمنه تلك العصابة الأمنية ..".
نعم فقد انكشفت جميع الخفايا الأمنية بعدما اقتادني العسكر إلى إدارة البحث الجنائي واصبح المحققين يبرزون عضلاتهم وكأنهم في ملكهم الخاص وليس في إدارة أمنية حكومية.. موجهين لي اسئلة واتهامات مجهزة ... منها: "أني هددت صديقي .. وطلبت منه مال..!! .. وبرغم الممارسات الاستفزازية المليئة بالعنجهية.. ظليت صامداً قوياً مقارعاً لهم ولممارستهم البلطجية حتى وصلوا إلى اليأس ...
فتركوني موقتاً بعدها واستدعوا صديقي للتحقيق معه .. وهنا كانت الفاجعة والصدمة الكبرى لي .. وأنا اسمع اجاباته في التحقيق .. بقوله: "أني هددته وفجعته هو وأسرته ..." والكثير من الاجابات التي جعلتني بعدها متهماُ .. بتهمة "التهديد"...
حاولت بعدها قدر استطاعتي ألملم أفكاري .. وأعيد تفاصيل الأحداث مراراً وتكراراً ... وتوصلت في النهاية إلى أنه كان هناك اتفاق مسبق مع بعض أولاد الشيخ "نايف الحميري" برلماني ومدير أمن هجدة، ومنصور الحميري مدير أمن الناحية، وحسن مكيبر" والعسكري "سليم محمد ".. وصديقي الذي اتهمني زوراً ...
مما تم ايداعي السجن لأكثر من شهر ولم يتم الافراج عني إلا بعد أن عملت ضمانة.. هذه الفترة التي قضيتها في السجن وأنا ابحث عن اعذار ومبررات لصديقي مقنعاً نفسي أنه اتهمني لأنه أكيد تحت الضغط والتهديد من أولئك النافذين الذين يريدون الايقاع بي باستعانتهم بأولاد "الشيخ نايف" لتنفيذ مخططهم المدبر .
ومن هنا بدأت رحلة العذاب وألم تلاحقني في كل مكان وتلاحق أسرتي التي اصبحت لا تعرف أي معلومات عني طوال فترة سجني.. ومن شدة قلق وقهر "والدتي" التي ظلت تناجي القمر رافعة يدها إلى السماء كل مساء تدعوا الله جل جلاله أن يطمئنها على اخباري ... إلا أن وجع الفراق كان عليها قوياً أدى إلى أصابتها بفشل كلوي.
وبعد خروجي من السجن ظلت التهديدات بالتصفية الجسدية من قبل تلك العصابة الفاسدة مستمر من خلال الاتصال عن طريق ارقام مجهولة .. مما ضاق الحال بي .. وانتابني خوفاً شديداً لتنفيذ العصابة مخططها بقتلي والذي في النهاية سيقد ضد مجهول.
فاضطربت اختفي عن الانظار والخروج من منطقة " بني زياد – شرعب" التي تعتبر وكر العصابة وتحت قبضتها .. بحثاً عن وسيلة للسفر بعد مطاردتي من خلال التهديدات المتواصلة بتصفيتي جسدياً، والتي وجدتها في تاريخ 6/12/2010م وعلى اثرها غادرت الوطنإلى "كينيا" ولم اعود منذ تلك اللحظة .. هذه الفترة التي احس فيها أني تركت قلبي وروحي في وطني الذي اصبح بالنسبة لي أمنية وحلم أتمناه أن يتحقق قريباً.
نعم لقد استطاعوا تدمير حياتي ومستقبلي وحرموني من قلبي وروحي المتروكين في بلادي والعيش مع اسرتي ... فقد فارقت "والدتي" الحياة بإصابتها بمرض الفشل الكلوي التي تعتبر بالنسبة لي كل الدنيا.. وأنا لم اكن موجوداً مشاركا العزاء والحزن عن قرب وقراءه الفاتحة على قبرها .. وليس هذا فحسب بل أني فارقت شريكة حياتي "زوجتي" ... كل ذلك بأوامر مشيخية وأمنية.
هذه الفترة الموجعة وأنا بعيد عن وطني بسبب مكيدة افتعلها اوغاد نافذين ارادوا انتزاع الشوكة التي كانت بحلوقهم .. ليأخذوا حريتهم في العبث والابتزاز واستغلال أبناء منطقتي...
مما اصبحت اعيش بلا وطن .. ملصوقة بي تهمة ... وقضية لفقها أولئك القابعين في الوطن .. ولم يتبقى معي سوى الأحلام والكوابيس التي تطاردني كل مساء وأنا بعيداً عن وطني ... فكل شيء اصبح كابوساً ... مع بقاء بصيص من الأمل يعيش معي .. وهو ما يدفعوني إلى الصمود والصبر ...
أنه أمل نصرة العدالة وإظهار الحقيقة من خلال فتح تحقيق بهذه القضية ومحاسبة كل مخططيها ومنفذيها ... ذلك الأمل الذي جعلني اظل احلم فقط بوطني ...
نعم غادرت وطني قبل أربع سنوات وأنا على مشارف الموت المحتم .. وتبقى لي السنوات القادمة احلم فقط بوطني على مشارف الأمل..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.