سبعة اعتصامات على التوالي نفذها أطفال ونساء المتوفين من أساتذة جامعة صنعاء إلى جانب بعض أعضاء هيئة التدريس، الذين نصبوا مخيماً ورفعوا لافتات محتجين على عدم صرف رئاسة الجامعة رواتب المتوفين. الاعتصام الذي حضره المئات من الناشطين الحقوقيين وأعضاء مجلس النواب والمدرسين، بدأ بكلمة رئيس نقابة أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، الدكتور عبد الله العزعزي، الذي تأسف فيها على حرمان الأسر رواتب أمواتهم، و استبدال راتب أحد المتوفين من 220ألف ريال إلى 4ألف ريال". وتساءل العزعزي:" هل هذه أعراف وتقاليد أكاديمية؟، هل هذه مشاعر إنسانية؟، أم أن هناك تبلد ولامبالاة تجاه هذه الحقوق؟" مضيفاً " كان ينبغي أن نكرم أسر المتوفين في صالة 22مايو، لكن للأسف احتفلت الدولة بعيد العلم، وتركت أبناء المتوفين يتضورون جوعا، مؤكداً بالقول "إذا هانت الجامعة منتسبيها فعليهم أن يثوروا لأنفسهم ويعتزوا بمكانتهم". وأضاف العزعزي " هناك دكاترة لم يتسلموا راتب منذ سنتين، إذا أضربنا أيام الدراسة قالوا خنتم الوطن، وإن اعتصمنا وقت الامتحانات قالوا هذه جريمة، اعتصمنا بالإجازة، ونصبنا خيمة، لكنهم قطعوا سلك الكهرباء الموصل إليها، ويحققوا مع مستلم البوابة، ومنعوا الصوتيات من الدخول"، مخاطباً الجميع " لن نحبط، ولن ننهزم". أم طارق، زوجة أحد المتوفين، أسمت شهر 7 بشهر البؤس، وقالت خلال اعتصام اليوم "كل عام تحتفل صالة 22 مايو بتكريم العلماء، ونحن بلا رواتب، بمن نعتصم، لم يعد فينا عمر بن الخطاب ولا خالد ابن الوليد",. وخاطبت أم طارق المعتصمين من أعضاء هيئة التدريس "غدا ستكون نسائكم هنا عندما تتوفون". وناشدت رئيس الجمهورية بالقول: ألا يستحق أيتام أعضاء هيئة التدريس لفتة كريمة لكي يأكلوا الخبز فقط!. سلطان العتواني، عضو اللقاء المجلس الأعلى للقاء المشترك، الأمين العام للتنظيم الوحدوي الناصري، أكد من جهته للمعتصمين من أعضاء هيئة التدريس إن الحقوق لن تضيع، وعلى أولئك الذين يجلسون على كراسي الحكم أن يدركوا إن المكانة التي وضعوا فيها لم يكونوا ليحصلوا لو لا عطاء الذين سبقوهم". وقال العتواني إن مسيرة التضحية لن تتوقف، ومن يتربعون على كراسي الحكم عليهم أن يدركوا أن الزمن الذي اختطفوا فيه السلطة قد تغير، وغيرهم قادر على إدارة البلد بمسئولية واقتدار، ومن يحمون أنفسهم بالأسوار العالية والدبابات والمصفحات، نقول لهم هذه الحماية لن تنجيكم من غضب الشعب، ولا يمكن أن تستمروا إذا لم تحققوا العدل، وإلا هبة المظلومين ستكتسحكم، ولن تدفعها عنكم الدبابات، وإرادة الشعب أقوى من الأسلحة التي تتمترسون خلفها". من جانبه قال محمد ناجي علاو، رئيس الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات "هود" إن إعتصام اليوم جاء من أجل الانتصار للأطفال والأرامل، لمعلمينا. واعتبر علاو الاستهانة بحقوق أسر المتوفين نتاج إدارة الجامعة التي وصفها بالجاهلة "والسلطة التي جاءت وهي تعلم أنها لا تجيد الحرف، وتحتقر من يعلم الحرف". وانتقد علاو المدرسين الذين يمرون جوار الاعتصام مطأطئي الرؤوس خجلا من النظر إلى أرامل زملائهم وأطفالهن في الاعتصام. واستغرب من بلد تنصب على العلماء والدكاترة أصغرهم سنا، مطالبا قيادات الأحزاب الانتصار لحقوق أعضائهم وكل مظلوم. وخاطب علاو المعتصمين" القضية ليست قضية راتب، إنما قضية حق ودين أضعتموه، وصلاة في المساجد لا تنهاكم عن فحشاء أو منكر .. نريد إسقاط الأصنام، أيا كان هذا الصنم رئيسا لجامعة أو رئيسا لدولة، وإلا فالصومال قادمة". وتحدثت خلال الإعتصام توكل كرمان رئيس منظمة بلا قيود عن انتزاع الحقوق والحريات، وقالت لأبناء المتوفين " لا تتوقعوا من دولة على رأسها أميين أن تقدَر آباءكم، وأن يحترموا العلم". وقالت إن هذه السلطة التي توزع بلوكات النفط على الأميين من أجل ضمان بقائها على الكرسي، واستمرار فسادها لن تحترمكم إلا عبر اعتصامكم عبر خيمة الكرامة، خيمة الوفاء. وفي مقدمة حديثه إنتقد البرلماني فؤاد دحابه من يناشد فخامة الرئيس، وقال نناشد ملك الموت أن يقبض أرواحهم". واقترح دحابة على أعضاء هيئة التدريس الأحياء أن لا يستلموا رواتبهم حتى يتم إنصاف الأموات، وتستجيب الجامعة. إلى ذلك اعترف نائف القانص الناطق الرسمي للمشترل ورئيس هيئته التنفيذية بتقصير أحزاب المعارضة تجاه مطالب أعضاء هيئة التدريس بالجامعة. وقال إن الأيام القادمة ستكون أفضل مما هي عليه بخصوص التحرك نحو مناصرة المظلومين. وأبدى عبد القوي الشميري، الأمين العام لنقابة الأطباء والصيادية اليمنيين، تفاؤله لهذا التحرك البسيط صوب انتزاع الحقوق. وقال إن المخبرين الذين يقودون البلاد بدل الخبراء سيعضون الندم في هذا المكان الذي ينطلق منه نور العلم وفي كل محافظات الجمهورية. وخاطب الشميري الحاضرين كونوا على ثقة أن الشعب سيحتفل بزوال هذه السلطة وهذا النظام كما يحتفل بثورة 26 سبتمبر، و22مايو وبفرحة أشد ". وفي السياق ذاته نصح عبد الكريم قاسم، أمين عام اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، أعضاء هيئة التدريس بالتحرك أكثر لتقوى شوكتهم،. وقال إن اتحاد الأدباء مؤسسة ترتعد لها فرائص الحكام منذ القدم لأنها لا تحصر نشاطها في قضايا بسيطة ولكن تتوسع لتشمل المجتمع كله. ووصف قاسم قطع رواتب المتوفين من المدرسين بالهجوم على المعرفة والعلم والثقافة، وعلى العصر ومتغيراته. د. محمد الظاهري الذي أدار خطابات الاعتصام كان أكثر تحمسا، وانتقد بشدة زملائه الذين تغيبوا عمدا لإرضاء أطراف أخرى، وقال:" تموت الحرة ولا تأكل بثدييها".