توافد المئات من المسؤولين المصريين والمثقفين وكبار الكتاب والسياسيين وممثلي السفارات العربية وأعداد غفيرة من المواطنين أمس، إلى ضريح الزعيم الراحل جمال عبد الناصر منذ الصباح الباكر لإحياء الذكرى ال39 لرحيله، فيما وضع وزير الدفاع المصري محمد حسين طنطاوي إكليلا من الزهور على قبر الرئيس الراحل نيابة عن الرئيس حسني مبارك، وكان في استقباله أنجال عبد الناصر خالد وهدى وعبد الحكيم والكاتب الصحافي محمد حسنين هيكل وسكرتير عبد الناصر للمعلومات سامي شرف، وقرأ الحاضرون الفاتحة على روح الزعيم الراحل . ودخل رمضان أبو قاسم (70 عاما) من محافظة أسوان في نوبة بكاء شديدة وصراخ أمام الضريح وأخذ يردد وسط متابعة الحاضرين “اصحى يا أبو خالد الظلم كتر والمصانع اتباعت وكلهم خانوك يا بطل الفالوجة”. وقال عبد الحكيم نجل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ل”الخليج” “رغم رحيل الزعيم عبد الناصر منذ قرابة 39 عاما إلا أنني أشعر أنه مازال موجودا وحيا بيننا”، لافتا إلى أن هذا الشعور يستمده من مشاعر المواطنين في مصر وسائر البلدان العربية التي تقدر قيمة ومكانة الزعيم الراحل رغم المحاولات المستمرة لتشويه صورته . وأضاف أن ما ميز حضور عبد الناصر بين الشعب العربي هي التجربة الوطنية التي رسخها في الضمير العربي الحر، مضيفا: مازلت أتذكر مقولة والدي “إذا مات جمال عبد الناصر فكلكم جمال عبد الناصر” .. وأضاف: “في هذه المناسبة لا أجد ما أقوله لوالدي سوى أننا اشتقنا إليك واشتاق إليك العالم العربي كله” . وقال عبد القادر غوقة أحد قيادات ثورة الفاتح من سبتمبر الليبية السفير الأسبق لليبيا في الإمارات العربية المتحدة ل”الخليج” “إنني أأتي لزيارة قبر الرئيس الراحل كل عام حتى أشكو له حال الأمة وأتذكر أيام العزة والكرامة التي عشناها معه أيام النهوض العربي، ومع كل زيارة أتذكر نصائحه لنا في ليبيا والوطن العربي وإلى كل ثوار العالم”، وأضاف أن الرئيس الراحل علمنا أن مشكلة الوطن العربي الانقسام والتشرذم، وأن وحدة الأمة هي السبيل الوحيد لنهوضها واستقلال إرادتها . وتذكر عبد القادر غوقة كيف كان يعامله الرئيس الراحل، لافتا إلى أنه كان يعتبر نفسه أحد أبنائه وأنه أي الرئيس كان أبا حنونا وقائدا مجاهدا ورجلا شجاعا . من جهته، قال المناضل الفلسطيني نعيم البدوي المعروف ب”أبو رائد العقرباوي” “إن عبد الناصر رسخ في المناضلين العرب المروءة والعزة والشرف وعدم الاستسلام للعدو” . وأكد خالد عبد الحكيم حفيد الرئيس الراحل ل”الخليج” أنه “رغم الشعور بالحزن في هذه المناسبة لفقدان “الجد” إلا أننا نشعر فيها بالدفء الشديد أيضا إزاء محبة المواطنين للرئيس الراحل وإصرارهم على التواجد في المناسبات الوطنية بجوار الأسرة” . وأضاف أن تلك المحبة التي يحظى بها عبد الناصر تجعلنا نشعر نحن أحفاده بأن جدنا كان ينتمي بالفعل لهؤلاء الناس الطيبين الذين يحبونه، وقال إنه قد تعلم من جده عدم استخدام اسمه في أي مكان أو أي موقف حتى لا يمكن أن نأخذ حقوقا ليست لنا . وشدد حفيد الرئيس على أن الأمة العربية الآن في حاجة إلى عبد الناصر ليعيد لها مكانتها وسط الأمم وليعيد للعدل الاجتماعي جوهره الحقيقي . فيما قال اللواء جاسم علوان الوزير السابق في دولة الوحدة المصرية السورية ل”الخليج”: “إنني أتذكر اليوم شخصا عظيما من أنبل ما أنجبت الأرض العربية وهو الذي صنع أول وحدة عربية في التاريخ المعاصر وأمم قناة السويس وأسس لحركة عدم الانحياز وقاد حركات التحرر في إفريقيا وآسيا” . واعتبر سفير ليبيا بالقاهرة علي ماربة “أن عبد الناصر كان باعثا لنهضة كثير من البلدان العربية واستقلالها ووضع للأمة الأرضية المناسبة لانطلاقها كالمارد وإن كانت الأمة الآن تشهد انتكاسات إلا أن الأمل الذي كان يبعثه فيها عبد الناصر ما زال هو الرهان” . عن جريدة الخليج