تزداد المخاوف من تحول الحراك السلمي في جنوب اليمن إلى حراك مسلح خصوصا مع تزايد حالات العنف المسلح في عدد من المحافظات الجنوبية، حيث برزت عمليات الاغتيالات لمسؤولين أمنيين في الجنوب بشكل لافت خلال الآونة الأخيرة، وسط انفلات أمني خطير في معظم تلك المحافظات. ويرى مراقبون أن استمرار تعامل السلطة مع الأوضاع في الجنوب بالعنف والاعتقالات سيعجل من رد فعل متطرف قد يتخذ من المواجهة المسلحة خيارا واردا خصوصا مع اتساع شرخ المواطنة المتساوية وارتفاع موجة العداء ليطال في بعض المناطق المواطنين المنتمين لمحافظات شمالية. وبعد حوالي أسبوع من اغتيال مسؤولين أمنيين في محافظة حضرموت قتل جندي في محافظة الضالع في كمين نصب لمدير أمن محافظة الضالع ومرافقيه السبت الفائت. هذه الحادثة جاءت بعد اغتيال العميدين علي سالم العامري مدير عام أمن حضرموت الوادي وأحمد أبو بكر باوزير مدير عام الأمن السياسي وثلاثة من زملائهم بمنطقة خشم العين في الثالث من نوفمبر الجاري. وفي محافظة لحج، أقدم مسلحون السبت - على اختطاف سيارة ''هايلوكس'' 2008 من الخط العام بمنطقة الجدعاء بردفان، وإنزال سائقها ''حميد علي ناجي'' من محافظة إب الشمالية، وجردوه من كل ما يملك من مال وهاتف ثم تركوه في الخط وأخذوا السيارة لجهة مجهولة. ولم تحرك الجهات الأمنية ساكنا إزاء القضية كما هو معتاد مع حوادث التقطع والخطف التي تزايدت بشكل ملحوظ في مديريات ردفان في الأشهر الأخيرة التي تشهد انفلاتا أمنيا منذ شهور.خصوصا بعد مقتل ثلاثة من أبناء محافظة تعز على يد عميد عسكري متقاعد من أبناء ردفان ولا يزال طليقا حتى اليوم. وفي نهاية الأسبوع الفائت استحدث مسلحون في مديرية حالمين بلحج نقطة تفتيش على الطريق العام - عدنصنعاء - وحسب مصادر صحافية فأن النقطة العسكرية تهدف لاعتراض السيارات الحكومية وسيارات الجيش واحتجازها للضغط على السلطة حتى تطلق سراح معتقلي الحراك الجنوبي المحتجزين في صنعاء. وفي محافظة أبين تتوالى الملاحقات الأمنية لعناصر تصفهم السلطة بالإرهابيين والخارجين عن القانون، وتتهم الحكومة القيادي المنظم حديثا للحراك الجنوبي طارق الفضلي وأتباعه بالانضمام إلى تنظيم القاعدة والسعي لزعزعة الأمن في الجنوب. وحذرت الداخلية اليمنية مؤخرا طارق الفضلي من تحويل محافظة أبين إلى منطقة لإيواء عناصر »القاعدة« بعدما تم القبض على 10 منهم الأسبوع الماضي. وأفاد بيان للداخلية: ''نحذر الفضلي، أحد قادة ما يسمى بالحراك الجنوبي في المحافظات الجنوبية، من مغبة العبث بالأمن والاستقرار في محافظة أبين''، وشدد على أن ''الفضلي تحول إلى مظلة للعناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة ولكل الخارجين على القانون في المحافظة''. ويعد الفضلي آخر سلاطين السلطنة ''الفضلية'' التي قضى عليها »الحزب الاشتراكي اليمني« اثر الاستقلال عن الاستعمار البريطاني في نوفمبر ,1967 وفر من الجنوب إلى السعودية، وأصبح مساعد زعيم تنظيم ''القاعدة'' أسامة بن لادن في التسعينات. وبعيدا عن أعمال العنف تصعد السلطات من محاكمتها للعشرات من أبناء المحافظات الجنوبية بتهم المساس بالوحدة الوطنية والدعوة للانفصال والتحريض على العنف، ناهيك عن عشرات المعتقلين في سجون الأمن السياسي دون إحالتهم إلى النيابة أو المحاكم. وتسعى الدولة إلى سحب الأسلحة من المواطنين وقالت وزارة الداخلية أن الأجهزة الأمنية ضبطت 234 ألف قطعة سلاح مختلفة منذ مطلع العام الجاري 2009م وحتى العاشر من شهر نوفمبر الجاري، في إطار تنفيذ قرار مجلس الوزراء بشأن منع حمل السلاح في أمانة العاصمة وعواصم المحافظات. ويرى مراقبون أن هذا الوضع الملغوم في الجنوب شبيه بالنار تحت الرماد وأنه قد يؤدي إلى مواجهات مسلحة تخرج عن السيطرة وتنذر بكارثة كبيرة تقضي على ما تبقى لليمنيين من سلم اجتماعي وأمن. عن الوقت البحرينية