منذ أعلن رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون مطلع الشهر الحالي، عن مؤتمر دولي حول اليمن في لندن يقام نهاية يناير الحالي والغموض يلف تفاصيل ومضامين هذا المؤتمر الذي تفاجأت صنعاء بإعلانه، ودون تريث سارعت للترحيب به، ظنا منها أنها ستحصل من خلاله على دعم مادي واقتصادي كتلك الاموال التي حصلت عليها في مؤتمر لندن للمانحين العام 2006م. وبين تفاءل رسمي بالمؤتمر وتشاؤم شعبي وعربي به جاء حديث السفير البريطاني بصنعاء أمس الأربعاء ليؤكد حقيقة ما ذهب اليه الفريق الثاني، بعد أن أعلنها بصراحة في مؤتمر صحفي عقد بصنعاء: لن يكون هناك أي تعهدات مالية لليمن في مؤتمر لندن القادم . السفير لم يقل بذات الصراحة أن المؤتمر الدولي حول اليمن الذي يعقد بالتزامن مع مؤتمر دولي حول أفغانستان وبذات العاصمة البريطانية - أن هناك أجندة عسكرية وأمنية سيتناولها مؤتمر لندن حول اليمن. وبدبلوماسية مفضوحة قال السفير البريطاني أن المؤتمر سيكرس لتحليل التحديات التي تواجهها اليمن وفي مقدمتها الإرهاب وعدم الاستقرار والاتفاق على مدخل شامل لمعالجة التحديات ببرنامج الإصلاحات السياسية والاقتصادية في اليمن وتطوير التنسيق الدولي والدعم لليمن. سفير بريطانيا قال من جملة ما قاله إن بلاده تأخذ تهديدات القاعدة مأخذ الجد وأن تنظيم القاعدة كان ناجحا في تنفيذ العديد من العمليات ومنها الاعتداء على السواح في اليمن وهوما اثر على زعزعة ثقة المستثمرين، كما أدى إلى عدم استغلال إمكانيات اليمن بالطريقة المثلى. وفيما نفا السفير نية بريطانيا إيجاد قواعد عسكرية في اليمن إلا إنه عاد ليقول ان هناك تعاون أمني وثيق بين اليمن وبريطانيا. وعلى صعيد مشابه ومن عاصمة الضباب وجهت بريطانيا صفعة أخرى في وجه من تغنوا بمؤتمر لندن، وعلقوا عليه الآمال العراض، حيث أعل رئيس وزراء بريطانيا أمس الأربعاء تعليق الرحلات المباشرة بين بريطانيا واليمن بانتظار تدابير امنية جديدة بعد محاولة تفجير طائرة بين امستردام وديترويت. وقال غوردن براون امام مجلس العموم البريطاني اثناء الاعلان عن تدابير جديدة لمحاربة التهديد الارهابي "قررنا مع شركة اليمنية للطيران، وبانتظار تدابير امنية مشددة، تعليق رحلاتهم المباشرة من اليمن الى بريطانيا على ان يبدأ تطبيق ذلك على الفور".